"الصراع لا يزال مستمرًا" هكذا اختتم الصحفى والمؤرخ البريطانى البارز المتخصص فى شئون الشرق الأوسط باتريك سيل كتابه "الصراع على الشرق الأوسط"، بينما كتب الموت نهاية صراع سيل مع مرض السرطان، ليرحل الصحفى البريطانى عن عمر يناهز 83 عاما.
اهتم سيل الصحفى المخضرم بالصراع، الأمر الذى وصل إلى أن تحمل مؤلفاته الثلاثة كلمة صراع وهى "الصراع من أجل سوريا"، و"الصراع من أجل الشرق الأوسط"، و"الصراع من أجل الاستقلال العربى".
وعن رؤيته للصراع الدائر الآن بالشرق بالجمهورية العربية السورية، فقد أوضح سيل من قبل أن الحل الذى ينهى الحرب فى سوريا هو "الحوار"، الذى يجب أن يجمع بين إيران وروسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا وجميع الأطراف فى سوريا بما فيها الحكومة.
وكشف "سيل" من قبل أن سقوط الرئيس السورى بشار الأسد وتغيير النظام سيؤدى حتماً إلى انحلال التحالفات فى الشرق الأوسط وإعادة تشكيل المنطقة، موضحا فى مقاله بصحيفة الجارديان البريطانية، أن النظام السورى الذى طالما كان لاعباً فى مسرح القوة بالشرق الأوسط، قد قرر أن يقاتل من جديد بكامل قوته، للحفاظ على سوريا الموحدة.
الصراع العربى الإسرائيلى كان من أهم محاور كتابات باتريك، حيث قدم رؤية تنحاز للحقوق العربية والفلسطينية، كاشفًا عن المخطط الصهيونى للسيطرة العسكرية على المنطقة، قائلا "إن إسرائيل تضغط على الولايات المتحدة من أجل إسقاط محور المقاومة"، مؤكدًا أنه لا يمكن فصل ما يجرى فى سوريا عن التطورات فى المنطقة.
وكان سيل مؤمنًا بحل الدولة الواحدة للصراع العربى الصهيونى فى فلسطين، معتبرا حل الدولتين أصبح ساقطاً عملياً، كما لوّح بهزيمة فادحة للعرب تكمل هزيمة عام 48، ومشيرا إلى أن القضية الفلسطينية باعتبارها حجر الزاوية بالنسبة إلى الكرامة والهوية العربية، وقال "إن الدول العربية الثرية عجزت عن استخدام تأثيرها على الولايات المتحدة وأوروبا للمطالبة بالعدالة للفلسطينيين".
ودأب سيل على اتهام الولايات المتحدة بأنها تتبنى خطابًا صاخباً مؤيداً لإسرائيل ومضاداً للعرب، موضحا أن هيلارى، هى التى تقود هذا التوجه فى الوقت الراهن، وكثيرا ما سخر سيل من المنطق الأمريكى القائل إن التهديدات الموجهة للأمن الإسرائيلى حقيقية، وآخذة فى النمو وينبغى التعامل معها!، ومفسرا عداء أمريكا والغرب لمحور المقاومة "إيران، وسوريا، والجماعات مثل "حزب الله" و"حماس"، بناء على موقف المقاومة من الكيان.
وحسب إذاعة "بى بى سى" البريطانية، ولد سيل فى بلفاست عام 1930، ولكنه قضى 15 عاما الأولى من عمره فى سوريا، حيث كان أبوه ضمن بعثة تبشيرية هناك، وارتبط منذ ذلك الوقت بسوريا وبالمنطقة العربية، التى أخذت أغلب حياته كصحفى وكاتب ومؤرخ، وكان البعض يعتبره مقربا من عائلة الأسد.
وعمل سيل مراسلا لعدد من الصحف البريطانية أبرزها الأوبزرفر، كما عمل فى الإذاعة والتليفزيون، وشارك فى العديد من المؤتمرات التى تتناول قضايا الشرق الأوسط، فى بريطانيا وخارجها، باعتباره أحد أكبر خبراء المنطقة، وأجرى مقابلات مع عدد من قادة الشرق الأوسط وأهم الشخصيات البارزة فيه، تنشر مقالاته فى معظم الصحف الكبرى حول العالم بما فى ذلك صحيفة الحياة (لندن)، الاتحاد (أبو ظبى)، ديلى ستار (بيروت)، Gulf News (دبى).
رحيل صديق العرب الصحفى البريطانى باتريك سيل عن 83 عامًا.. أرخ حياة حافظ الأسد واعتبر الحوار السبيل الوحيد لإنهاء الحرب فى سوريا..انتقد إسرائيل ودافع عن فلسطين:القدس حجر الزاوية للكرامة والهوية العربية
الإثنين، 14 أبريل 2014 01:06 ص