مشكلة جديدة تطفو على السطح. أو هكذا ظنوا وما هى بجديدة على الإطلاق، الحياة القبلية واللجوء للأحكام العرفية موجود فى جميع بقاع مصر.
فى سينا وبدو سينا، فى الصحراء الغربية وقبائلها، فى الجنوب من صعيد مصر حتى الأقصر وأسوان، وأيضاً الدلتا لا تخلو منه فى البيئة الريفية.
نعم لسنا بطوائف لكن لدينا نزعات عرقية وتعصب حالنا حال منطقة الشرق الأوسط بأكملها.. أبداً لم تكن المشكلة جديدة علينا.
ولان الغرب يعلم ما لدى العرب من نزعة عصبية جاهلية يسعى جاهداً لإعطائهم الحريات وهو يعلم جيداً ما سيفعلونه بها !
فنحن شعوب ذات تعصب عرقى وطائفى نُحكم بيدٍ من نار على أيدى جلادين حتى تظل الأمور مستكينة وما إن نحصل على حرياتنا ينفلت عيارنا.مثل ما حدث فى العراق من شعب ذى أغلبية شيعية يحكمه السنة وكبتوه سنين طويلة متحكمين فى شعائره وإن كانت تبدو لهم بغيضة ولكنها شعائرهم لهم دينهم ولكن دينكم.
وما إن لاحت لهم الحرية الكاذبة على يد الماما أمريكا صانعة الحريات حتى انقلبوا جميعهم عن بكرة أبيهم تركمان وأكراد وسنة وشيعة ومسيحيين، وصار كل طرف لا يرى نفسه جزءا من العراق وظهرت فكرة السيطرة أو الانفصال هو الحل !!
والغرب يعلم تماماً ما تلعبه الحرية فى فكرة الانتماء المذبذبة أصلاً فى شعوب ذات نزعة عصبية.
وانقسم السودان ولحق بركبه سوريا وليبيا واليمن.
فكرة الانقسام والحروب الأهلية قائمة فى حد ذاتها على مبدأ الانتماء سواء كان طائفيا أو قبليا متعصبا ولبنان أسبق مثل فيه.
لذلك يعلم الغرب وماما تحديداً أننا شعوب غير مؤهلة للديمقراطية غير واعية لها أو بها، قد يتخذونها لعبة فتصبح ككرة النار توقد فى الهشيم.
نعود لأهل النوبة الطيبين العصبيين وهو حال أغلب المصريين، مشكلتهم ليست جديدة قد تكون أثيرت عن قصد فى هذا التوقيت لكنها مشكلة قديمة، كى أتهم فصيلا أو غيره بإثارتها لا يعنينى الفصيل ولا لماذا يثير الآن، يعنينى حل مشكلة غاية فى الصعوبة من سنين طويلة، وما فائدتى لو تفتق ذهنك وأخبرتنى بالفصيل الذى كان وراء إثارتها الآن !! هل اتحلت المشكلة !!
ولا داعى لإلصاق التقصير أبدا فى هذه المشكلة بالذات بالداخلية والجهات الأمنية لأنها الحقيقة شئنا أم أبينا الأحكام العرفية ترفض التدخل الأمنى والقانونى ولا تعترف بالأحكام القضائية أصلاً!!
كنت أتمنى ومازلت أنتظر أن يخرج علينا مثقفونا وجهابذتنا بحلول لمشكلة النزعة العرقية فى أسوان والنوبة وهل هناك تجارب حولنا تغلبت عليها فنستعين بتجربتها.
نعم المشكلة كبيرة وتحتاج سنين لحلها لأنها مرتبطة بوعى عقول وشعوب لا يأتى ما بين ليلة وضحاها.. لكن نبدأ.. نعرف الطريق الصحيح ونضع أقدامنا عليه !!
رجاءاً وعى الشعوب أهم الآن من الديمقراطية والحرية اللتان من دون وعى حقيقى فى العقول ستتحول لكرة النار تأكل فى الهشيم والأمثلة حوالينا متوفرة الحمد لله
لازم نحل مشكلة بقالها سنين من جذورها ولو أخذت سنين وننسى الفصيل العلانى والتلتانى الجهل والتخلف أكبر عدو لى من الإخوان والجماعات الجهادية والتكفيرية وأكبر حتى من ماما أمريكا وطفلها المدلل إسرائيل.. ماما أوبح !
