د. رشدى عبد القادر يكتب: فايق فهيم فارس الزمن الجميـــل

ولد فى مدينة المنصورة عام 1941 وبعد رحلة دراسية تميزت بالتفوق والنبوغ التحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة قسم اللغة الإنجليزية وتخرج وهو لم يتجاوز العشرين عاما. ثم تقدم لاختبارات الإذاعة المصرية وكان ترتيبه الأول بين المتقدمين، عمل مذيعا بالبرنامج العام كما قدم برامج (آراء حرة) و(أوائل الطلبة) الشهير الذى غطى من خلاله معظم محافظات مصر.

بصحبة محمد بك فتحى (كروان الإذاعة المصرية) ساهما فى تأسيس كلية الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز بالرياض بالمملكة العربية السعودية، وقاما بالتدريس فيها لصفوة الخريجين السعوديين والعرب.
كما عمل مديرا للإعلام بصندوق النقد العربى بدولة الكويت كما شغل منصب المستشار الإعلامى للسفارة السعودية فى القاهرة. وإلى جانب نشاطه الإعلامى المتميز وكتابة المقالات الأسبوعية فى صحيفة الشرق الأوسط قام بتدريس الإعلام الدولى فى جامعة مصر الدولية وجامعة المنصورة، والتى وافته المنية فيها بعد انتهاء المحاضرات، وكانت إرادة الله قد أحاطت مجريات القدر التى حققت للفقيد الكريم فضل انتقاله إلى رحاب الله فى مسقط رأسه، بعد أن جاب مختلف أقطار الأرض طيلة مراحل حياته العملية.

انتمى فايق لجيل الزمن الجميل حيث عمل مع الراحلين جلال معوض وطاهر أبو زيد وأحمد فراج والسيدات صفية المهندس وسامية صادق وآمال فهمى وجمالات الزيادى، حيث كانت الإذاعة المصرية قلب العالم العربى النابض بما قدمته من موسيقى راقية وأغانٍ خالدة وأحاديث لعميد الأدب العربى ومحمود العقاد وفكرى أباظة، كما كان مذيعا لحفلات أم كلثوم حين كان صوت كوكب الشرق يصدح فى ليالى القاهرة الساحرة إلى جانب ألحان الموسيقار عبد الوهاب وأشعار نزار قبانى وكامل الشناوى.

أنجب 4 من الشباب هم فارس وفيصل ومصطفى وكريم ولم يدخر جهدا فى سبيل حثهم على التمسك بالأخلاق الفاضلة والسعى للتعلم. يفتقده الأهل والأصدقاء حيث كان ودودا سخيا فى خدمة أهله ومحبيه خاصة رفاقه من مدينة المنصورة وزملاء الدراسة ومشوار الإعلام والفكر والتنوير.. نسأل الله له الرحمة والغفران على حياة زاخرة بالعلم والسعى والكفاح فى سبيل أمته ووطنه وقومه.