إن الشعب الجزائرى شديد المراس يدرك الجميع تاريخه النضالى ووضوح دوره القومى، بلد «بومدين» الذى جاء إلى «عبدالناصر» ومعه «شيك على بياض» لشراء أسلحة «سوفيتية» لمصر بعد نكسة 1967 قبل أن يتدفق الدعم السعودى ــ الكويتى بالمال على جيش «الكنانة» حينذاك، ولقد اتخذت «الجزائر» دائمًا مواقف حدية فى الصراعات العربية والخلافات الإفريقية وحافظت على هيبة لا تزال لها بعد سنوات عانت فيها مرتين؛ الأولى ضد الاستعمار الفرنسى الجائر والثانية ضد «الإرهاب الأسود»، وخرجت منهما معا بمئات الألوف من الشهداء والضحايا ولكنها لم تفقد هويتها ولم تفرط فى عروبتها ولم تبتعد عن إسلامها، فقد كان لها دائمًا موقفٌ خاص مثلما حدث مع «الثورة الليبية» و«المأساة السورية» وغيرهما من قضايا العالمين العربى والإسلامى، ولاشك أن نزاعها مع «المغرب» حول قضية «الصحراء» قد استنزف من البلدين معًا طاقة كبيرة كان الأولى بهما توجيهها إيجابيًا لصالحهما، والشعب «الجزائرى» له مكانة خاصة فى «إفريقيا» والوطن العربى باعتباره شعب المواجهات والتحديات الذى تغلب على الصعاب فى بسالة واضحة.
وإذا كان «الإسلام السياسى» يستوطن «الجزائر» فالسبب فى ذلك يرجع إلى أنه يعتبر دينًا وقومية لدى ذلك الشعب الشقيق فى ذات الوقت، وعندما قاتل الجزائريون سياسة «الاستيعاب الفرنسية» كانوا يتحدثون لغة المحتل فلم يكن أمامهم إلا أن يلوذوا بالاختلاف معه من منظور الدين حتى أصبح «الإسلام» لهم مرادفًا للعروبة وتعبيرا عن القومية، إن «الجزائر» بلد مستقل الإرادة يتحرك مع القضايا العربية والإسلامية بحماس شديد، ولكن العنف يلازم أحيانًا بعض مواقفه حتى فى ميدان الرياضة!
د. مصطفى الفقى يكتب: النزاع الجزائرى المغربى حول الصحراء الغربية استنزف البلدين.. والخلافات سمة تحكم العلاقات بين الكثير من دول القارة السمراء.. والإرهاب الأسود خطر يهدد الجميع
الثلاثاء، 15 أبريل 2014 07:58 ص
د. مصطفى الفقى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
السالك بركة
تصحيح
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
كل الود لمصطفى الفقي
عدد الردود 0
بواسطة:
سيداحمد عبيدة
الشعب الصحراوي لن يتنازل عن حقه في الاستقلال التام