بنظرة عينيها التى تشبه الموناليزا حزن مع الابتسامة الصافية، وابتسامة حزينة مع العيون اللامعة، وبأدائها المختلف تمكنت الطفلة ماجدة الصباحى ذات الـ15 عاما أن تدخل عالم الفن والسينما المصرية من بابه الواسع دون علم أهلها، لتجد نفسها فى هذا العالم وتقرر ألا تغادره، وتخلد وجودها فيه بأدوار حفرت اسمها مثل جميلة بوحريد وأدوارها البارزة فى العمر لحظة وشاطئ الأسرار والمراهقات، وعشرات الأفلام المهمة فى تاريخ السينما المصرية.
بعد أن شعرت ماجدة أن وجودها على الساحة الفنية يمكن أن يأخذ من رصيدها ولا يضيف إليه قررت الابتعاد والاكتفاء بالمشاهدة من بعيد، متفرغة لمشروعها «مجمع ماجدة للفنون»، لكنها وجدت نفسها فجأة تقف وسط الأضواء من جديد بعد تكريم الدولة لها فى عيد الفن، والكل يحتفى بها وبمشوارها الطويل والجميل والمتميز، وقررت أن تتكلم وأن تخص «اليوم السابع» بأول حواراتها الصحفية بعد زمن طويل من الصمت.
فى البداية نهنئك على تكريمك فى عيد الفن هذا العام.. كيف ترين قرار الرئيس عدلى منصور بعودة الاحتفال به مرة أخرى بعد انقطاع؟ وما هو شعورك بعد التكريم؟
- أشكركم على التهنئة، ولا أخفيكم أننى سعيدة جدا بعودة عيد الفن مرة أخرى بعد أن أسسه الرئيس الراحل أنور السادات عقب نصر أكتوبر المجيد، واعتزازى بعودة الاحتفال به لأنه يعد بمثابة تكريم للفنانين أصحاب التاريخ، والنجوم الشباب أصحاب البصمة الفنية المتميزة، كما أننى سعيدة أكثر لعودة عيد الفن بجانب عيد آخر يحتفل به كل المصريين، ومنهم الفنانون، وهو عيد ثورة 30 يونيو، لهذا فعودة عيد الفن انتصار للجميع وليس للفنانين فقط، لأن السينما والفن شاهدان على الواقع والتاريخ.
وإصدار مثل هذا القرار المهم ليس جديدا على رجل مثل الرئيس عدلى منصور، فهو فى نظرى رجل المهام الصعبة، وربنا أكرمنا به فى هذه المرحلة الفارقة فى تاريخ مصر، وتفكيره فى إصدار قرار بمثل هذه الأهمية فى ظل الأحداث والظروف الحالية يعد بمثابة إعطاء جرعة أمل لكل فنان، ورسالة بأن الفن الأصيل باق، ودعوة لعودة الروح الجميلة للفن والفنانين، وأنا سعيدة بلقاء زملائى خلال ملتقى عيد الفن والفنانين.
سبق أن تم تكريمك فى العديد من المهرجانات.. فما الذى تجدينه مختلفا هذه المرة؟
- هذه المرة يمثل التكريم قيمة كبيرة جدا، لأنه تكريم يأتى من بلدى الحبيب والغالى مصر، وأسعد لحظات الفنان حين يتم تكريمه من بلده أثناء حياته، لأن هذا التكريم يمثل نوعا من التقدير والاحترام والوفاء للدور الذى يقوم به الفنان خلال مشواره وتاريخه الفنى.
أنت الآن بصدد إنشاء مجمع ماجدة للفنون فلماذا اتخذت قرار إنشائه فى الفترة الحالية؟ وما الهدف من إنشائه؟
- جاءتنى فكرة إنشاء مجمع ماجدة للفنون كإلهام من ربنا، وليس باقتراح من أحد، وأحاول من خلال المجمع تسجيل مشوار حياتى الفنية، وإحياء ذكرى كثير من زملائى الفنانين، ولكل من كانت له بصمة فنية، ولن يقتصر المجمع على ذلك فقط، ولكنه سيحيى ذكرى الفنانين ذوى القيمة الفنية الخالدة، لأن الفنان فى الخارج يعتبر قيمة فنية هائلة، وإحياء ذكرى وتاريخ الفنانين من الأشياء المهمة التى يجب الحفاظ عليها.
ما هى الخطوات التى تم اتخاذها فى إنشاء المجمع وهل تحدد موعد افتتاحه؟
- المجمع حاليا تحت الإنشاء، والعمل به توقف فترة نظرا للظروف والأحداث التى تمر بها مصر الحبيبة، مما جعل تنفيذه يتأخر عن موعده، ولهذا نعمل حاليا على قدم وساق لسرعة الانتهاء منه، وأنتهز الفرصة لأعرب عن امتنانى لوزير الإسكان الأسبق عبدالله الكفراوى لمساعدته لى على إنشاء المجمع ، وقريبا فى غضون أشهر قليلة سيكون المجمع جاهزا حيث أعمل فيه بكامل طاقتى لافتتاحه فى احتفالات ثورة 30 يونيو المقبلة، وإن لم أستطع فسوف أسعى لافتتاحه فى أقرب مناسبة قومية، وسأوجه الدعوة لجميع المسؤولين والوزراء والمثقفين المصريين والعرب للمشاركة فى افتتاح «مجمع ماجدة للفنون».
