سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 10 إبريل 1960.. مانشيت "الأخبار" يربط مقتل "السفاح" بعبد الناصر فى "باكستان"

الخميس، 10 أبريل 2014 08:27 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 10 إبريل 1960.. مانشيت "الأخبار" يربط مقتل "السفاح" بعبد الناصر فى "باكستان" جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهت زيارة جمال عبد الناصر إلى الهند ليتوجه منها إلى باكستان يوم " 9 إبريل 1960 "، وحسب رأى الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى كتابه " سنوات الغليان_ 1967 " :" كان عبد الناصر حريصا فى كل مرة يزور فيها الهند بروابط عدم الانحياز، أن يزور باكستان بدواعى رابطة الإسلام، وفى هذه الزيارة كان يعرف مقدما أنه ليس لديه الكثير مما يناقشه مع حكومة باكستان، لكنه كان يقصد لقاء شعبها".

كان احتفاء الشعب الباكستانى بـ"عبد الناصر" كبيرا ،وانشغل المصريون بحدث آخر وقع فى نفس اليوم الذى بدأ فيه عبد الناصر زيارته إلى باكستان، حيث استطاعت الشرطة قتل السفاح "محمود أمين سليمان " الذى استوحى نجيب محفوظ قصته فى رواية " اللص والكلاب"، كان مقتل "محمود" نهاية لقصة "سفاح"، لم يكن له علاقة مبكرة بعالم الإجرام، فهو جاء إلى الإسكندرية من محافظة المنيا فى بداية الخمسينيات من القرن الماضي، ثم سافر إلى لبنان وعمل فيها عدة سنوات، وعاد بمال وفير، وإتقان للكلام باللهجة اللبنانية، ووقع فى حب "بطة" وتزوجها، ولما قلت أمواله ،كان همه هو الإبقاء على حالة السعادة التى وفرها لـ"بطة"، فاحتراف سرقات الفيلات والشقق الفاخرة، وبلغ عدد سرقاته 27 فى الأحياء الراقية بالقاهرة والإسكندرية، واستعان فى ذلك بشقيق "بطة" الذى أبلغ عنه.

شاعت قصة "محمود سليمان" غير أنها اكتسبت شهرتها الأكبر بعد هروبه من السجن، والذى جاء بعد أن تكرر غياب زوجته عن زيارته فى السجن، وشغله ذلك حتى عرف أنها دخلت فى علاقة مع محاميه وحرماه من طفلته، فقرر الهرب للانتقام منهما، ومع تغطيات الصحف لقصة الهروب ونشر صورته للاستدلال عليه، أصبح " سليمان " حديث المصريين، ونسج الكل شائعات عنه ذهبت إلى حد الأساطير، ومن ضمنها أنه سرق الفنانين الكبار ومنهم فيلا " أم كلثوم "، وكانت أغرب الشائعات أنه عرض على جمال عبد الناصر فى مكالمة تليفونية إحضار رقبة الزعيم العراقى "عبد الكريم قاسم"، الذى كان وقتها على خلاف كبير ومحتدم مع جمال عبد الناصر، كما انتحل البعض صوت " سليمان " فى مكالمات تليفونية لإثارة الذعر.

كان " سليمان " يتنقل متخفيا من مكان إلى آخر، حتى توصلت الشرطة إلى مكانه فى مغارة بحلوان وحاصرته 75 دقيقة، وطالبته بتسليم نفسه لكنه قاومها بالرصاص، حتى تلقى 17 رصاصة أوقعته قتيلا .

لم تنته القصة عند هذا الحد، ففى اليوم التالى لها (مثل هذا اليوم 10 إبريل)، كتبت صحيفة الأخبار المانشيت الخاص بها وشمل السطر الأول منه: "مصرع السفاح" أما السطر الثانى فكان: "عبد الناصر فى باكستان"، وذلك دون فاصل بينهما، مما فسره البعض بأنه بمثابة وصف لـ"عبد الناصر" بـ"السفاح"، وقيل إن ذلك كان سببا مباشرا لتأميم الصحافة فى 24 مايو 1960، غير أن هناك من يؤكد أن قرار التأميم كان معدا قبل ذلك.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة