سمير محمود يرصد بسخرية يوميات الثورة فى كتابه "جدران الحرية"

الجمعة، 11 أبريل 2014 04:54 ص
سمير محمود يرصد بسخرية يوميات الثورة فى كتابه "جدران الحرية" الدكتور سمير محمود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يغازل الدكتور سمير محمود، الكاتب الصحفى بمؤسسة الأهرام، أستاذ الإعلام بجامعة السلطان قابوس، بلغة ساخرة عميقة، تضحكك وتبكيك على وطن يولد من جديد، شباب الجامعات والمدارس، وقود الثورة وصناع أروع بطولاتها منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن، فى كتابه الساخر "جدران الحرية.. تدوينات الحياة والثورة فى مصر"، الصادر حديثا عن دار الأدهم للنشر والتوزيع.

ورصد المؤلف، أحداث الشارع المتلاحقة بسرعة تفوق قدرة استيعاب البشر وطاقتهم، خصوصا الشباب وردات فعلهم على الثورة، عبر تعليقاتهم بمواقع التواصل الاجتماعى، والمدونات والمواقع الإلكترونية، وأشتبك معهم واشتركوا جميعاً فى صنع كتابه "جدران الحرية"، موضحا أن الثورة أخذت عبر منتج الشباب فى "فيس بوك" و"تويتر" والمدونات ورسوم الجرافيتى فى الشوارع والميادين، مذاقها الخاص، بنكهة السخرية و"القلش"، بالكلمة والصورة والرسم ومقطع الفيديو، مشددا على أن "تلك أسلحة جيل إسقط نظام وعزل آخر ولا تزال النار تحت الرماد".

ويتفق الكاتب، مع قرائه من الشباب أن السخرية سلاح فتاك، ضد أى ظلم وأى ظالم وأى نظام، وبرزت "جدران الحرية" عبر فيس بوك، وفى أحلك الظروف التى شهدت عملية اختطاف منظم لثورة 25 يناير 2011، ويقول المؤلف: جمعت فى كتابى على مدى سنة 2012 كل ما نشرته من تدوينات فى الحياة والثورة، على مختلف جدران الحرية بأشكالها المختلفة، سواء الجدران والحوائط المادية فى ميدان التحرير وكل ميادين الحرية، وكتبت بدموعى تحت صورة لشهيد أعرفه، على حائط فى شارع شامبليون، "أبكى أنزف أموت.. وتعيشى يا ضحكة مصر" وذلك خلال زيارتى الأولى لمصر بعد أشهر من اندلاع الثورة وسقوط النظام، إضافة إلى كتاباتى المنتظمة على حائط صفحتى – الوول Page Wall – عبر فيس بوك، وفى الصحف المطبوعة والمواقع الإلكترونية، التى اعتبرها جدرانا رسمية تصدر بتصريح وموافقة رسمية من السلطات، ما يجعلها أقل حرية وجرأة فى أغلب الأحيان.

وتتنوع محطات الكتاب بين الفن والسياسة واللغة والفكر والثقافة وصحة ومرض وعيش وحرية البسطاء، وتحت عنوان "أكيد فى مصر" كتب المؤلف ساخراً فقال: استفزتنى تصريحات النائب التى أعلنها تحت قبة البرلمان، وأدركت أننا أكيد فى مصر، حين سمعت عن نائب عضو فى لجنة التعليم بالبرلمان يعتبر الإنجليزية مخططا خارجيا ولغة المؤامرة لتدمير التعليم على يد الكفار، ففتحت على الفور لينك مع أبى لهب لفهم الأساليب الحديثة لمحاربة الكفار وتعلم مكرهم ولغتهم، فنصحنى بتدشين مكتب خدمات تعليمية لتعريب المفاهيم والمصطلحات وإطلاق فضائية لخدمة هذا الغرض، فكانت المحصلة الأولى أننى عزمت صديقا قديما على "كلب ساخن" "هوت دوج" سابقاً، وشربنا سبعة فوق "سفن آب يعنى"، وسألته هل لك حساب فى وش الكتاب الـFacebook قديماً فقال: أنت أنبوبة، فقلت: ليه الغلط بقى، فرد: أقصد YouTube بلغة الكفار، فنهرته وقلت: أترك أم اللوحة دى أقصد الـMotherboard ومش عايز أشوف وشك تانى!.

وينتقد المؤلف فى موضع آخر من كتابه، تردى حال الأغنية المصرية فيكتب: فى 30 مارس 1977 مات العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وعدمت مصر الأصوات الجميلة لفترة طويلة – إلا قليلا - لدرجة وصلنا فيها لأغان من نوعية: بحبك ياحمار، وتطورت العلاقة العاطفية حتى وصلنا للنقط والحروف مع الأخت اللى قالوا لها (بوسى سمير) بس هى طنشت، بعدها دخلنا مرحلة من الحب العنيف – الهايبر أكتيف - مع أركب الحنطور واتحنطر، وتطورت العلاقة إلى العنب وهنروح المولد، وبعدها عرفوا بموضوع مقاهى مصر التى فاقت أعدادها، وأعداد أفران العيش الذى من أجله قامت ثورة 25 يناير 2011م، فغنوا "شربت حجرين ع الشيشة"، وأخيراً عرفت إن فيه غنوة مكتسحة ومكسرة الدنيا اسمها هاتى بوسة يا بت هاتى حتة يابت، وعرفت معنى أن تكون البنت خايبة من أغنية أفراح: "آه يا بت يا خايبة.. أعصابك سايبة"، وجاء بعدها باكتساح "مش هارووووح مش هارووووح" عنك ما روحت يا أخى، وفى الآخر تلاقى واحد بيغنى : "أوعدك يوووه أرفضك.. يا حسن.. نسيت خلاص أيام زمان"، روحت على المراية فى غرفتى وطبعاً ببص لروحى فجأة تعبت من المفاجأة ونزلت دمعتى، شكلى بقيت دقة قديمة واستاهل الدق على دماغى": "خش يا شاكوش يا جامد"!

وجاءت بعض العناوين الداخلية للكتاب كالتالى، أنا مصرى وأبويا مصرى، أنا مش فلول، صوتك فى الشيكارة أم الصندوق؟، موعد مع الرئيس، مرسى X شفيق البس يا شعب، حياة بلا طعم، جواز عتريس من فؤادة باطل، الضحك على الذقون، الإعلان الكستورى المكبل، كارمن الصوت الواعد، بلد إشاعات صحيح، ساعات بين "الفيس" "و "البوك"، وتعيشى يا ضحكة مصر، غيرت جلدك ليه، صلوات الرئيس، يمين تلاتة أنا الرئيس!، مليونية سمك الجمعية، "زندو" والعيال بتوع "الفوسبوك" و"وطونيطر"، حكومة "دقنوقراط"، انتبه سيناء تضيع، فضيحة تحرش مصرى عالمى، الإخوان إيدك منهم "والقرض"، وعشان كده مصر يا ولاد، الدولارات تبيح المحظورات، نحنوخ وحياتك نخنوخ ولآخر الأسبوع نخنوخ، بلدنا أولى بينا، تعالى ننافق الرئيس، لقد وقعنا فى الفخ، فيلم مسىء.. الشيطان يحتفل بذكرى الحادى عشر من سبتمبر، الجرافيتى إرادة شعب، يا مصر لحد أمتى هتفضلى لابسة الحداد؟

يختتم المؤلف كتابه بمخاطبة قارئه: أدعوكم أن تشاركونى قراءة تغريداتى ومقالاتى وتعليقاتى وكتاباتى على "جدران الحرية"، وتظل مصر الثورة موضوعاً يجمعنا، ويبقى الفيس بوك عالما ساحرا، يأسرك إلى حد الإدمان، ويحبطك ويقهرك ويحرق دمك وأعصابك إلى حد الاكتئاب، لا يخفف من حدة ذلك سوى السخرية، نصيحتى لك عزيزى قارئ الكتاب: "قابل الألش بالألش، المهم ما تزعلش، وتذكر مصر بكره أحلى بناسها وحكاويها وثورتها التى ستظل ترويها على جدران الحرية".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة