"كليوباترا".. أسطورة ما زالت تنبض بالحياة

الجمعة، 11 أبريل 2014 04:01 م
"كليوباترا".. أسطورة ما زالت تنبض بالحياة الملكة كليوباترا
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن تعلم منذ نعومة أظفارها، وهى المولودة عام 69 قبل الميلاد، أن الغد يحمل لها الكثير من المفاجآت، وأنها ستؤثر على السياسة الرومانية فى فترة حرجة، كما لم تفعل أى امرأة أخرى منذ عصور قديمة، وأنها ستصبح نجمًا يعرفه القاصى والدانى ويردد اسمها أجيال متعاقبة حتى تنتهى الحياة فوق هذه الأرض التى خلدت اسمها كأيقونة أولى فريدة فى عالم الرومانسية والفتنة والإغواء، وأن أول امرأة ستقوم بتجسيد شخصيتها هى الممثلة الأمريكية - البريطانية إليزابيث تايلور فى فيلم يحكى قصة حياتها عام ١٩٦٣.



كانت تؤمن فى قرارة نفسها أن لاسمها صدى سوف تردده الجبال وتُرشد السائلين عنه إليها فى كتب التاريخ، فالأسماء أقدار خلقت لتُخلد وتُذكر، وأغلبها لتُلعن أو تغيب فى قاع النسيان. لهذا لم تركن يومًا إلى جمالها الفتَّان الذى سحر كل من رآه وأسر قلبه، وشغل عقله بها بالليل والنهار، بل آمنت فى قرارة نفسها أن جمالها لن يكون كعصى موسى إذا تحولت لثعبان أو فجرت من الصخر ينابيع، فالرجال إذا ما تذقوا فتنة امرأة بحثوا عن غيرها، وأهملوها. فأدركت أن الغواية فن وعقيدة، ودهاء ومكيدة، ومن توقعه فى حبالها فلن يخرج منها إلا بقرارها، وقد كان، ومنذ ذلك الوقت، وحتى يومنا هذا، يشد العاشقون رحالهم إليها، يستأنسون بها، وينقبون فى التاريخ عنها.



هى وريثة الملك بطليموس الثانى عشر، ففى عام 51 قبل الميلاد، أصبحت ملكةً على مصر بعد وفاته، وكان قدرها أن تصبح آخر ملكة للسلالة البطلمية التى حكمت مصر بعد موت الإسكندر الأكبر فى 323 قبل الميلاد وضمها إلى روما فى 30 قبل الميلاد.
هى صاحبة أشهر قصة حب فى التاريخ المصرى، هى الساحرة التى أوقعت فى غرامها أقوى رجلين فى العالم القديم "يوليوس قيصر" ومن بعده "مارك أنطونيو"، وصارت قصة حبها مع الأخير ضمن قصص أشهر العشاق فى التاريخ القديم.. إنها تلك العاشقة التى كتب عنها شكسبير روايته الشهيرة "أنطونيو وكليوباترا"، والتى يقام لها اليوم معرض فى "بيناكوتيك" بباريس تحت عنوان "أسطورة كليوباترا".



اسمها يونانى الأصل يتآلف من مقطعين أولهما "كليو" ويعنى "فخر"، والثانى "بترا" ويعنى "وطن"، أى أنها "فخر الوطن"، ومن اللافت أنها لم تكن المرأة الأولى التى تحمل هذا الاسم فقد حملته من قبلها ست أميرات من البطالمة فى مصر إلا أن أيا منهن لم يكتب لها ما كتب لتلك المرأة من شهرة ومجد وخلود كما أرادت لنفسها.



ولعل أعظم من وقع فى حب «كليوباترا» بعد وفاتها أمير الشعراء أحمد شوقى الذى كتب رائعته المسرحية «مصرع كليوباترا».. تخيلها ملكة عظيمة مسيطرة أكثر دهاءً من أعظم الرجال، استطاعت أن تهز عرش الإمبراطورية الرومانية وذهبت ضحية لجاذبيتها وذكائها.
وتغنى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بأشعار شوقى، ومن ضمنها رائعته «كليوباترا»، تلك القصيدة التى تجعلك تتصور إنسانة شديدة الجمال والجاذبية، وليست مجرد ملكة عادية جلست على العرش بعد وفاة أبيها، كما قامت الممثلة السورية سلاف فواخرجى بتجسيد دورها فى مسلسل من إخراج زوجها وائل رمضان يحكى قصة حياتها عام ٢٠١٠.









مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة