سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 16 إبريل 1957.. غرام السفير كمال الدين صلاح بالصومال ينتهى باستشهاده فى مقديشيو

الثلاثاء، 15 أبريل 2014 07:57 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 16 إبريل 1957.. غرام السفير كمال الدين صلاح بالصومال ينتهى باستشهاده فى مقديشيو صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"كان مندوب مصر فى مجلس الأمم المتحدة بالصومال يعبر الشارع أمام بيته فى العاصمة "مقديشيو"، وفجأة هجم عليه رجل يحمل سكينا طويلا، وطعنه فى ظهره، وظل يطعنه إلى أن سقط مضرجا بدمائه، وتمكن بعض الذين رأوا الحادث من القبض على القاتل، أما مندوب مصر فقد كانت لديه بقية من قوة مد بها يديه إلى الوراء وانتزع السكين المغروس فى ظهره، ولكنهم عندما وصلوا به إلى المستشفى، كان قد أسلم الروح، هكذا قرأ الناس مصرع السفير كمال الدين صلاح فى الصومال، وهو يحمل اسم الأمم المتحدة، ويمثلها فى إعداد شعب الصومال للاستقلال".

الكلمات السابقة كتبها الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين فى مقدمة كتابه "مؤامرة فى أفريقيا" الذى أعادت طباعته قصور الثقافة من سنوات، ويحكى فيه قصة استشهاد "كمال الدين صلاح" فى "مقديشيو" فى مثل هذا اليوم "16 إبريل 1957"، بعد أن سافر إليها فى مهمة سياسية دولية فوقع فى غرام "الصومال"، ووقع أهلها فى غرامه، وعبر هذا الغرام كتب قصة فريدة للدور المصرى فى إفريقيا، وصفحة مشرقة فى الدبلوماسية المصرية.

ولد فى 28 مايو 1910، وبدأ حياته مناضلا فى الحزب الوطنى الذى أسسه "مصطفى كامل" حسب قول "فتحى رضوان" فى كتابه "نصف قرن بين السياسة والأدب" الصادر عن "دار الهلال"، وفى إبريل 1954 كان قنصلا لمصر فى مرسيليا، وعندما تلقى قرار نقله إلى الصومال، لم يكن لمصر تمثيلا دبلوماسيا فيه، لكن الأمم المتحدة كانت قد شكلت مجلسا للوصاية عليه يتكون من مصر والفلبين وكولومبيا لمراقبة نقله من مرحلة الوصاية إلى مرحلة الاستقلال، وكان "كمال صلاح الدين" هو ممثل مصر فى هذا المجلس.

كان يكتب يومياته فى الصومال، ويرسل خطابات لزوجته، واعتمد "بهاء الدين" عليهما فى كتابه، وفى واحدة منها يتحدث عن جولته بسيارته فى أنحاء الصومال واختلاطه بالأهالى، وحديثه وصلاته معهم فى المساجد، ويصف أحوال الناس بالفقر الشديد، وعيش الكثير منهم على الفطرة كيوم هبط جدنا آدم إلى الأرض، ورؤيته لعشرات الألوف فى الغابات والمراعى شبه عرايا، ليس على أبدانهم سوى ما يستر عوراتهم، ويأكلون مما يحصلون عليه من جيد الغابة.

اكتسب "كمال صلاح الدين" ثقة طوائف الصوماليين فى فترة قصيرة، وأصبح مستشارهم الأول فى كل شىء، ووضع لهم خطة اقتصادية لمعالجة الفقر، وخاض معهم معركة "اللغة"، فبينما كانت الأطراف الاستعمارية تريد أن تجعل من اللغة المحلية لغة رسمية، كانت الأطراف الصومالية الفاعلة تريد "العربية" لغة البلاد الرسمية، وساندها "صلاح الدين" فى ذلك أمام الأمم المتحدة.

وأدى ذلك وغيره إلى أن يكون التخلص منه هدفا يسعى إليه ستة أطراف هى فرنسا وانجلترا وإيطاليا وأمريكا وبلجيكا وإثيوبيا لإنهاء التواجد المصرى، بعد أن التف الصوماليون حوله فى شخص "كمال صلاح الدين"، فحدثت عملية الاغتيال، وودعه الصوماليون فى جنازة مهيبة وصلّوا عليه فى مبنى البرلمان، ورافق جثمانه وفد صومالى قابل الرئيس جمال عبد الناصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة