إبراهيم داود

حرية

السبت، 12 أبريل 2014 08:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا تحدثت عن خطورة حبس شخص بسبب كتاب أو رأى، أو عن خطورة منع فيلم سينمائى لأن رجال الدين يرون أنه يصطدم مع الثوابت، يقولون لك إن فتح هذه الموضوعات فى هذا التوقيت الذى نعانى فيه من ابتزاز المتشددين ضار جدا بالمصلحة الوطنية، الكل يتحدث عن هذه المصلحة بانفعال شديد يؤكد أن الطريق يضيق، مبارك سقط لأنه اعتمد على نخبة انتهازية تخلت عن حرية الإبداع، نخبة وقعت على بيانات إدانة تفريق نصر حامد أبوزيد عن زوجته ومصادرة ألف ليلة والفتوحات المكية ومقدمة فى فقه اللغة العربية وما إلى ذلك، وهى تتمتع بكل مزايا السلطة التى صادرت، مبارك سقط لأن هذه النخبة عملت على قمع الخيال وأعلت من شأن غير الموهوبين، ومرسى أيضا سقط لأنه لم يكن حرا واعتبر الحديث عن الحرية رفاهية جرحت كرامة مكتب الإرشاد.
قبل خمسة عشر عاما نظم الأمريكان مؤتمرا «قوميا» الهدف منه الإجابة على سؤال: لماذا توجد أزمة إبداع فى المجتمع الأمريكى؟ وخرج المؤتمرون بتوصيات نشرت فى كتاب الصناعات الإبداعية «مجموعة باحثين - عالم المعرفة»، أهمها حماية الارتجال وترك مساحة للمبدع يشطح فيها على راحته وتكون الدولة مسؤولة عن حمايته وحماية إبداعه، المشكلة عندنا أننا نترك السياسيين ونجوم الفضائيات يحددون الأولويات، وهى غالبا التى يقررها رجال الأمن ورجال الدين ورجال الأعمال، الذين قامت ثورتان لتقليص أدوارهم فى المجتمع، ولن نتقدم ونشعر أننا انتصرنا على الاستبداد طالما هناك من يتربص بالمبدعين والمختلفين عنك فى السياسة.. الحرية ليست شعارا فقط.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة