تواصلت ردود الأفعال عقب سفر عدد من المسيحيين المصريين إلى القدس لزيارة الأراضى المقدسة، فى حين إعلان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفق تصريحاتها السابقة، أن قرار الحرمان الكنسى مازال قائما عقب تولى البابا تواضروس الثانى الكرسى البابوى، وذلك ليسيره على خطى البابا شنودة الثالث، إلا أنه عمليا لم يعاقب أحدا سافر إلى القدس.
وقال الأنبا أنطونيوس عزيز، مطران الجيزة للأقباط الكاثوليك، إن زيارة المسيحيين للقدس جانب دينى ليس ضد مصر أو أنه عمل غير وطنى، وكنيستنا لم تمنع مسيحييها من السفر إلى إسرائيل.
وأضاف أنطونيوس، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "قرار السفر لإسرائيل لزيارة القدس أمر شخصى لمن يرغب والكنيسة لن تتدخل فيه، كما أنه ليس تطبيعا، فالمسيحيون الذين يسافرون إلى هناك يطلبون مرشدا عربيا، وبذلك يتم تشغيل العمالة الفلسطينية هناك، وهناك من يرى أنه يجب أن يسافر المسحيون إلى هناك بعد تحريرها، ولكن هل عدم الزيارة ستحررها من أيديه؟.
من جانبه، قال المفكر سليمان شفيق، إن قرار الحرمان الكنسى، الذى أعلنته الكنيسة لم يفعل، وأعرف كثيرون سافروا دون أن يقع عليهم الحرمان الكنسى، والبابا تواضروس أعلن أدبيا أنه يسير على خطى البابا شنودة فى منع المسيحيين لزيارة القدس ولكن عمليا لم يتم ذلك.
وأوضح شفيق، أن قرار البابا شنودة الثالث كان سياسيا ضد التطبيع ويقع فى إطار صراعه مع الرئيس الراحل أنور السادات، ونحن كنا آنذاك ضد التطبيع سياسيا ولكن ضد تدخل الدين فى السياسية أيضا، ولكن بعد ما حدث من ثورة التكنولوجيا والمواصلات فيمن الصعب أن تمنع أحد من التنقل .
وأكد شفيق، أن الإشكالية هى العقوبة الجماعية للأقباط ووضعهم الخاص فى مصر أصبح أكثر تعقيدا خاصة بعد ثورتى 25 يناير و 30 يونيو، حيث أن هناك من يعاقبهم على مشاركتهم الفعالة فى الثورتين، والخوف من استغلال سفر كبار السن لزيارة القدس لزيادة عقوبتهم وتخوينهم، خاصة أن الموضوع أصبح أكبر من تطبيع فكان قديما قرارا سياسيا فى ظل صراع البابا شنودة مع السادات، وعلى الكنيسة الآن ألا تتدخل بقرارات سياسية فالكنيسة تقول الصواب والخطأ وكل شخص حر.
وأكد شفيق، أن أى بابا يأتى يقول إنه يسير على خطى البابا الذى سبقه، وهذا ما فعله البابا تواضروس الثانى فيما يتعلق بزيارة القدس وقرار التحريم ولكن فعليا لم ينفذ ذلك وأفواج كثيرة سافرت ولم تعاقب، فأصبح قرار الحرمان أشبه بقانون التظاهر المصرى، حيث يتم تطبيقه انتقائيا فلم يطبق على مظاهرات الإخوان مثلاً، وحاليا حدثت متغيرات كثيرة فى مصر صعب خلالها سريان قرار التحريم وأهمها رحيل القيصر أو الإمبراطور فى الكنيسة القبطية وهو البابا شنودة الثالث.
وقال كمال زاخر، منسق التيار العلمانى، إن سفر الأقباط إلى القدس لزيارة الأماكن المقدسة، أو حضور عيد الميلاد، ليس تطبيعا مع إسرائيل، حيث إن الزمن تجاوز هذا المفهوم، ولا يوجد حرمان كنسى للأقباط الذين يسافرون للقدس، وأعلم العديد سافر ولم يتم حرمانه كنسيا ولم يعلن عن ذلك.
وأوضح زاخر، أن موقف البابا تواضروس الرافض لزيارة الأقباط للقدس والذى أعلنه منذ توليه للكرسى البابوى، جاء خشية أن يتم استثمار سفر الأقباط سياسيا فى لحظة يمارس فيها ضغوطا على الكنيسة، خاصة فى ظل محاولات لخلخلة الشارع القبطى والمصرى على حد سواء، حيث إن البابا يرفض الابتزاز السياسى.
وطالب زاخر، البابا تواضروس بتغيير تعامل الكنيسة فى بعض القضايا سواء الداخل أو الخارج، ومنها عدم الخلط بين السياسة والدين فى سفر الأقباط للقدس لينتهى هذا الصراع.
موضوعات متعلقة..
89 مسيحيا يغادرون القاهرة لقضاء عيد القيامة بـ"القدس"
تواصل ردود الأفعال حول زيارة مسيحيين للقدس..الأنبا أنطونيوس: كنيستنا لم تمنع أحدا من السفر..وسليمان شفيق:البابا تواضروس لم يفعِّل الحرمان الكنسى وسابقه أمر بذلك نكاية فى السادات..وكمال زاخر:ليس تطبيعا
الجمعة، 11 أبريل 2014 05:06 م