سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 13 أبريل 1517.. سليم الأول يعدم "طومان باى" ويرسل كفنه إليه ويتصدق عليه بـ"الفضة"

الأحد، 13 أبريل 2014 08:33 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 13 أبريل 1517.. سليم الأول يعدم "طومان باى" ويرسل كفنه إليه ويتصدق عليه بـ"الفضة" طومان باى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهى الموكب الأخير لـ"طومان باى" عند باب زويلة، شق شوارع القاهرة من الشرق إلى الغرب، وهو يسلم على أهل القاهرة المصطفين على جانبى الطريق، ولم يعلم "طومان باى" أنه سوف يُشنق إلا عندما وصل إليه، فوقف على قدميه وقال للناس من حوله: "اقرأوا سورة الفاتحة ثلاث مرات"، وقرأ الناس معه، ثم قال للمشاعلى: "اعمل شغلك".

هكذا يصف "ابن إياس" مشهد إعدام "طومان باى" بقرار من السلطان العثمانى "سليم الأول"، والوصف نجده فى كتاب "طومان باى- السلطان الشهيد" للدكتور عماد أبو غازى، وكتاب "جذور الإرهاب- أيام سليم الأول فى مصر" للكاتب الصحفى "حلمى النمنم".

كان وصول "طومان باى" إلى باب زويلة، هو نهاية فترة أسره على أيدى العثمانيين، وجاءت بعد هزيمته فى المعركة الفاصلة التى جمعت جيشه بجيش العثمانيين، وكانت بعد هزيمته فى المعركة الأولى المعروفة تاريخيا بموقعة الريدانية (22 يناير 1517)، وظن العثمانيون أن الأمر قد دان لهم، لكن "طومان باى" عاد ليحشد قواته، وظل فى حالة كر وفر مع العثمانيين لمدة ثلاثة شهور تقريبا، حتى كانت المعركة الفاصلة فى الجيزة، ويسجل المؤرخون عنها، أن "طومان باى" كتب قصيدة شعر من مائة بيت ألقاها أمام الهرم الأكبر يروى فيها قصة حربه مع "سليم الأول" ومما جاء فيها: "دموع العين فاضت من مآق.. وقلبى ذاب من كثر احتراق.. فلا نارى طفاها دمع عينى.. ولا دمعى يفيض من اختناق.. وبى أسف على أسف حزن.. وهم فوق هم واشتياق.. على زمن تقضى فى نعيم.. بمصر والعلا والعز راق".

يسجل المؤرخون أنه بعد فقد جيشه فر متجها إلى الشمال نحو "تروجه بالبحيرة" فى ضيعة تسمى "البوطة" ليحتمى عند الشيخ "حسن بن مرعى"، وبعد أن أقسم له على أن يحميه وألا يغدرا به، قام بتسليمه إلى السلطان سليم.

فى قصة مقاومة "طومان باى" للعثمانيين، وأسره وإعدامه، نضع أيدينا على هؤلاء الذين يختارون "شرف الحياة"، فتبقى سيرتهم العطرة مدى الحياة كرمز للمقاومة، وفى دراما نهاية "طومان باى" على سبيل المثال، يتحدث المؤرخون أن السبب الذى أدى بـ"سليم الأول" إلى إعدامه هو عدم تصديق المصريين للقبض عليه، لأنهم تعلقوا به كرمز لمقاومة العثمانيين، وكان ذلك أيضا فى إبقاء "سليم الأول" لجثته معلقة على باب زويلة لمدة ثلاثة أيام حتى جافت رائحته، وفى اليوم الثالث أنزلوه وأحضروا له تابوتا، وتوجهوا به إلى مدرسة السلطان الغورى، حيث غسل وكفن وصلى عليه، ثم دفن فى حوش خلف قبة الغورى، وغسله وكفنه وصلى عليه القاضى "أصيل الطويل" حسب وصية "طومان باى"، والمثير فى هذه الدراما أن الكفن كان من ثياب أرسلها له قاتله السلطان "سليم الأول" الذى أرسل له أيضا ثلاثة أكياس من الفضة تصدقوا بها عليه".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة