أفريقيا وأوروبا فى مصر، هذا ملخص لما شهدته القاهرة الأسبوع الحالى من نشاط دبلوماسى أعادها مرة أخرى إلى منطقة الزخم السياسى، وأكد الأهمية التى تحظى بها مصر من جانب أشقائها الأفارقة، وشركائها الأوروبيين.
البداية كانت بزيارة الوفد الأفريقى رفيع المستوى برئاسة، ألفا عمر كونارى، رئيس مالى الأسبق، ودالينا محمد دالينا رئيس وزراء جيبوتى الأسبق، وهى الزيارة الثالثة للوفد منذ ثورة 30 يونيو، وتجميد الاتحاد الأفريقى عضوية مصر.
وعقد الوفد لقاءات مع مسئولين سياسيين وحزبيين، من بينهم أعضاء من يطلقون على أنفسهم تحالف دعم الإخوان، ورغم محاولات هذا التحالف الضغط على الوفد لاستمرار تجميد عضوية مصر، إلا أن كونارى كان واضحًا حينما أكد دعمه لخارطة المستقبل التى تسير عليها مصر، وكذلك إدانته للإرهاب الذى تعانى منه مصر بعد الإطاحة بمحمد مرسى من الحكم.
وفيما كان يهم الوفد الأفريقى لجمع حقائبه لمغادرة القاهرة عائدًا إلى العاصمة الإثيوبية لتسليم تقريره إلى مفوضية الاتحاد، تناقلت وكالات الأنباء تصريحات صادرة عن رئيسة المفوضية الدكتورة نكوسازانا دلانينى زوما، بأن مصر ستعود قريبًا إلى الاتحاد الأفريقى بعد تنفيذها خارطة الطريق، مضيفة أن "الاتحاد الإفريقى يحتاج إلى مصر مثلما تحتاج هى إلى الاتحاد الأفريقى باعتبارها دولة مهمة فى المنطقة"، وهو ما يؤكد أن مصر تسير على الطريق الصحيح .
غادر الوفد الأفريقى مصر، وجاءت منسقة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبى، كاثرين آشتون، حاملة معها أفكارًا جديدة عما حملته خلال زيارتها الست السابقة للقاهرة بعد رحيل مرسى، فهى لا تبحث عن إشراك الإخوان فى الحكم أو العملية السياسية، وإنما تريد فتح صفحة جديدة مع مصر تقوم على الشراكة، وطى صفحة الماضى التى ملئت بخلافات سياسية عميقة بعد موقف الاتحاد الأوروبى الذى كان داعمًا للإخوان.
آشتون جاءت وهى راغبة فى التحدث مع المسئولين المصريين حول أزمة سد النهضة مع إثيوبيا، محاولة إيجاد حل أوروبى للازمة، كما أنها تبحث عن رؤية مصرية لبعض الأزمات الإقليمية منعًا الوضع السورى، والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، فضلاً عن الوضع الأمنى المتأزم فى ليبيا.
توافد الوفود الأفريقية والأوربية رفيعة المستوى على القاهرة هذه الأيام، يرتبط بالإعلان عن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، والتى من المقرر إجراؤها فى 26 و27 مايو المقبل، وهو ما يفسره حديث الوفد الأفريقى عن إمكانية مراقبة الاتحاد الأفريقى للانتخابات، كما أن الاتحاد الأوروبى مهد لاتفاقية سيتم التوقيع عليها الأحد المقبل مع مصر تسمح بموجبها القاهرة لوفد أوروبى بمتابعة الانتخابات.
التغيير فى طريقة تعاطى الأوربيين والأفارقة مع الوضع المصرى يعود فى الأساس إلى النهج المصرى السليم الذى اختارت أن تسير فيه دون ان تلتفت لأحد، وهو نهج المصلحة المصرية، فتجميد عضوية مصر فى الاتحاد الافريقى لم يمنعها من التحرك داخل القارة السمراء والمشاركة بفاعلية فى التجمعات الدولية والإقليمية.
الأمر نفسه أشار إليه كونارى أثناء لقائه مع وزير الخارجية نبيل فهمى، فهو قال له إن الاتحاد يراقب التحركات المصرية ووجد أنها نجحت فى التواصل مع كل دول القارة، وشاركت رغم تجميد العضوية، فى قمة فرنسا أفريقيا، والقمة الأفريقية الأوروبية ببروكسل، وتتفاعل مع كل قضايا وأزمات القارة، واختتم كونارى حديثه مع فهمى بقوله "أنت تلعب صح ولا يعد لدينا بديل غير عودتكم للاتحاد".
كما أن آشتون هى الأخرى أشارت إلى "ذكاء" التحركات المصرية فى أوروبا، خاصة حينما شرح فهمى لأعضاء البرلمان الأوروبى تطورات الأوضاع فى مصر، وعرض أمامهم التحديات التى تواجها خاصة التحديات الأمنية المتمثلة فى إرهاب الإخوان والمتحالفين معهم، وأكدت آشتون أن هذا الشرح أقنع الأوربيين وجعلهم يراجعون فكرتهم عما حدث فى 30 يونيو.
ذكاء التحركات المصرية والتصميم على خارطة المستقبل يعيد أفريقيا وأوروبا لمصر.. الاتحاد الأفريقى يصدم الإخوان ويعد بإلغاء تجميد العضوية.. وآشتون تمهد لاتفاقية المتابعة الأوروبية للانتخابات الرئاسية
الخميس، 10 أبريل 2014 08:02 م
الفا عمر كونارى رئيس مالى الأسبق
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة