بصفتى مواطن مصرى بسيط ينتمى لهذا الوطن العريق، لقد عاصرت النظام الأسبق كمواطن عادى ليس لى معه انتماء فى حزب أو عمل، ولم أكن منتفعا منه حتى بوظيفة حكومية، ولدى من النقم على النظام الأسبق الكثير والكثير، تلك النقم التى يعرفها الجميع دون استثناء، بداية من تفاقم الفساد ومرورا بمحسوبية أتباعه ونفوذهم، وانتهاء بفكره التوريث.
وكنت كأى مواطن مصرى طالما أطالب بالإصلاحات الداخلية، من تحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل للقضاء على البطالة الطاحنة، وكنت أنظر إيضا إلى التفاوت فى المستويات بين الأغنياء أصحاب الثراء الفاحش من أموال وجاه ونفوذ وسلطة، وبين فقراء تحت خط الفقر، يعانون ضيق ذات اليد، حيث يعيشون فى صراع مع الفقر والمرض والجهل.
نعم كنت أشاهد كثيرا من الإهمال فى هذا البلد فى ظل حكومات متعاقبة، كانت تعمل ضد شعبها، والذى كان يئن وجعا وألما من شدة الإهمال فى الصحة والتعليم والمرافق والخدمات، كنت أشعر كأى مواطن إلى أى مدى تسير الأمور فى البلاد، وخاصة فى السنوات الأخيرة، والتى استحوذ على إدارة أمورها ثلة من المعمرين فى ذلك النظام، فظهر الفساد فى السلوكيات بسبب سوء الإدارة، ورأيت كم كان يتم تزوير الانتخابات على عينك يا تاجر.
ورأينا العبث يتهاوى ولا يراعى الذوق العام تحت مسمى الفن لنترحم على زمن الفن الجميل، ومع كل هذا لقد ران اليأس على قلوب المصريين من الأمل فى الإصلاح، وكنا مهيأين لثورة شعبية، انتظارا للشرارة التى تفجر ذلك الإحساس بالقهر حتى يتحقق الإصلاح، فالشعب كان يريد الإصلاح وليس هدم الدولة، الشعب كان يريد الحياة الكريمة وليس الفوضى.
الشعب كان يريد الهدوء بعد الاستجابة لمطالبه وليس العنف والتخريب، الشعب كان يريد حماية ممتلكات الدولة وليس حرق المرافق والمنشآت، الشعب كان يريد بداية تجديد وتغيير للأفضل وليس القتل والدم، الشعب كان يريد علو الشأن وليس سقوط الجيش، الشعب كان يريد حرية عيش عدالة، وليس تحررا وإضرابا وعدم احترام هيبة الدول.
الشعب كان يريد ثوريين حقيقين، وليس دعاة فوضى، لتحقيق أهداف لها علاقات راسخة بالخارج الشعب، كان يريد الإسلام الذى يحتوى الجميع بتعاليمه السمحاء، وليس المتاجرة بتطبيق شرع الله، الشعب كان يريد قوة تواجه كل بلطجى مخرب قاتل وليس جهاز شرطة لا يستطيع التدخل فى أى صراع خوفا من الشعارات الرنانة والاتهامات بتلويث الأيادى بالدماء، الشعب كان يريد مسلمين وغير مسلمين فى وطن واحد وليس إخوانا مسلمين ضد الجميع، الشعب كان يريد شبابا وطنيا وليس حركات تضم مجموعة شباب، الشعب كان يريد التمتع بمشاهدة المناظر الجميلة الخلابة فى الجنوب وليس الحرب الدموية، بالقرب من الحدود المصرية الجنوبية، الشعب كان يريد دستورا شعبيا واحدا،ـ وليس تعددا لدساتير متعاقبة فى فتره قليلة.
الشعب كان يريد مشرعين قانونيين وليس ترزيه تفصيل جاهزين.. ولأن شرارة الثورة استخدمت الشعب، وقامت باللعب على مشاعر الناس لقد حدث عكس المطلوب، وأصبحنا نشتاق للذى كان فساد فى ظل أمن وأمان أفضل من مستقبل مجهول لا يعلمه إلا الله، يلاحظ من خلال حاضره العند والتحدى بين الفصائل وكره وضغينة، وتراسبت على القلوب غل وشماتة، فلا محاولات صلح أصبحت تنفع ولا هدوءا واستقرارا أصبح موجودا، فكما ذكرت بعضا من عيوب النظام السابق، لست بصدد حصر ميزاته، إبان الحكم، ولكن إحقاقا للحق لا أنسى للرجل أنه لم يحارب شعبه، كما يفعل نظيره السورى، ولم يهرب من وطنه كما فعل نظيره التونسى، ولم يبحث عن حل وسط وخروج آمن كما فعل نظيره اليمنى، ولم يسب أبناء شعبه ويوصفهم بالجرزان كما فعل الراحل الليبى، بل استسلم لإرادة الشعب، واستجاب لجميع المطالب، واستسلم للمحاكمة هو وأبناؤه، كأى مواطن مصرى انتظارا لنتائج المحاكمات.. لذلك أنا بحب مبارك.
ثورة 25 يناير
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
gehanhany
وانا كمان بحبه فى الله
اللهم فك كرب عبدك محمد حسنى السيد مبارك
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed ibrahim
nasr city
عدد الردود 0
بواسطة:
مفتاح مقاوي
مش هتصدق أقولك ابه