بعد استهداف صحفيين وإصابتهما خلف البوابة الرئيسية داخل جامعة القاهرة برصاص قادم من الشرطة، اليوم، أصبحت مهنة الصحافة من مهنة البحث عن المخاطر إلى "البحث عن الموت" فى ظل أخطار يمر بها الصحفيون أثناء تغطيتهم الميدانية، والسؤال هل هذا الاستهداف بالرصاص القاتل هو ممنهج أم عابر؟
يجيب عن هذا التساؤل تقرير الائتلاف العالمى للحريات والحقوق قائلا، إن هناك منهجية فى انتهاك وقتل الصحفيين خاصة المتواجدين فى ميدان العمل، والذين يتولون نقل الصورة الحية والمباشرة للمظاهرات فى العمل الميدانى.
ويرصد الإتلاف العالمى للحريات والحقوق عدد الصحفيين الذين قتلوا فى مصر فى 2013وعددهم 11 صحفيًا على الأقل وهو رقم غير مسبوق، يتضمن صحفيين عملوا مع الصحف الحكومية وآخرين عملوا فى الصحف المعارضة، وبذلك احتلت مصر المرتبة الثالثة بعد سوريا والعراق من حيث عدد الصحفيين القتلى عام 2013.
وأظهر الترتيب العالمى لحرية الصحافة لعام 2014 والصادر من منظمة مراسلون بلاحدود تدهور حالة حرية الصحافة فى مصر، حيث احتلت مصر المرتبة 159 بالتزامن مع وصول جماعة الإخوان المسلمين للسلطة عام 2012، حيث أصبحت حرية الصحافة فى مصر على مقربة من عتبة الثلاثى الجهنمى فى استهداف الصحفيين "سوريا وجنوب افريقيا والإكوادور".
وفى نفس السياق، أشار تقرير لجنة حماية الصحفيين بأمريكا بنيويورك إلى أن حرية الصحافة فى مصر تدهورت بشكل مقلق وشهدت أعمال رقابة وقمع وعنف، حيث لم تشهد حرية الصحافة فى أى مكان تدهورا قدر ما حدث فى مصر الآن، حيث تعد مصر من الدول التى يقترب صحفيوها من خطر الموت وترتيبها بعد سوريا والعراق .
استهداف الصحفيين فى عهد الإخوان:
أما تقرير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان لعام 2013"عهد حكم الإخوان"، فقد أشار إلى أن اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ شهدت اعتداءات على الصحفيين وقتلهم وظهر ذلك بوفاة الصحفى الحسينى أبو ضيف، الذى لقى مصرعه أثناء تغطية أحداث الاتحادية من قبل الجماعات المسلحة، بالإضافة للتعدى على العديد من الصحفيين.
استهداف الصحفيين فى التغطية الميدانية:
ومن جهة أخرى، كشف التقرير الصادر من الاتحاد العام للصحفيين العرب أن حرية الرأى والتعبير وحرية الإعلام فى مصر شهدت تراجع ملحوظا فى الربع الثالث من عام 2013م عن نظيرها فى عام 2012م بنسبة 80%، حيث ارتفع معدل إجمالى الانتهاكات من 12 انتهاكا إلى 107 انتهاكات، وهو تدنى رهيب وخطير فيما يخص حرية الرأى والتعبير وحرية الإعلام .
وكان لعمليات فض اعتصامى رابعة العدوية وميدان نهضة مصر دور بارز فى ارتفاع معدلات الانتهاكات والتعديات، حيث توفى 4 صحفيين أثناء تغطية تلك الأحداث.
ميادة وخالد وعمر:
الأحداث المتتالية على أرض الواقع تترجم تلك التقارير ولعل أبرز ما حدث مؤخرًا هو استشهاد الزميلة ميادة أشرف أثناء تغطيتها مظاهرات الإخوان برصاصة اخترقت رأسها وذلك أثناء تأدية عملها لنقل الصورة واضحة للمواطنين.
وتتوالى الأحداث بإصابة الزميلين خالد حسين بـ"اليوم السابع" وعمرو سلامة بجريدة صدى البلد برصاص الشرطة من أمام جامعة القاهرة، وهم يحاولون نقل الصورة أيضًا للمواطن.
هكذا أصبحت الحقيقة ملونة بالدماء، ولأجل أن تحمل كاميرا فعليك أن تدفع الثمن بأن تحمل بجانبها روحك على أكتافك منتظرا الموت من أجل إيصال كلمتك، فالرصاص القادم لن يميز،بل سينتزع روحك إلى الأبد.
مهنة البحث عن الموت.. تقارير عالمية ومحلية: استهداف الصحفيين "ممنهج".. وأخرى: مصر الثالثة فى قتل المراسلين بعد سوريا والعراق.. الكارثة بدأت فى عهد الإخوان وتفاقمت فى أحداث فض "رابعة"
الإثنين، 14 أبريل 2014 10:35 م