تاريخك الفنى حافل بالأعمال السينمائية التى تهتم بقضايا المرأة وقدمت نموذج المرأة المناضلة فى «جميلة بوحريد» فكيف ترين دور المرأة المصرية فى ثورتى يناير و30 يونيو؟
- عندما قدمت دور المناضلة جميلة بوحريد اتخذتها رمزا لكل المناضلات فى الوطن العربى، ومن وجهة نظرى أن مصر والوطن العربى ملىء بالجميلات، فعندما جسدت شخصية جميلة رأيتها فى كثير من النساء المناضلات الشريفات، وحتى الآن وفى عصرنا الحالى هناك الكثيرات مثل جميلة، وأنا سعيدة أن الله وفقنى لهذا العمل، الذى سيخلد دائما ذكرى كل مناضلة دافعت وضحت بروحها من أجل حرية بلدها.
وأرى أن دور المرأة المصرية خلال ثورتى يناير ويونيو كان عظيما، وهذا ليس بجديد على المرأة المصرية العظيمة التى نضالت بجانب الرجل دائما وقدمت روحها فداء لتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية، فالثورات دائما تكون بداية شرارتها امرأة مصرية عظيمة، كما حدث فى بداية ثورة 1919 حيث كانت شرارتها خروج المرأة لأول مرة فى التاريخ واستشهدت سيدة من قبل الاحتلال لتكون أول شهيدة فى ثورة 1919، كما أننا لا نستطيع أن ننسى تضحيتها بأبنائها طوال الوقت، وهى تضحية لا تقدر بثمن، وعندما أشاهد التقارير عن أمهات الشهداء لا أستطيع التوقف عن البكاء، فالمرأة المصرية العظيمة ضربت أروع مثال للنضال من أجل الحرية وشاركت فى ثورة يناير و30 يونيو مثلها مثل الرجل وأبهرت العالم، وكانت أكثر حرصا من الرجل على المشاركة فى كل الانتخابات والاستفتاءات منذ 25 يناير.
بماذا تفسرين عدم اهتمام السينما والتليفزيون بتقديم أعمال فنية تهتم بقضايا المرأة رغم تزايد مشكلات ومعاناة المرأة حاليا خصوصا أنك من المهتمات بها على مدى مشوارك الفنى؟
- قدمت أعمالا كثيرة اهتمت بقضايا المرأة ومشاكلها، ليس لأننى امرأة فحسب، ولكن لأن من واجبى كفنانة أن أقدم أفلاما للمرأة وعن المرأة، بكل صدق وموضوعية، وبصراحة أنا متعصبة للمرأة دائما لأنها الحقيقة الواضحة، ويحزننى بشدة عدم وجود اهتمام فنى حاليا بالأدوار والأعمال التى تناقش قضايا المرأة، كما كان يقدم من قبل، ولا أعرف لماذا لا تلعب السينما هذا الدور حاليا رغم شدة الاحتياج إليه، ولكنى أرى الآن أن المرأة أصبحت تفرض نفسها على الساحة خلال الثلاث السنوات الماضية، من خلال عظمة مشاركتها فى ثورتى يناير ويونيو، وبالأخص أمهات الشهداء كما ذكرت، كل هذا يبرز المعدن الحقيقى للمرأة المصرية.
هل تتابعين الأعمال التى تقدم على الساحة الفنية حاليا؟ وما أكثر الأعمال التى نالت إعجابك؟
- أنا دائما مشغولة بمتابعة إنشاء المجمع وشركتى وبيتى، فأنا أفضل عمل كل شىء بنفسى، وبالتالى ليس لدى وقت لمتابعة كل الأعمال الفنية، ولا أستطيع الحكم عليها، إلا أننى أرى من وقت لآخر بعض الأعمال الجيدة، ولا أحب أن أذكر أسماء بعينها حتى لا أظلم أحدا.
بم تصفين فترة حكم الإخوان لمصر؟
- أرى أن فترة حكم الإخوان فى مصر كانت فترة سوداء على كل المصريين، وعمرنا ما عشنا فترة سيئة مثل فترة حكم الإخوان، حيث شوهوا كل شىء جميل، كما فعلوا بتمثال أم كلثوم، وعزمهم على تغطية تمثال أبوالهول، وغيرها من الأشياء التى كانت تشعرنى دائما بالخطر على بلدى، ولكنى أحمد الله الآن على خروجنا من هذه المحنة.
