شهدت البيئة الاستراتيجية فى الصين تغيرات هائلة وتعتبر تهديدًا محتملا للولايات المتحدة الأمريكية فى حين أن أمريكا ستظل تمارس تأثيرًا حاسمًا فى البيئة الأمنية ومن الواضح أن المصالح الجيوبولوتيكية بين الصين والولايات المتحدة ضعيفة.
انتهجت الصين سياسة دفاعية جديدة قائمة على التحول الاستراتيجى من قوة برية إلى قوة برية وبحرية وتحول العقيدة العسكرية إلى قوة تكنولوجية صناعية.
فالعولمة فى الوقت الحالى لبست ثوبا جديدا وأصبح فيها جزء كبير من الهيمنة والسيطرة، حيث الثورة المعرفية والتكنولوجية التى حولت العالم كله إلى عالم متجانس وأصبحت الدول القومية التى كانت متمركزة حول نفسها منفتحة على العالم حيث تفكك الإمبراطورية البريطانية وهزيمة ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية وانهيار ما يسمى بالمنظومة السوفييتية وتفرد قطب معين وهو القطب الأمريكى وقد كان هناك صراع بين الاتحاد السوفيتى والأمريكى.
وسيظل هناك سؤال: هل ستبقى الولايات المتحدة الأمريكية هى القوى العظمى على مستوى العالم؟.. فالصين واليابان وبعض الدول حاولت أن تنافس الولايات المتحدة الأمريكية فى هيمنتها على الدول الأخرى ولقد أشار كتاب رحلة قرن إلى أنهم يتواصلون مع الثقافة الأمريكية فى أنهم مثلا (يتناولون الوجبات السريعة وأحيانا نمط الملابس) وفى القرن 18 و19 ميلادى بدأ الحديث عن النظام الليبرالى واتجهت الدول من نظام الاستعمارات والسيطرات إلى نظام الاتفاقات الدولية الاقتصادية ومن دول عسكرية إلى نظم ودول رأسمالية والبنوك والقروض الدولية وأصبحت الدول فى اتجاه تحويلها إلى قوى إنتاجية فاعلة على أساس قوى لأن من فهم شبكة العلاقات والسياسات الدولية بأن أصبح هناك عالم منفتح وبلا حدود وذلك مع وجود بعض الأزمات الاقتصادية.
فمنذ تولى باراك أوباما قيادة الولايات المتحدة الأمريكية بدأ عهد جديد بأجندة سياسية جديدة فى فى محاولة لجعل هذا القرن أمريكياً جديدا بزيادة مجمل الاقتصاديات الصاعدة إلى الربع الثانى من عام 2000 بنسبة 41% عما كان عليه 2005 بنسبة 64% فى الصين و55% فى الهند أما فى الاقتصاديات المتقدمة فقد كانت الزيادة لا تتجاوز 5% واستطاعت الاقتصاديات المشاركة تجاوز الأزمة الاقتصادية بسهولة إلا أن آثارها كانت كارثية على الدول المتقدمة.
لقد توجهت أنظار العالم اليوم إلى الصين والصين كقوة اقتصادية فهى صاعدة واللافت للنظر أنها تحقق معدل نمو اقتصادى مذهل فى ظل حجم سكانى يصل لما يزيد عن مليار نسمة فهى بقدراتها استطاعت الوفاء باحتياجاتها السكانية بجانب التغيير الكبير فى القوى السياسية والعسكرية، فقد اعتادوا على الانضباط الإنتاجى وصارت الكثير من المصانع الأمريكية لا تستطيع توفير نفس السلع الصينية فأصبح هناك حلان أولهما محاولة إنشاء مصانع أمريكية فى الصين وآخر هو بناء مصانع فى الولايات المتحدة الأمريكية يعمل بها صينيين فى حين أن خططت الصين لمشروع السيارات الجديد الهدف منه توفير سيارة أرخص بجودة عالية، وبالتالى فإن العنصر الاقتصادى هو العنصر الأساسى فى التحولات الراهنة فى العالم.
فالاقتصاد الصينى قد حقق نحو معدل 10% سنويا خلال عام 1980م وتحولت إلى ورش ومصانع لشركات هونج كونج وتايوان والولايات المتحدة الأمريكية وسنغافورا واليابان.
ويشير تقرير حديث صدر عن المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية لعام 2011 م أن الولايات المتحدة أو القوى الغربية الأخرى فى طريقها أن تفقد احتكارها لأنواع مهمة من التكنولوجيا الدفاعية الدفاع لصالح هذه الدول البازغة.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة