ما أكثر قرارات الرؤساء التى لم ترق لى.. ويا للعجب فى تلك الطرق والأساليب التى تدار بها البلد؟
ما هذا التقصير وكيف لا يستطيعون القضاء على مشكلات البطالة والمياه وانتشار الأمراض والتردى الأخلاقى للشعب.. ولماذا بالرغم من تعدد موارد الدولة نظل بقرارتهم وطرق إدارتهم نعيش فى هذا الفقر...هل الأمر بهذه الصعوبة أم أنهم لا يحسنون التصرف أم يكونون متعمدين لهذه التصرفات لغرض ما فى نفوسهم يقدمون به مصلحتهم على مصلحة البلد.
كم هى عدد المرات التى تناقشت فيها مع نفسى أو مع أصدقائى حول ما يفعلة الرئيس، وفى كل مناقشة أدرك أنى على يقين من آرائى الثاقبة، وأنى لدى حل لكل المشكلات التى نعيشها.
لقد أصبحت أتساءل: "لماذا لا أكون أنا الرئيس....يا لسوء حظ هذا الشعب فلو كنت أنا الرئيس لأنقذته من معاناته ....لو كنت أنا الرئيس لأعدت سيرة الفاروق عمر رضى الله عنه فى الحكم.... لو كنت أنا الرئيس لأعدت انتصارات صلاح الدين الأيوبى ولحررت المسجد الأقصى ....
نظرت إلى نفسى فى ألم أره وتساءلت أريد أن أكون رئيسًا أريد أن أنفع الناس ..ماذا أفعل لأكون رئيسًا... هل أكون حزبا...هل أعارض وأسب وألعن حتى يقتنع الناس بى....هل أرتدى ثياب الدين وأصدر فتاوى.
تحريضية تكفيرية متشددة حتى يظن الناس أن معى مفاتيح الجنة ...هل أتملق السلطة وأمجد تصرفاتها السلبية قبل الإيجابية حتى أبدأ فى صعود سلم الرئاسة...هل ؟...أم هل؟...يا لها من تساؤلات تعصف برأسى من أين أبدأ؟...
وفجأه وفى ظل انغماسى فى أفكارى إذا بصوت أعرفه جيدًا يصرخ فى بطريقة معتادة ...إنت هنا وسيبنى لوحدى مع ولداك العفاريت دول...مش هتبطل الأنانية دى...مش تيجى تشوف العيال ومشاكلهم ....أنت.
ناسى إنك مسئول عننا ؟... استطاع هذا الصوت أن يوقظنى كما هو الحال فى كل مرة، ولكن هذة المرة تيقظت وقد قفز إلى ذهنى الحل، لقد قررت أن أكون رئيسًا لعائلتى، نظرت إلى زوجتى الغاضبة وقلت لها بصوت حاسم وواثق بعد أن انتصبت قامتى نعم أنا مسئول عنكم، أنا رئيس هذة العائلة وأنتى وأولادك تحت رعايتى، ويجب أن ألا تخاطبينى بهذه اللهجة وأحلتك إلى المحاكمة بتهمة إهانة الرئيس؟ نظرت لى زوجتى بنظرة التعجب والارتياب وقالت وعلى إيه،يا ريس خلى قلبك كبير، بس والنبى يا ريس عايزاك تحللى شوية مشاكل تتعرض لها الأسرة، قصدى شعبك ياريس؟ شعرت بقشعريرة من السعادة لقد استطعت أن اكون رئيسًا لقد رضخت زوجتى، ولقد بدأت فى مهام وظيقتى، سوف تروى لى زوجتى مشكلات العائلة وسأقوم بحلها على أكمل وجه وسأدرس لهؤلاء الرؤساء كيف تكون القرارات ... أخبرينى أيتها المواطنة ما مشكلاتك؟ سيادة الرئيس أعانى من عجز دائم فى الموازنة، فالدخل الأسرى لايفى باحتياجاتنا، أعانى سيادة الرئيس من تردى حالة السكن وضرورة إصلاح دورة المياه ووحدات الإضاءة، والبواب والأجهزة التى لا تعمل والتى يجب إصلاحها أو استبدالها، وأولادى يعانون من أمراض سوء التغذية ومستواهم التعليمى قد يغير من فصيلتهم، كما أن جيران الدور الأرضى يهددوننا بقطع المياه عنا وبعض الجيران الآخرين يتمنون لنا الإيذاء، ومنهم من يتعرضون لنا بالشتائم. والأهم من ذلك كله يا ريسنا "كيف ترضى فى ظل حكمك الرشيد أن تتعرض زوجتك لهذا الاضهاد والتمييز"؟
زوجتى ألقت فى وجهى تلك المشكلات وقالت بسخريتها المعتادة، ولكن بشكل حذر يمنعنى من معاقبتها بتهمة إهانة الرئيس..هعدى عليك ياريس بعد ساعة يمكن يكون ربنا فتحها عليك؟ وبعد استماعى لها تمنيت أن أجد لها تهمة حتى أتخلص منها ومن المشكلات فى آن واحد كى أتفرغ لاستمتاع بفترة رئاسة هادئة، ولكنى فكرت مليًا وأيقنت انها ليست اتهامات بل أجراس إنذار لنوع ولحجم المشكلات التى تواجهنا.
وأدركت أن البداية لإنجاحى هى أن أبدء بنفسى الآن من يستطيع التغلب على مشكلاته الأسرية يكون قد نجح كرئيس، فمشكلات الأسرة هى نفسها مشكلات البلد مع فارق الحجم.
فإلى كل من يظن أن بمقدوره قيادة البلد أبدأ بنفسك أولاً ثم بمن تعول، واجه مسؤلياتك المباشره الرئيس لا يعنى السفر حول العالم بالطائرة الرئاسية أو يعنى سيارة فخمة فى موكب لا يتعرض للزحام، ولا يعنى الاستمتاع بالتحية العسكرية من كبار قادة الشرطة والجيش...الرئيس مسئولية أمام أولئك الضعفاء والمرضى واليتامى والمشردين، الرئيس لا ينام لأن ضميره اليقظ لن يتركه للنوم، والسكون قبل حل مشاكل شعبه، هذا هو ما يجب أن يكون عليه الرئيس.
رئاسة الجمهورية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة