قال الشيخ نشأت زارع إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر، إن الأمم والمجتمعات تتقدم بأن يعرف أبناؤها الحقوق الواجبة عليهم فيؤدونها كاملة، فهنيئا لهذه الأمة التقدم والرفاهية وتتراجع الأمم حضاريا إذا ضاعت هذه الثقافة من عقول أبنائها، فالله سبحانه قال "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
وأضاف "من أكبر مشاكل مصر التى تعيشها أن الكل يطالب بحقوقه المادية دون أن يؤدى واجباته لوطنه وأمته لذلك، هذا هو الخلل والخطر أن فقه التوازن بين الحقوق والواجبات غائب عن كثير من أبناء الأمة، ولذلك هناك أناس يتعبون كثيرا ولا تكسب شيئا ولا تستطيع أن توفر لأبنائها القوت الأساسى، وأناس لا يتعبون ولا تقدم أى نفع للوطن ومع ذلك تكسب كثيرا.
وتابع خلال خطبة الجمعة: "أن أداء الواجبات كاملة بإتقان، وأخذ الحقوق كاملة دون نقصان، يحدث توازنا فى المجتمع فلا تميل كفة عن الأخرى، ولو أخذنا مثالا واحدا على ذلك، وليكن حق الفقير عند الغنى، فلو منع الغنى حق الفقير – المقرر شرعا ليس منحة ولا تفضلا- لازداد الغنى غنى والفقير فقرا واختل التوازن فى المجتمع.. فعن على رضى الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "إن الله فرض على أغنياء المسلمين فى أموالهم بقدر الذى يسع فقراءهم، ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا وعروا إلا بما يضيع أغنياؤهم، ألا وإن الله عز وجل يحاسبهم يوم القيامة حسابا شديدا، ثم يعذبهم عذابا أليما، وقال سيدنا على رضى الله عنه "ما رأيت نعمة موفورة إلا وإلى جانبها حق مضيّع".
واستطرد: "أن التوازن بين الحقوق والواجبات هو أساس كل حضارة، الحق فى مقابل الواجب، والواجب فى مقابل الحق، الحق أخذ، والواجب عطاء، ولا أخذ بلا عطاء، ولا عطاء بلا أخذ، فالواجب والحق متلازمان فى كل تشريع سماوى، أو وضعى، فالواجبات تقابلها الحقوق، والحقوق تقابلها الواجبات. العامل عمله التزام فإذا عمل صار له حق، وهو الأجر أو المكافأة، والطالب دراسته واجب، فإذا أدى واجبه صار من حقه أن ينال النجاح، والتاجر من الواجب عليه الأمانة فى المعاملة، فإذا أدى ما عليه صار من حقه أن يأخذ الثمن، والإنسان أداؤه ما عليه من التزام ألزمه به الله جل جلاله كان ممن أدى الواجب، وكان حقاً له أن ينال الجزاء الأوفى".
خطيب بالدقهلية: مشكلة مصر أن الكل يطالب بحقوقه دون أن يؤدى واجباته
الجمعة، 11 أبريل 2014 01:42 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة