تواصل خيمة البرنامج الفكرى محاضراتها خلال أيام الشارقة التراثية فى دورتها الثانية عشرة، والتى تأتى تحت شعار "التراث الإسلامى خيمة واحدة" حيث عقدت بالأمس ندوة بعنوان "التحولات المنهجية فى تراثنا الثقافى" للدكتور طيب بوعزة، وذلك فى ساحة التراث بقلب الشارقة.
تحدث الدكتور طيب بوعزة، فى محاضرته عن التحول المنهجى فى صيرورة التراث وتأسيس الموقف المنهجى من كيفية استثمار التراث الثقافى، قائلاً (منذ عقود عديدة كَثُرَ فى الخطاب العربى المعاصر الكلام عن قراءة تراثنا الثقافى من لحاظ قصدى خاص يبتغى بناء عقل وواقع تجديدى ناهض. ولهذا الحديث دلالة لابد من الوعى بها وإبصار قيمتها ومستلزماتها؛ إذ أن هذا الحديث عن الحاجة إلى التجديد انطلاقا من الإرث الثقافى، دليل على أن مألوفنا فى التفكير لم يعد يتناسب مع احتياجاتنا اليوم، ولا هو كفيل بالتفاعل باقتدار مع التحديات الحالية. لكن الملاحظة التى نريد تسجيلها ابتداء هى أنه على رغم هذا الإكثار فى الحديث عن التجديد، وعلى رغم كثرة الكتب التى تناولته بقصد إنجازه، يمكن أن نقول إن الوعى العربى المعاصر لا يزال فى مرتبة القول والمناداة بوجوب التجديد ولم ينتقل بعد إلى مستوى إنجازه وتحقيقه).
وأضاف بوعزة، أن المقاربات المعتمدة فى قراءة تراثنا الثقافى تكون فى الغالب قراءة تجزيئية تنظر إلى الأفكار لا إلى المناهج التى تثمرها التى اعتمدت على فرضيات تحديد دلالى لمفهوم التراث الثقافى، تحليل لصيرورة تراثنا الثقافى، بالوقوف عند لحظات التحولات المنهجية، تحليل لعلاقة الراهن بالتراث، واختبار مشروع التجديد فى علاقته بالتراث هل يستجيب لوعى منهجى ينظر إلى الآلة المنتجة لا إلى ثمارها.
واختتم الدكتور طيب محاضرته قائلاً: الاستدلال على فرضية نقد مشاريع التجديد باعتبار أنها اقتصرت على نقد النتاج ولم تتناول نقد الآلة التى تنتج ذلك النتاج، بينما لو أردنا تجديد خطابنا الفكرى، نحتاج إلى تجديد فى الآلة المنهجية التى يصدر عنها، لا الاقتصار على تحويل أو نقد أو تجديد فى نتاجات تلك الآلة، موضحا ذلك بتأكيده بأن الخطاب العربى المعاصر يحتاج فى تعالمه مع تراثه الثاقفى إلى نقلة منهجية، ولن يتحقق التجديد ما لم تتحقق تلك النقلة بمدلولها المنهجى. ودليلنا على ذلك آت من استقراء لحظات التحول الكبرى المنجزة فى تراثنا الفكرى.
يذكر أن الدكتورة بروين عارف المسئولة عن النشاط الفكرى بالأيام التراثية قد قدمت الدكتور الطيب فى هذه المحاضرة وقد أثرت وأدارت الحوار بينه وبين الجمهور فى تفاعل أضاف للمعنى والمقصد فى التحولات المنهجية أبعاداً أخرى ذات دلالات تخصصية فى الفكر التراثى والثقافة التراثية فى الوطن العربى.
