على حسن السعدنى يكتب: لن يرحمنا التاريخ

الجمعة، 11 أبريل 2014 08:08 ص
على حسن السعدنى يكتب: لن يرحمنا التاريخ جيش مصر - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يخطئ من يقيّم الأفراد قياساً على تصرفهم فى لحظة من الزمن أو فعل واحد من الأفعال ويسرى ذلك على الأمم, فيخطئ من يقيّم الدول على فترة من الزمان, وهذا للأسف سوء حظ مصر مع مجموعة من الاشخاص الذين لم يعيشوا فترة كفايه بمصر. تلك الفترة كانت فيها مصر مثل الرجل الكبير تنفق بسخاء وبلا إمتنان وتقدم التضحيات المتوالية دون إنتظار للشكر من يوم ليوم ومن جيل لجيل.. مصر بلد العرب مصر منبر علم العالم.. مصر التى قال الشيخ محمد متولى الشعراوى عنها هى التى صدرت الإسلام إلى بلد الإسلام.. مصر التى بها جامعة القاهرة التى علمت مليون ومائة الف عربى من جميع أنحاء الوطن بدون أى رسوم دراسية؟ بل وكانت تصرف لهم مكافآت التفوق مثلهم مثل الطلاب المصريين؟ هى التى كانت ترسل مدرسيها لتدريس اللغة العربية للدول العربية المستعمرة حتى لا تنهار لغة القرآن لديهم, وذلك على حسابها؟

حركات النهوض والفكر وتحرر العالم العربى كانت مصر هى صوتها وهى مستودعها وخزنتها وكما قادت رسالة التنوير والادب والشعر والثقافة والفن والحضارة إلى العالم كله مصر بلد طه حسين وأحمد زويل ونجيب محفوظ وسعد زغلول.

وكما تألقت فى الريادة القومية تألقت فى الريادة الإسلامية. فالدراسات الإسلامية ودراسات القرآن وعلم القراءات كان لها شرف الريادة. وكان للأزهر دور عظيم فى حماية الإسلام فى حزام الصحراء الأفريقى، بل لم تظهر حركات التنصير فى جنوب السودان إلا بعد ضعف حضور الأزهر وكان لها فضل تقديم الحركات التربوية الإصلاحية مصر التى حققت انتصارا على مدار الدهر على أعدائها كانت تحمل الإرادة الصلبة للخروج من ذل الهزيمة مصر التى حملت بجيشها طعم المرارة الذى حملته لنا هزيمة 67 ولكن دعنى أؤكد لك أنها كانت أقسى من أقسى ما يمكن أن تتصور, ولكن هل تعلم عن الإرادة الحديدية التى كانت عند مصر يومها؟

إن صغر سنى قد حمانى أنا وغيرى من الشباب من أن نذوق طعم المرارة، أعادت بناء جيشها فحولته من رماد إلى مارد. وفى 6 سنوات وبضعة أشهر فقط نقلت ذلك الجيش المنكسر إلى أسُود تصيح الله أكبر وتقتحم أكبر دفعات عرفها التاريخ مليون جندى لم يثن عزيمتهم تفوق سلاح العدو ومدده ومن خلفه. بالله عليك كم دولة فى العالم مرت 6 سنوات لم يدروا شيئا عن حياتهم سوى مصر وكلمة مصر وتراب مصر الحقيقة مصر تحتاج مجلدت لكى تكتب عنها هل تعلم أنه ليس منذ القرن الماضى فحسب، بل منذ القرن ما قبل الماضى كان لمصر دستور مكتوب.

مصر إن اعتلت اعتل العالم العربى وإن صحت صحوا, والدليل على ذلك من مأساة العراق والكويت, فقد تكررت مرتين فى العصر الحديث, فى أحداها وظهرت المأساة فى مهدها بتهديد حازم من مصر لمن كان يفكر فى الاعتداء على الكويت, هل تعلم إن مقادير العالم العربى رهنت العديد والعديد من المرات على قوة مصر إن لمصر قدرة غريبة على بعث روح الحياة والإرادة فى نفوس من يقدم إليها. انظر إلى البطل صلاح الدين ما حققه من نصر عظيم انظروا إلى تاريخ الفراعنة انظروا إلى سماء مصر انظروا إلى نيل مصر انظروا إلى عزة مصر ارحموا مصر لن يرحمنا التاريخ على ما نفعله فى مصر الأم الكبيرة الطيبة صاحبة العزة والكرامة، أعيدوا تقييم مصر. ثم أعيدوا بث الإرادة فى أنفسكم فالحياة أعظم من أن تنقضى بلا إرادة أعيدوا لمصر قوتها تنقذوا مستقبلكم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة