واصل مركز بروكينجز الدوحة حملته للدفاع عن الإخوان المسلمين ورئيسهم المعزول محمد مرسى، ولا يتوقف باحثو المركز عن نشر مقالات بالصحف والدوريات الأمريكية التى تدافع عن الإخوان المسلمين، وتهاجم ثورة 30 يونيو وتنتقد الجيش المصرى.
وفى أحدث التقارير التى كتبها اثنان من أشهر باحثى هذا المركز، اعتبر شادى حميد، الذى ظل حتى وقت قريب جدا يشغل منصب مدير الأبحاث، وميرديث ويلير، الزميل بالمركز، أن العام الذى قضاه المعزول فى الحكم كان ديمقراطيا بطريقة ما، على العكس من آراء الكثير من المحللين الغربيين أنفسهم.
فى بداية التقرير المنشور بصحيفة "ذى أتلانتك" الأمريكية، يقول الكاتبان إن مرسى وُصف بأنه فرعون جديد، وديكتاتور يجرى صنعه، وأنه ممثل لنوع جديد من الفاشية، وصحيح أنه لم يكن كفئا وفشل إلى الحكم بشكل شامل، كما يقول التقرير، وكان الرجل الخطأ فى الوقت الخطأ، لكن هل كان العام الذى قضاه فى الحكم غير ديمقراطى؟
ويحاول حميد ويلير الإجاية على السؤال بطريقتهما الخاصة، فيقولان إن الطريقة الوحيدة للإجابة عليه ليس النظر فى كيف كان حكم مرسى ضد آمال الثوار، أو الغرب، ولكن فى تحديد خط أساس تجريبيى حول معايير سياسية واضحة، ومقارنته بما حدق فى التحولات التى شهدتها أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية وأفريقيا وآسيا.
ويشير حميد وويلير إلى أنهما أجريا إحصاء حول عام مرسى فى الحكم وفقا لمؤشر "بوليتى"، وهو أحد المعايير الأكثر انتشارا لتقييم الاستبداد والديمقراطية، ويوضحان أن اختيار مؤشر بوليتى ليس فقط لانتشاره فى مجال العلوم السياسية، ولكن أيضا لدقته فى تسجيل التغيرات التى تحدث من عام إلى عام.
ويقيس المؤشر ثلاثة مؤشرات رئيسية للديمقراطية وهى "التوظيف التنفيذى" (هل الرئيس منتخب أم معين) والقيود على السلطة التنفيذية، وانفتاح المشاركة السياسية، ولأن المؤشر وصف فترة مرسى "بالتحول المجتمعى"، فقام بتسجيل عينة عشوائية لـ 32 دولة أخرى فى هذه الفئة، ومع حدوث تحولات استغرقت عدة سنوات فى العديد من البلدان، قاما بتسجيل إجمالى 70 عاما من التحول فى الدول كافة، وكفحص منفصل لنتائجهم، قاموا بمقارنة مصر فى ظل حكم مرسى بثلاث فئات إضافية على مؤشر بوليتى، وهى: "تغيير النظام الإيجابى والتحول الديمقراطى الطفيف والتحول الديمقراطى الكبير".
ووفقا لهذه الدراسة، فإن مرسى لم يكن مانديلا، لكنه لم يكن مستبدا، ويسجل مؤشر بوليتى من سالب 10 إلى 10، القيم السالبة تمثل أكثر الأنظمة استبدادًا، والقيم الإيجابية تمثل الأنظمة الأكثر ديمقراطية، وكانت القراءة الأكثر رفقا بفترة حكم مرسى، هى "4"، لكن الباحثين يعتقدان أن النتيجة الأكثر دقة هى 2، وهو ما يعنى أن عام مرسى فى الحكم كان ديمقراطيا بطريقة ما، واستبدايا بطريقة أخرى.
ويتابع التقرير: إن متوسط الدرجة الخاصة بالدول التى تشهد تغييرا إيجابيا للنظام أو تحولا ديمقراطيا، هى 2.18، والأكثر أهمية هو الأنظمة التى تشهد تحولا مجتمعيا، والتى سجلت فى المتوسط ثلاث درجات أقل مما سجله مرسى، بقيمة سالب -0.97، وتعد فترات التحول المجتمعى الأكثر تقلبا فى تاريخ الدول وتشهد اضطرابا سياسيا واجتماعيا ليس فقط بين النخب، ولكن أيضا بين المواطنين العاديين.
ووفقا للنتائج، فإن تقرير خبيرى بروكنجز الدوحة ذهب إلى القول إن البلاد تحت قيادة مرسى كانت تمر بمرحلة انتقالية عادية عند مقارنتها بالتحولات السياسية التى حدثت على مستوى العالم.
مركز بروكنجز الدوحة يدافع عن حكم مرسى وينفى عنه صفة الاستبداد.. الباحث شادى حميد: الرئيس السابق كان الرجل الخطأ فى الوقت الخطأ لكنه كان ديمقراطيًا
الثلاثاء، 01 أبريل 2014 02:39 م