بدء مهرجان دولى للثقافة الصوفية بفاس

الإثنين، 14 أبريل 2014 11:01 م
بدء مهرجان دولى للثقافة الصوفية بفاس المدينة المغربية فاس - أرشيفية
الرباط (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وسط اهتمام رسمى وشعبى كبيرين تعيش مدينة فاس المغربية واحدا من أبرز المهرجانات الفنية التى تستلهم الموشحات الصوفية من خلال فنانين مغاربة وأجانب.

مهرجان الثقافة الصوفية الذى افتتح بفضاء متحف البطحاء التاريخى بالمدينة الأثرية المغربية فاس أمتع الجمهور بعروض فنية للفنان الإسبانى كورو بينانا الذى برع فى أداء مجموعة من أغانى الفلامينكو المستوحاة من قصائد وأشعار محيى الدين ابن عربى، بالإضافة إلى عرض فنى قدمه المنشد مروان حجى وزميلاه حمام خيرى وأمينة بنسودة الذين أبدعوا فى أداء موشحات صوفية متنوعة.

واستطاع الفنانون الذين أحيوا هذا الحفل الافتتاحى للمهرجان الليلة الماضية أن يأسروا الجمهور بإشراقات إبداعية من المتن الصوفى الذى يحتفى بإنسانية الإنسان ويكرس ثقافة مشتركة ترتكز على قيم التعايش والإخاء والتسامح.

ومكن هذا الحفل الفنى الجمهور الكبير الذى تتبع فقراته من الارتقاء نحو مدارج الوجد واستشراف عوالم التصوف عبر قصائد وأشعار صوفية تتغنى بتجارب إنسانية وتحتفل بالمشترك لدى الإنسان وبقيم ومثل متصوفين كبار أمثال ابن عربى الذى يعد أحد المتصوفة الكبار الذين أثروا الفكر الصوفى فى الثقافة الإسلامية وشكلوا على امتداد قرون أحد رموزه.

مهرجان الثقافة الصوفية الذى يتواصل بعاصمة العبق التاريخى المغربية يرى القائمون عليه أنه، سيقدم الأمسيات والسهرات الفنية التى تقام فى إطار هذا الحدث الثقافى والفنى بتنظيم حفلات موسيقية لفن السماع والموسيقى الصوفية العربية والأندلسية إلى جانب تنظيم فقرات تزاوج ما بين الأمسيات الصوفية وحلقات الذكر من بينها حفل لفن السماع أحيته مساء أمس الأحد الطريقة القادرية البوتشيشية والطريقة الصقلية (المغرب).

كما ستعرف دورة هذه السنة من المهرجان، التى تنظم تحت شعار "على خطى ابن عربى"، مشاركة مجموعة من الفنانين المغاربة الذين سيحيون أمسيات فنية كعبد الرحيم الصويرى ومحمد باجدوب ومحمد وعبد الفتاح بنيس وسعيد الشرايبى، بالإضافة إلى مجموعة محمد بريول لموسيقى الآلة إلى جانب مجموعات فنية تنتمى لعدة بلدان منها فرقة الطريقة القادرية من البوسنة والهرسك وفرقة الطريقة الخلواتية من تركيا.

وموازاة مع هذه الأمسيات الموسيقية والفنية سيعرف المهرجان تنظيم عدة لقاءات يؤطرها باحثون ومختصون فى قضايا التصوف ستبحث فكر وأعمال محيى الدين بن عربى وتأثيراته على المشرق والمغرب.

وحسب آراء المنظمين فإن الدورة الثامنة لمهرجان فاس للثقافة الصوفية ستحاول من خلال الأمسيات الفنية واللقاءات الفكرية أن تقتفى أثر الشيخ الصوفى الكبير محيى الدين بن عربى بهدف فهم موروث أحد أنواع الفكر الأكثر خصوبة وأهمية فى علوم التصوف والحكمة الكونية باعتباره من أكثر المنتجين والمبدعين شمولية وعمقا فى عالم التصوف.

ويقول فوزى الصقلى المدير العام للمهرجان إن الدورة الثامنة للمهرجان ستحاول أن ترسم عبر ملامح فكر هذا المتصوف الكبير ورحلاته إلى الأندلس التى ولد فيها مرورا بالمغرب ومكة المكرمة ومصر والأناضول وسوريا حدود التجارب الروحية والتلاقح والحكمة الحاتمية التى لا يزال انتشارها وتأثيرها حاضرا إلى اليوم فى الثقافة الإسلامية بشكل خاص ومختلف مدارس الحكمة عبر العالم.

وأوضح أن فقرات هذا المهرجان ولقاءاته الفكرية وجلساته الفنية لا تقتصر فقط على الكشف عن الإرث الروحى والفنى الغنى للثقافة الصوفية وإنما تسعى إلى استنهاض التأمل فى مدى إسهام هذا الإرث فى التأثير على المجتمع المغربى فى الوقت الحاضر وإبراز الكيفية التى تتحول بمقتضاها القيم الروحية الصوفية من خلال صيغ العمل الاجتماعى والمقاولاتى إلى عمل مثمر فى التنمية البشرية.

ويستقطب مهرجان فاس للثقافة الصوفية الذى تنظمه "جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية" عشاق الموسيقى الصوفية من المغرب والخارج إحدى المحطات الثقافية والفنية الكبرى التى تحتضنها مدينة فاس العريقة والتى تستهوى عشاق هذه الأنماط الفنية.

وكانت الدورة السابعة لمهرجان فاس للثقافة الصوفية قد نظمت خلال السنة الماضية تحت شعار "قوت القلوب.. التصوف والإبداع" وعرفت مشاركة مجموعة من الفرق الفنية من المغرب والخارج.

ويسعى المغرب من خلال مهرجان فاس للثقافة الصوفية لتقديم صورة إيجابية للإسلام على المستوى العالمى من خلال إبراز عمق ومقاصد ثقافة الانفتاح والتسامح التى اعتمدها المتصوفة فى تجاربهم إضافة إلى تكريس ثقافة مشتركة ترتكز على قيم التعايش والتسامح والإخاء.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة