وائل محمد القمرى يكتب: السعادة الحقيقية

الأحد، 13 أبريل 2014 08:15 م
وائل محمد القمرى يكتب: السعادة الحقيقية صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن السعادة هى أهم مصدرٍ نبحث عنه جميعاً، فما من واحد على وجه الأرض إلا ويتمنى السلامة والسعادة.. فمسكين من يعتقد أن السعادة الحقيقية هى فى الملذات الحسية والمادية كما يعتقد البعض.

لاشك يا صديقى أن هذه الملذات هى أحد عوامل السعادة الدنيوية ولكن صدقنى ليست هى كل السعادة وليست هى جوهرها وما دونها تعاسة، أتدرى لماذا ؟؟ ولماذا أنتحر من يملكون ما تتمنى أن تمتلكه أنت؟

لأن الملذات الحسية يا صديقى لا تخترق غشاء القلب، ولا توفر لك الطمأنينة ولا تتيح لك الراحة ففى عالمنا المعاصر عدد كبير جدا من أعلام الأرض أنت تعلمهم انتحروا لأنهم بلغوا أعلى درجة من الدخل والسمعة والشهرة، لكنهم ما عرفوا ربهم، وما عرفوا سر وجودهم، ولا غاية وجودهم، فانتحروا مللاً وسئماً وضياعاً.
إذا فما هى السعادة الحقيقية؟
إن السعادة الحقيقية، دقق فى هذه الكلمة، لا تجلب أبداً من الخارج، إنما هى شعاع من نور يولد، ويكبر فى داخل الإنسان، (الفطرة & الإيمان & اليقين) ويضىء جوانب الحياة كلها، ويجعلها أكثر قيمة ومنطقية، وأكثر تهيؤاً للنمو والتقدم والاستمرار، كل ذلك مرهون بأوضاع تسود فيها الأحكام الأخلاقية، ويعلو فيها صوت الالتزام والاستقامة.

دققوا فى هذا المثَل: فى بيت 100 جهاز كهربائى، أى جهاز يخطر فى بالك تجده فى البيت، لكن ليس هناك كهرباء، فما قيمة هذه الأجهزة؟ لا شىء، إنها كتل معدنية عبء على صاحب البيت، أما إذا سَرَت الكهرباء، أى سرى الإيمان فى النفس أصبح للزواج معنى، ولتربية الأولاد معنى، وللعمل معنى، وللحرفة معنى، وللنزهة معنى، وللدنيا بأسرها بمعنى بل معانى ولكل شىء معنى.
هكذا تنتهى رسالتى يا صديقى، يبقى لى أن أقول لك.
كون أو لا نكون.!

كون أو لا نكون، أعداؤنا يريدون إفقارنا وإضلالنا، وإفسادنا وإذلالنا وإبادتنا، وكل ما يجرى حولنا يؤكد هذه الحقيقة، لا بد من صحوة، لا بد من يقظة، لا بد من توبة، لا بد من صلح مع الله، لا بد من عودة إلى أصول هذا الدين، لا بد من أن تبذل شيئاً من وقتك، من علمك، من مالك، لا بد من أن تتألق عند الله، حينما تشعر أن الله يحبك، وأنك فى خدمة عباده، فهذا الشعور وحده يسعدك فى الدنيا والآخرة.

صديقى - لا تعتقد أن مرضك مزمن، وأن آلامك لا تنقطع أبداً،
فما من شىء يبقى فى هذا العالم دون تجدد.

إنك تستطيع بقدرة تفكيرك المبدع أن تتجدد وتحيا حياة جديدة سعيدة.
واعلم أن السعادة فى ذاتك فلماذا تسافر فى طلبها؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة