كم هى شاقة تلك المهنة، وكم يتباعد الحياد عن أبنائها، وكم تُزهق الأرواح من أجل صورة تُلتقط أو إظهار حقيقة تخفى عن المجتمع، وكم يتأذى المراسل أو المحرر نفسياً أو جسدياً من بلاهة عقول هدفها حجب الحقائق، وكم وكم وكم!!!!!
آلامنى ما لقاه محرر "اليوم السابع" "خالد حسين" جراء تغطية مظاهرة طلابية، ولا أستطيع تغيير واقع حدث، غير أن عقلى يقول لى "ليته ما خرج، ليته اعتمد على أرشيف سابق أو جمع معلومات أولية كما تفعل بعض الصحف".
ثمن الحقيقة دفعه خالد، ثمن المصداقية جعله بين حياة وموت، ثمن المهنة أغمد نيراناً فى صدره، ثمن الكلمة أوقف زفيره عنوةً، ثمن الكرامة أسقطه بين حرب هو فيها محايد.
كم يتحسر قلبى على كل صحفى شريف خرج ليظهر حقيقة أو يُغطى حدث، ولكن تأبى الوجوه الضالة، إلا تنكيلاً وإزهاقاً لأرواح أبرياء هدفهم توعية مجتمع بما يدور ويحدث.
ماذا فعل خالد غير أنه خرج لينقل واقع يحدث وكان من الممكن أن يعتمد على أرشيف سابق بالجريدة، أو عرض ملخص بما حدث، وهل ستصنع المظاهرات جديداً؟ غير أن ضمير المهنة ألقى به بين حرب مزقت خلايا صدره.
كم أعجز عن وصف البرىء حينما يذهب ليُقاتل بكلمته من أجل وطن، وكم أنظر له على أنه بطل من أبطال تلك المهنة الذين يقدمون أرواحهم من أجل إظهار حقيقة حتى لا يُضلل هذا المجتمع.
أين نقابة الصحفيين؟ وأين الإجراءات العملية لحماية الصحفيين؟ صحف الغرب تُلزم المراسل بالابتعاد قدر المستطاع عن مسار الاشتباك، والتنحى عن التغطية فى بعض الأحيان إن كان هناك خطر قائم يهدد حياة وسلامة المراسل، فلك الله يا خالد ولمن هو مثلك، ولكن تأكد أن ثمن الحقيقة دفعته أنت، وما أغلاه من ثمن!!
محمد صبرى درويش يكتب: ثمن الحقيقة.. دفعه خالد
الثلاثاء، 15 أبريل 2014 04:04 م
خالد حسين محرر اليوم السابع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة