يوماً بعد يوم تزداد الأزمة داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلى سوءًا، مع تبادل الاتهامات الحادة بين رئيسها بنيامين نتانياهو، وبين وزير المالية نفتالى بينت، من ناحية، وبين بينت ووزيرة القضاء تسيبى ليفنى من ناحية أخرى، الأمر الذى يضع الائتلاف الحكومى بالكامل فى مهب الريح، ودخوله فى مأزق من الصعب الخروج منه إلا بالذهاب إلى انتخابات مبكرة جديدة.
ويعود سبب ذلك إلى استمرار المفاوضات مع الفلسطينيين، وإمكانية تحرير أسرى من عرب 48 فى إسرائيل، حيث هدد بينت بأنه سيتنحى عن الحكومة فى اللحظة التى يتم الاتفاق فيها على تحرير أسرى عرب إسرائيل.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن الأزمة أمس، الأحد، وصلت إلى مستوى جديد، عندما أعلن ديوان نتانياهو عن إلغاء لقاء مخطط له مع وزير ماليته الذى يترأس حزب "البيت اليهودى" المشارك فى الائتلاف الحكومى الحاكم.
وكشفت مصادر مقربة من نتانياهو أن رئيس الحكومة يعتقد أن بينت يتصرف بطريقة غير مسئولة، حيث قال نتانياهو، إنه عازم على أن لا يخضع لضغوطات بينت، حتى لو كان الثمن تفكيك الحكومة، كما اتهم مقربو نتانياهو الوزير الإسرائيلى بأنه يتصرف بطريقة "صبيانية"، مشيرين إلى أنه إذا كان ينوى الاستقالة من الحكومة، فلن يعترض أحد على ذلك.
فيما قال موقع "مكور" الإخبارى الإسرائيلى، إن بينت لا يزال يثير ضجة ويعلن فى كل فرصة بأنه سيعمل كل ما فى وسعه من أجل إحباط تحرير الأسرى، مشيرا إلى أنه عندما كان مقاتلا فى الجيش الإسرائيلى عام 1992، شارك فى مطاردة بعض من العناصر الفلسطينيين الذين طالب الإسرائيليون بتحريرهم.
وفى السياق نفسه، هاجمت وزيرة القضاء تسيبى ليفنى، المسئولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، بينت بحدة، حيث قالت فى مقابلة مع "يديعوت أحرونوت"، "إن هذا الشخص وحزبه يلحق ضررًا أمنيًّا بإسرائيل، إنهم سيحاولون أن يفرضوا علينا عدم التوصل إلى اتفاقية دائمة".
ورد بينت على تصريحات ليفنى، ساخراً من فائدة المفاوضات التى تجريها قائلا، "لقد منحوها فرصة التفاوض لمدة تسعة أشهر، وكل ما أتت به هو تحرير أسرى، وسببت الخزى لإسرائيل".
فيما أشارت عدد من التحليلات السياسية الإسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى يعيش الآن فى مأزق داخل الائتلاف الحكومى، بسبب أزمة المفاوضات المتعثرة مع الجانب الفلسطينى، موضحة أن أزمته تلك تجعله عالقاً بين المطرقة والسندان، خاصة فى حال وافق على الصفقة التى تقترحها الولايات المتحدة بشأن إطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين.
وبذلك فإن نتانياهو، وفقاً للتحليلات التى نشرتها عدد من الصحف الإسرائيلية وقام "اليوم السابع" برصدها، سيجد نفسه بدون ائتلاف حكومى، لأن زعيم حزب "البيت اليهودى" كان قد هدد بالانسحاب من الائتلاف، وفى حال لم يوافق فإن العملية السلمية ستتفجر، وهو ما لن يوافق عليه حزب "الحركة" برئاسة تسيبى ليفنى، ومن المتوقع أن ينسحب هو الآخر من الحكومة.
وفى تحليل نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فى عددها الصادر اليوم الاثنين، فإن ليفنى بعكس بينت الذى أعلن بصورة قاطعة أن حزبه سينسحب من الحكومة، فى حال المصادقة على الصفقة، لم يصدر عنها تهديد واضح، إلا أن التوجه الراجح فى المنظومة السياسية يشير إلى أن ليفنى لن تستطيع الصمود فى وجه الضغوطات الداخلية وضغوط الإعلام، وستنسحب من الحكومة فى نهاية المطاف، وهو ما سيجر أيضاً انسحاب حزب "هناك مستقبل" الذى يتزعمه وزير المالية "يائير لبيد".
وبحسب ما جاء فى التحليل، فإن انسحاب أى من الأحزاب المذكورة من شأنه أن يؤدى للتوجه إلى انتخابات مبكرة، وذلك لأن نتانياهو لا يملك بديلاً عن "البيت اليهودى"، خاصة أن زعيم حزب "العمل" يتسحاق هرتسوج يميل – حتى الآن - إلى عدم الانضمام للحكومة والذهاب إلى انتخابات مبكرة، كما نقل عنه فى أحاديث مغلقة خلال الأيام الأخيرة.
ووفقاً للصحيفة العبرية، فإن انسحاب حزب تسيبى لفنى وحيداً دون "هناك مستقبل" فإن ذلك سيبقى نتانياهو مع ائتلاف مصغر يتألف من 62 عضو كنيست، وهو ائتلاف غير قابل للحياة طويلاً حتى لو نجح فى ضم حزب شاؤول موفاز الذى يملك عضوين فقط بالكنيست.
وأوضح تحليل الصحيفة العبرية أن حل مشكلة المعادلة الائتلافية تكمن لدى الجناح اليمينى فى "الليكود"، المتمثل بالوزير أورى أرييل ونائب الوزير زئيف الكين ونائب الوزير دانى دانون، الذين يعارضون أى تنازل للفلسطينيين وفى ذات الوقت لم يستسيغوا تهديد بينت لأنه لم ينسق معهم، بالإضافة لأعضاء الكنيست من "البيت اليهودى" الذين يتخوفون من أن لا يكونوا فى الحكومة التى ستفرزها الانتخابات القادمة وتكون أقل يمينية.
حكومة إسرائيل فى مهب الريح.. الانشقاقات تضرب حكومة الاحتلال.. ائتلاف نتانياهو يواجه مأزقا صعبا بعد تهديد وزير المالية بالانسحاب.. ومصادر بتل أبيب: يتصرف بطريقة "صبيانية"
الإثنين، 14 أبريل 2014 12:27 م
رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة