محمد حمدى الحلوانى يكتب: مصر حين قالت لا

الخميس، 10 أبريل 2014 10:09 ص
محمد حمدى الحلوانى يكتب: مصر حين قالت لا صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
3 سنوات من عمر الثورة المصرية مضت ولم يتحقق لنا شىء سوى الدمار والقتل والتخريب والفوضى فلم يطرأ على حياة المصريين من البسطاء أى جديد ومازالت حكومات الثورة تتعامل بنفس الفكر القديم لحكومات ما قبل الثورة فالفساد كما هو موجود بل زاد وغلاء الأسعار فاق حد الجنون وارتفعت معدلات البطالة والإدمان بين الشباب وانتشرت الجرائم بكل صورها البشعة وأهدرت أرواحنا حتى تعودنا أن نرى دماءنا تسيل كل يوم لدرجة فقدنا معها إحساسنا بحرمتها وتعالت صيحات الفتن فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع فيه فتنة تنخر فى جسد الوطنية وبدأت الوجوه التى كنا نبغضها فى الماضى فى العودة لتجلس فى مقدمة الصفوف وظهرت كل موبقات النفس البشرية بلا خوف من الله أو رادع من قانون والاقتصاد فى طريقة للانهيار والدولة فى طريقها للسقوط والتقسيم والحلم الجميل فى بناء مصر أصبح كابوسا كأننا قمنا بالثورة من أجل أن ندمر هذا الوطن ونكشف النقاب عن فساد ضمائرنا وسوء أخلاقنا تلك هى حقيقة واقعنا المؤلم الذى نعيش فيه بعد أن قالت مصر لا.

لقد أتاحت ثورة الكرامة التى أشعل براكين نيرانها الشباب بمساندة كل طوائف الشعب فرصة عظيمة للمصريين لتحقيق آماله وطموحاته فى إقامة حياة ديمقراطية سليمة وكاملة يسود فيها مبدأ المواطنة والقانون تلك الثورة التى وقفت بقوة الحق ضد الظلم رافعة بسلميتها ورغبتها فى التغير الآمان لواء الحرية والعدالة الإنسانية للشعب الذى عانى لسنوات طويلة من الفقر والأمراض والتهميش وغياب العدالة لم تحقق أى من أهدافها بل جاءت رياح التغير بما لا تشتهى الثورة لأننا كشعب لم نفهم الفرق بين حرية الثورة وثقافة الثورة فالحرية لا تعنى أن نطالب بحقوقنا ونتناسى واجباتنا الأمر الذى جعلنا نفهم ثقافة الثورة على أنها صراع ما بين الحق والباطل دون عقل رشيد فكل واحد فينا يرى أنه يسلك طريق الحق ومن يعارضه يسلك طريق الباطل حتى فقدنا الصواب وتعاملنا بجرأة وغباء مع سيادة الدولة والقانون فصرنا إرهابيين فى نظر بعضنا البعض.

لقد سرقت منا ثورة يناير على أيدى من تاجروا بالدين ووصلوا إلى سدة الحكم لأنهم عاهدونا بالأمل وفى قدرتهم تحقيق أحلامنا وعندما جلسوا على مقاعدهم التى حلموا بها خالفوا ما عهدوا المصريين علية فجاءت ثورة 30 يونيو لتقف إليهم بالمرصاد وأسقطتهم إلى أن ظهر المتصارعون (النخب) الذين تربوا فى بيت مبارك السياسى مرة أخرى وأفسدوا علينا فرحتنا فكل هؤلاء بلا استثناء ودون رحمة بنا سرقوا أحلامنا فى المستقبل الأفضل لهذا الوطن ألا لعنة الله عليكم أيها السارقون.

أيضا فقد تغير حال الإنسان المصرى بعد أن فقد تسامحه عند الإيذاء وصبره عند البلاء وتحمله عند الشقاء وأصبحنا جمعيا مفوهين وبلغت ثقافتنا عنان السماء ونحن جهلاء بالأخطار الجسيمة التى تقترب منها مصر والآن نعيش فى مكلمة مصرية وجدال دائم بلا عمل وصراع مستمر ما بين إرهاب الفكر الدينى وإرهاب الفكر المدنى حتى تملك الكرة والحقد من قلوبنا وأصبحت الغوغائية أسلوب تعامل ومنهج حياة بيننا فالجميع إلا من رحم ربى يدعى الحق وهو باطل ويؤكد على الباطل أنه حق حتى صرنا أرباب افتراءات وادعاءات وربما لو خاطبنا عقولنا ولو للحظة واحدة سنجد أننا مخطئون ظالمون لأنفسنا ولوطننا الذى يبكى كل يوم على صرخات أوجاعنا التى تسببنا فيها بأيدينا وأيدى المنتفعين والأعداء.

وأخيرا هل فى ظل هذا الواقع الأليم سوف يأتى المستقبل الذى حلمنا به بعد أن ضعفت قوتنا وتشتت وحدتنا واستمعنا لصوت الحمقى من قيادات الإخوان وقيادات الأحزاب الأخرى بالتأكيد الإجابة "لا" لذلك أقولها بصدق لجيل مصر من الشباب من كافة الانتماءات وقلبى الذى يبكى على وطنى ملىء بالأحزان إن لم نستثمر جهودنا فى بناء مصر فلن تنهض على أيدى العواجيز فقد جاء الوقت لنصحح أفكارنا وأن نخلع عباءة الانتماء السياسى العفنة من على أجسادنا ونتحاور بعقل فكل منا وجهة نظرة التى يتبنها وفق معتقداته وأفكاره وكل واحد فينا يمتلك من العيوب فى شخصه وفى فكرة وفى تعامله مع الآخرين أكثر مما يمتلكه من مميزات ولكننا دائما نرى عيوب الآخرين ولا نرى عيوب أنفسنا حتى وصلنا إلى نهاية الطريق فوجدناه نفقا مظلما ولم يعد أمامنا إن لم نتحد سوى العودة إلى الوراء أو الموت خوفا من المجهول اللهم بلغت اللهم فاشهد.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة