محمد صبرى درويش يكتب: دعوا القوات المسلحة تُبدع

البحث العلمى فى مصر لا يتوقف فقط على وزارة البحث العلمى أو التعليم العالى، بل كل مؤسسة فى مصر تستطيع أن تقدم اختراعاً وفقاً لما تقتضى إليه حاجة هذه المؤسسة، فالحاجة هى أصل الاختراع.

قواتنا المسلحة الشامخة فى قسميها الطبى والهندسى: تم تقديم جهاز لعلاج فيروس سى والإيدز والصدفية، واستمر البحث والتجريب على هذا الجهاز لمدة عشرين عاماً، وفقاً لما تم إعلانه، ونظراً لضخامة الحدث وظروف مصر الصعبة التى تمر بها الآن، ظهر المشككون الذين يتعجبون من دولة ليس بها ميزانية للبحث العلمى تقريباً، ويخرج هذا الجهاز متعدد الفوائد العلاجية، وتوقفت عقولهم أمام افتراضاتهم وتخيل لهم أن قواتنا المسلحة تقدم كذبة طبية.

جاء المشككون وأرادوا أن يتحدثوا بالعقل والمنطق وهم أبعد ما يكونون عنه وفقاً لما سأسرد الآن، قالوا حتى نقتنع بهذا الجهاز لا بد وأن يأخذ موافقة مؤسسات وجهات خارجية بعينها، والمشكلة ليست فى هذا، فأنا واثق من مدى ثبات وقدرة جيشنا، لكن أنا لاحظت فى حوارات الفريق الطبى المتلفزة أن هذه الجهات تشترط وضع شرح تفصيلى لكيفية عمل هذا الجهاز، وهذا الأمر يجعل الاختراع معرضاً للسرقة.

قواتنا المسلحة تسعى للحفاظ على هذا الجهاز وعلى حقوق بحثه، ولكن نجد المتهكمين والسذج يجادلون ويقولون دائماً "كيف؟؟؟"، وأنا لا أتعجب من قولهم فعندنا فى التاريخ الحديث فى حرب 1973 كنا نجد الخبراء العسكريين يقولون "أن خط بارليف لن يعبره المصريون إلا إذا استخدموا القنابل الذرية"، وكان الاختراع المصرى أهون من هذا، مضخات مياه محدودة العدد، ولا أريد أن أشرد خارج الحديث، لكن أنا على يقين أننا سنجد اختراعاً أهون من هذا كله للمصريين فى سد النهضة الإثيوبى.

المصريون حينما يقررون الإبداع تتوقف أمامهم أعتى العقول ذهولاً، وحتى تخرج هذه العقول من ذهولها تقرر أن ما رأته هو ابتداعاً وحتى تفيق هى من بلاهة الصدمة يكون المصريون قد حققوا أهدافهم، لتعود بعدها عقول البلهاء دراسةً وتدقيقاً فيما فعل المصريون من إنجاز.

لدى ثقة عمياء فى قواتنا المسلحة وفى رجالها، وأقول للمشككين رغم كل ما تمر به مصر من صعاب وأزمات إلا أن عقول أبنائها لا تتوقف وبرغم كل ضيق على أفراد وطننا، إلا أن إرادتنا لا ولن تعرف انتكاساً، وأقول للساخرين ارحموا عقولكم البلهاء، والأيام ستثبت كم كانت هى سذاجاتكم، وأقول لكل المصريين بمختلف تواجهاتهم السياسية دعونا الآن من التظاهر وسفك دمائنا وإرهاق قواتنا المسلحة بقضايا لن يستفيد منها الشعب شيئاً، ودعوا قواتنا المسلحة تُبدع فى كل المجالات.