البعض يصف المشير عبدالفتاح السيسى بأنه يشبه الرئيس الراحل عبدالناصر فى مواقفه فهل تؤيدين هذا الرأى؟
- مثلما رزقنا الله بالرئيس عدلى منصور كرجل مناسب لهذه الفترة، رزقنا بالمشير السيسى، وهو رجل فوق الكلمات، وهو ابن مصر الغالى، ورجل التضحيات، لأته تربى على حب مصر هو وكل جيشنا العظيم، وبالطبع المشير السيسى له دور مهم فى العبور من محنتنا فى 30 يونيو بقراره مواجهة الإرهاب والتصدى لمحاولة السطو على مصر والمصريين، لذا ربط المصريون مواقف السيسى بمواقف الراحل عبدالناصر، وأرى أننا الآن فى حاجة لإحياء القومية العربية مرة أخرى، لأن الغرب يقف ويتابع بترقب موقف الدول العربية ووقوفها بجانب مصر، لكى تعبر من الأزمة التى تمر بها، ولو استمرت الدول العربية على حرصها على التآخى وقت الشدة والترابط الدائم لأصبحنا القوة الخامسة فى العالم وهذا ما يقلق العالم الغربى من قديم الأزل.
كيف ترين المشهد السياسى فى ظل الأوضاع الحالية؟
- أنا حريصة دائما على متابعة المشهد السياسى، وأرى أن العناية الإلهية أنقذت مصر بمواقف أبنائها ورجالها وشبابها ونسائها الشرفاء، وأشيد بموقف الجيش والقضاء والشرطة، وكل من لديه وعى وحرص على بلده بالخروج من النفق المظلم الذى كنا نمر به، وسعى البعض لتدمير مصر لتحقيق مصلحة شخصية، إلا أن ثورة 30 يونيو أعادت لنا الحياة مرة أخرى.
وكيف ترين المستقبل فى ظل هذه الرؤية السياسية؟
- أرى أن الغد أفضل بإذن الله، ولكنى دائما أشعر بالقلق تجاه الشباب المغرر بهم، فعندما أرى أطفالا فى سن التاسعة والخامسة عشرة يقومون بأعمال تخريبية أتعجب وأدرك أنهم لا يشعرون بقيمة الوطن ولا الأرض، فأى شىء فى الحياة يمكن تعويضه إلا الوطن، لذلك أطلب من جميع أبناء هذا الشعب العظيم الاتحاد، فالاتحاد قوة، ومصر نعمة كبيرة من الله، يا بختنا بمصريتنا وبجيشنا، حافظوا عليها، ودائما أردد مقولة مصطفى كامل «لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا»، وأطلب من الآباء والأمهات أن يكونوا دائما حريصين على زرع بذور حب الوطن والانتماء فى قلوب أولادهم، وإظهار مدى تقديرنا لجيشنا وبلدنا أمامهم.
الفنانة ماجدة مقلة دائما فى أحاديثها الصحفية وظهورها فى الحوارات التليفزيونية فما السبب وراء ذلك؟
- أنا لا أحب الظهور أو الحديث بدون داع، وأكيد جمهورى بيوحشنى لكن بحب أتكلم لما يكون عندى كلام من القلب عايزة أوصله لجمهورى اللى بحبه، وكمان أنا بعشق الكلام عن بلدى، وده اللى بيخلينى أتكلم.
وماذا تطلبين من رئيس مصر القادم؟
أنا هطلب أولا من الشعب أن يسانده، وإن كل واحد يشتغل ويؤدى دوره كما ينبغى، ويا ريت نشوف مصلحة بلدنا الأول، وهقول لرئيس مصر القادم إن ربنا يعينه، وإن مصر كبيرة واللى هيحكمها لازم يكون قدها، لأنها مصر، ولازم يهتم بالشباب والأجيال الجديدة، والتعليم أهم حاجة، ومعاه الصحة، لأن تقدم الدول ورقيها بيقاس بالتعليم والصحة والأمن، وأكيد مش هينسى الفن، وأوصيه بالاهتمام بمشاكل المرأة، وأقول إن النصر ما هو إلا امرأة لا تقبل الهزيمة.
فى النهاية ماذا تحبين أن تقولى لجمهورك؟
- أقول لهم أنا امرأة عشقت تراب هذا البلد، وعشقت فنى، وأعطيت عمرى لبلدى وفنى.
ماجدة: أنا متفائلة جدا بالمستقبل.. اللى يحكم مصر لازم يكون قدها.. مجمع الفنون لتسجيل مشوار حياتى.. وأطالب الرئيس القادم بالاهتمام بالتعليم والصحة والأمن والفن.. الرئيس منصور رجل المهام الصعبة
الأحد، 13 أبريل 2014 10:17 ص
الفنانة ماجدة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مراقب
خصارة المساحة والحبر الذي كتب به هذا المقال
فوق.
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
فعلا خصارة بالصاد ههههههههههههههههههههه
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو العدنان
لرقم (1)
عدد الردود 0
بواسطة:
سعد طرم
حيل جاهل بسبب مبارك