إن العلاقات الدولية المعاصرة تؤكد يومًا بعد يوم أن «العامل الثقافى» عاملٌ رئيس فى عالمنا، «فالعولمة» تعبيرٌ ثقافى و«صراع الحضارات» مفهومٌ ثقافى بل و«الحرب على الإرهاب» أيضًا لا تخلو من التأثير الكبير للعامل الثقافى، ويكفى أن نتأمل «الرئيس الأمريكى» فى «مكتبه البيضاوى» بين مستشاريه فى جانب و«أيمن الظواهرى» وحوارييه وسط الصحراء فى جانب آخر حتى ندرك المخبر واختلافه والجوهر وتباينه، فالهوة الثقافية تجعل كل طرف ينظر إلى الآخر دون معرفةٍ دقيقة لهويته أو إدراكٍ عميق لخلفيته لذلك استحال التفاهم ونشأ «الإرهاب»، تعبيرًا عن عدم التكافؤ فى القوى وعن اختلاف المنطلقات، وفى منطقتنا العربية، ومنها «مصر» فإن الثقافة هى أغلى سلعة نتيجة الميراث الإنسانى والتراكم الحضارى لهذه الأرض، فالمنطقة العربية الإسلامية ليست فقط مركز إشعاعٍ روحى، ولكنها أيضًا بؤرة توهجٍ ثقافى.
ولاشك أن جزءًا من قيمتنا الدولية يتحدد من خلال هذا المنظور، ولذلك فإن التركيز على «العامل الثقافى» أصبح مطلبًا حيويًا وعصريًا لا يمكن تجاهله.
ويتعين علينا نحن العرب أن نعطى هذا العامل أهميته فى الصراعات التى تحيط بنا بدءًا من «الصراع العربى الإسرائيلى» مرورًا «بالخلاف المصرى الإثيوبى» وصولاً إلى الصدام الدائر بين «جماعة الإخوان» والقوى الوطنية فى مصر وغيرها، لأن «الإسلام السياسى» يعتمد على خلفية ثقافية بالدرجة الأولى.
إننى أقول ذلك وأنا أدرك أن تأثير هذا العامل يتزايد فى الشرق وفى الغرب بل وفى الشمال والجنوب، ويكفى أن ندرك أن «العنصرية» ذاتها هى ظاهرة ثقافية أيضًا!
د مصطفى الفقى يكتب: العامل الثقافى.. الحرب على الإرهاب لا تخلو من تأثير كبير للبعد الثقافى.. على العرب أن يدركوا هذا الأمر فى إدارة قضاياهم
الخميس، 10 أبريل 2014 07:54 ص