عصام كرم الطوخى يكتب : الصمت المهين

الأحد، 13 أبريل 2014 06:05 ص
عصام كرم الطوخى يكتب : الصمت المهين صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خطأ فادح يرتكبه البعض فى حق نفسه، وهو اعتقاده أن من حوله يفكرون بنفس أسلوبه، وأن الأمور يجب أن تسير كما يفكر هو، وبالطريقة التى يريدها، وأن يتصرفوا كيفما يشاء هو، وإذا لم يحدث هذا تكون ردة فعله كارثة بالنسبة له، لأن طريقة الاستجابة من الأخر لم تأت على هواه.

من يفكر بهذا الشكل والمنطق، بحسابات معينة واحتمالات وافتراضات تسير فى اتجاه واحد، فهو يحاول التهرب من مواجهة الواقع المؤلم المتغير، فقد يصطدم بذاته ويدخل فى غيبوبة الذات وقد يؤثر ذلك بالسلب عليه فى جميع تصرفاته وقد يصيبه بالشلل التام.

وقد يؤدى كبت مشاعرك وانفعالاتك إلى التهرب والبعد عن من حولك، لأنك تخشى مواجهتهم وتخشى خسارتهم، وقد تشعر بصمتك المهين هذا أنه سوف يستشعر ما أنت فيه، بل قد تمتنع برغبة من داخلك أنك لا تريد رؤيته أو سماع أخبار عنه أو حتى ذكر اسمه، حالة من الرفض تنتابك لكونك بهذه الطريقة تؤذى ذاتك وتؤذى من حولك.

عليك أن تعبر عما بداخلك، لعلك أسأت الظن به، أو لعل هناك من القوة الجبرية من أشياء طارئة جعلته يتصرف معك بهذا الشكل، عبر بكلماتك الراقية وبأسلوبك المهذب فى محاولة معرفة أسباب ما حدث، لعلك أنت المخطئ ولا تشعر بذاتك كونك توهمت ذلك.

إذا كنت أنت على صواب وتيقنت من ذلك، حاول أن توضح وجهة نظرك فى تعاملك مع الناس، وتضع حدودا لما تراه يحفظ تلك العلاقة، أو تحاول ألا يحدث ذلك مرة أخرى، كونك لا تتحمل مثل هذه التصرفات بطريقة راقية، بحيث لا تدع تصرفاته تؤثر عليك من آن إلى آخر وتعكر صفو حياتك بتدخلاته التى تؤثر فيك وتكون ردة فعلك أنت خاسرة لذاتك، ولمن حولك مع أن الحق معك، ولكنه أجبرك على تصرفات ليست فى الحسبان ولا من طبعك وأخلاقك، لذلك أنت سيد الموقف بما تملكه من حكمة وثبات نفسى يحقق له التوازن الحياتى فى ظل المتغيرات اليومية والفكرية فى مجتمع فقد الكثير من ثوابته.

لذلك لا تدع هذه الأمور تؤثر عليك بالسلب، بل على العكس اجعلها تزيدك قوة وفهما ووعيا وإدراكا أكبر فى تعاملك مع الناس، فلا تعطى الأشياء أحيانا أكبر من حجمها كون الآخرين يفتقدون الكثير من أسلوب فن التعامل مع ذاتهم ومع من حولهم لاختلاف التربية والمعيشة، مما يؤثر على طريقة أفعالهم.

وأحيانا تجدهم يتصرفون وكأن لم يحدث منهم شىء، لاعتقادهم أنهم على صواب، بل قد يلومونك أنت، كونك تغيرت من جانبهم، وذلك لكونهم ينقصهم الكثير والكثير من أصول المعاملات، وهنا يأتى دورك فى استيعاب فكر وأسلوب من حولك حتى تضمن إلى حد ما سلامة الحياة والتعايش معهم، وحتى تتجنب الكثير من المشاكل التى أنت فى غنى عنها.

لذلك لا تهدر طاقاتك وقدراتك ووقتك فى أمور سهل تداركها، فالصمت أحيانا ليس كل شىء، بل تجده مهينا لك، كونك فى واد وهم فى واد آخر، ولن تجنى فى النهاية سوى حزنك وتعاستك.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة