د. مصطفى الفقى يكتب: أين إسرائيل؟!.. أحداث الربيع العربى قدمت خدمات جليلة للدولة العبرية.. وتل أبيب هى الرابح من مسار الأحداث فى الشرق الأوسط

قدمت أحداث «الربيع العربى»- عن غير قصد- خدمات جليلة «للدولة العبرية»، فقد أصبحت ترقب الأحداث عن كثب بعد أن رأت ثلاثة جيوش عربية قد انصرفت إلى اهتمامات أخرى منذ خرج «الجيش العراقى» من المعادلة وانخرط «الجيش السورى» فى مواجهة «الثوار» بينما استغرقت أحداث «مصر» جيشها الكبير سواء فى سيناء أو فى الداخل، وهو ما يعنى أن «إسرائيل» تبدو وكأنها الرابح الأول من مسار الأحداث فى «الشرق الأوسط» والمشهد السياسى العربى عمومًا، وقد قال «نتنياهو» يوم سقوط حكم «الإخوان» فى «مصر» إنها كانت أهدأ سنة بالنسبة «لإسرائيل» منذ قيام «الدولة العبرية»! ويكفى أن جماعة «الإخوان المسلمين» قد خلطت بين الكفاح المسلح والأعمال العدائية فوقعت «مصر» على اتفاق فى عهد الرئيس السابق «د. محمد مرسى» بأن تكف حركة «حماس» عن القيام بأعمال عدائية ضد «إسرائيل»، لقد أصبحنا محاطين بحالة من الفوضى الإقليمية التى نتمنى أن تكون فوضى خلاقة كما قالت «كوندليزا رايس» وزيرة الخارجية الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية، ولدى يقين أن «إسرائيل» تقف وراء بعض ما يجرى فى «سوريا» وأيضًا عملية التحفيز لبناء «سد النهضة» الإثيوبى، فضلا عن تركيز على العلاقات الأمريكية الإيرانية وموقع «إسرائيل» فيها، إذ إنها تحاول استثمار كل أحداث المنطقة لصالحها وسوف تجعل الاضطرابات فى بعض الدول العربية المجاورة ذريعة لسياسات أكثر عدوانية بدعوى القلق من التطورات الداخلية فى دول الجوار العربى خصوصًا «مصر»، مع استغلال الفرصة للمضى فى تهويد المسجد الأقصى وهى أكبر جريمة فى حق العالمين العربى والإسلامى.