قد لا يدرك كثير من المرضى خطورة الإصابة بالكبد الدهنى، باعتبار أن السمنة ليست مرضاً يمكن أن يسبب الكثير من الأمراض وقد تسبب الوفاة إذا لم يتم الانتباه إليها وعلاجها.
يقول الدكتور طاهر حسن الزناتى، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب قصر العينى، يعتبر الكبد الدهنى مرض العصر القادم، نظراً لانتشار السمنة والحياة الرتيبة التى لا يتم فيها ممارسة أى نشاط، ومن أهم أسبابة السمنة ارتفاع الدهون بالدم ومرض السكر من النوع الثانى فى المرضى غير المعتمدين على الأنسولين، وهذا المرض يمر بعدة مراحل:
مرحلة تظهر من خلال السونار، وتكون هناك زيادة فى الإنزيمات مع عدم وجود اختلال فى وظائف الكبد، ثم يبدأ بعد ذلك التهاب كبدى دهنى، ومعه ترتفع إنزيمات الكبد ويسمى "ناش"، وهو غير ناتج عن الكحوليات لأنة يشبه التهاب الكبد الدهنى الناتج عن الكحوليات والأعراض تشبه أمراضا كثيرة، كالخمول والكسل، ويشعر بثقل فى الجانب الأيمن من البطن، وقد لا يشعر المريض بأى أعراض نهائيا، وقد يكتشف بالصدفة عند عمل تحاليل دورية، وهذا المرض يؤدى بعد سنوات إلى تليف كبدى مع الإصابة بأورام فى الكبد وعلاجه الأساسى هو تغيير نمط الحياة بممارسة الرياضة اليومية وإنقاص الوزن التدريجى والأكل الصحى والبعد عن الوجبات السريعة.
وإذا كان هناك ارتفاع فى دهون الدم فيعطى العلاج المناسب لها والتحكم فى السكر بالدم وهناك بعض العقاقير التى تؤدى إلى انخفاض إنزيمات الكبد إلى المستوى الطبيعى، مما يشير إلى علاج الالتهاب، وهى كثيرة، وعلى سبيل المثال فيتامين "هـ" وحمض الأورسوديكسى كوليك أسيد والبتين والبنتوكسى فيلين، واكتشف حديثاً أن هناك علاقة بين البكتيريا المعوية والإصابة بالتهاب الكبد الدهنى، كما أن هناك وسائل جراحية للعلاج كجراحات علاج السمنة، شرط ألا ينقص وزن المريض أكثر من 6 كيلو جرامات فى الشهر حتى يصل إلى الوزن المثالى له، لأن خفض الوزن مرة واحدة قد يؤدى إلى زيادة التهاب الكبد الدهنى.
كما أن هناك بعض العقاقير التى قد تؤدى إلى الإصابة بالكبد الدهنى، مثل الكورتيزون فى نسبة قليلة من المرضى.