محمد الخواجة يكتب : روسيا والخيارات الصعبة فى الأزمة الأوكرانية

الأحد، 09 مارس 2014 04:20 ص
محمد الخواجة يكتب : روسيا والخيارات الصعبة فى الأزمة الأوكرانية صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن العلاقة بين روسيا وأوكرانيا علاقة أزلية قوية، وهناك روابط تاريخية، عرقية، ثقافية و مصالح مرتبطة بين البلدين، فالعلاقة بين الجارتين بالغة الأهمية بالنسبة لكليهما حيث أن الغزال الأوكرانى يمثل عمق إسترتيجى وأمن قومى للدب الروسى، فأوكرانيا الحائط الأول لسد أى عدوان على الاتحاد الروسى من أوروبا الغربية، بينما أوكرانيا يعتمد اقتصادها بالكامل على النفط الروسى الرخيص، وعلى علاقتها التجارية مع روسيا.

فالعلاقة بين البلدين كالعلاقة بين " أمريكا وكندا " و "مصر ودول الخليج "، بدأت الأزمة الأوكرانية عندما طفح الكيل من الشعب تجاه حكومة الرئيس فيكتور يانكوفيتش المتسلطة الضعيفة التى تعتمد على روسيا المتحكمة فيها كالدمية، فظهرت موجة من الاحتجاجات الشعبية، فحاولت روسيا علاج الأزمة من خلال منح اقتصادية جديدة لأوكرانيا فى محاولات لإغراء الشعب الأوكرانى بالنقود، فكل مرة يصل فيها المتظاهرون إلى اتفاق مع الحكومة تتدخل أيدى خفية من ورائها الغرب، فيتم خرق الاتفاق، وتبدأ موجة جديدة من العنف أطاحت بالرئيس الأوكرانى وحكومتة وهروبهم خارج البلاد.

فتحقق مطلب حلف الناتو بتوسيع حدوده، والزحف على حدود روسيا، وتضييق الخناق عليها، فشعرت روسيا بضيق النفس الشديد الذى سببه الغرب لها من خلال حشرها فى زاوية ضيقة لا تستطيع الحراك فيها، فلم تجد روسيا طريقة سريعة للخروج من عنق الزجاجة إلا أن تغزو أوكرانيا بهدف العمل على إرجاع النظام القديم أو التوصل على إتفاق مع القوى الثورية الجديدة بضمانات دولية بحيث تكون أوكرانيا طرف محايد بين الصراع الروسى الغربى، فوجدت روسيا الحجة فى تبرير غزوها لأوكرانيا؛ وهى حماية المواطنين فى شبة جزيرة القرم الذين ينحدرون من أصول روسية ويتحدثون اللغة الروسية من شبح العنف الذى يسيطير على أوكرانيا، بالرغم من أن الجيش الروسى يستطيع أن يسحق نظيره الأوكرانى ويصل إلى كييف العاصمة إلا أن الجيش الأوكرانى سيتعامل مع نظيره الروسى من خلال عدم المواجهات المباشرة على غرار حروب الشوراع.

وهنا لن يتدخل حلف الناتو نظرا لعدم جاهزيتة وقدرتة على الدخول فى حرب روسيا خصم له فيها، وإنما سيعمل على دعم الجيش الأوكرانى بالأسلحة المتقدمة لكى تكون قادرة على الصمود لأكبر فترة ممكنة، وهذا مايريده الغرب من روسيا من حيث إنهاك قواها العسكرية واقتصادها المتقدم فى الحرب الأوكرانية، فهم كما سقطوا من قبل فى المستنقع الأفغانى والعراقى من قبل يريدون لروسيا أن تقع فى المستنقع الأوكرانى، فالأجدر لروسيا أن تعمل أحد الخيارين الأول: تدخل عسكرى محدود فى شبة جزيرة القرم ومن ثم تكون فى موضع قوة تتفاوض من خلاله مع القوى الغربية ليضمن لها بقاء أوكرانيا كطرف محايد، الثانى: كسر شوكة الغرب من خلال التحالف مع أطراف لها تاريخ عدائى مع الغرب والولايات المتحدة الأمريكية مثل إيران وسوريا وكوريا الشمالية.

فبالرغم أن المحور الأمريكى هو الأقوى والأكبر فى المعادلة إلا أن المحور المعادى سيكون مؤثر وفعال، ويشكل خطرا على استقرار الوضع الأمنى و الاقتصادى لتلك الدول، ومن ثم تعمل تلك الدول على إبعاد ذلك الخطر عنها والدخول فى مفاوضات مع روسيا، وهنا ستكون المشكلة الأوكرانية فى مقدمة تلك المفاوضات.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة