أشرف عبدالعزيز إمام يكتب: مقابر القلب

صادقة أنا فى حبى .. أمنح بلا حدود كم تمنى القلب ..وكم تألمت الروح .. وكم عانت الشفاه .. القلب أطلق الصراح للأحلام .. والشفاه قالت عذب الحروف.. والقلب أخلص بلا حدود .. وفى كل مرة لا أجنى.. سوى كذب الوعود .. فى كل مره تذبل الكلمات.. وتجف الأمنيات .. وتسقط الوعود كأوراق الخريف.

معذبة أنا ومشردة وبائسة.. فحكايتى تتلى كل يوم.. آلاف المرات بين دموع العين وأنين كهوف القلب.. الألم فى فى صدرى فاق الحد ولم أعد أسمع سوى صوت الصدى مثل آلاف الأصوات الحزينة.. يغتالنى صمت الوحدة ويمزقنى وجع القلب وينثرنى ألم الحسرة على ما فات من عمرى.. وضجيج الذكرى يقتلنى فتنزف المشاعر وتمطر نزفها على أروقة الحاضر الذى يرفض.

أن يبتسم.. يرفض أن يمنحنى لحظة أهنأ بها مع وعد صادق أحقق فيه أحلامى؟ وجوه صفراء تلونت بالكذب والخداع ومقابر القلب تزداد يوما بعد الآخر وقد نقشت بوعود كثيرة.. لم أعد أملك سوى الجلوس تحت شجرة النسيان أمام تلك المقابر، فتتساقط أوراق الوعود واحدة تلو الأخرى.. وشعور يتوارى خجلا خلف سنوات العمر التى تسربت فلم يعد النسيان.

هو الدرب الوحيد فمازالت هناك دروب أخرى.. ومازال الجرح ينزف والقلب يدمى.. فعندما تهاجمنا قطعان الألم وتنهش فى قلوبنا ونتذكر من كانوا يوما سببا فى الجراح.. من كانوا سببا فى رسم المتاهات فى قلوبنا المعذبة وحيرة الدروب؟

نصمت ساعتها ونتحسر فى صمت حتى يصل الصمت إلى صراخ وعويل فى دهاليز الروح.. صادقة أنا فى عشقى .. جالسة أنا بين مقابر القلب ... أنتظر ..؟