قال كاتب الرأى الأمريكى يوجين روبنسون، إن هوليود اتخذت أخيرًا موقفًا واضحًا إزاء العبودية، وإن الوقت قد فات على باقى أجزاء الولايات المتحدة لكى تحاكى هوليود.
وأوضح روبنسون، فى مقال نشرته صحيفة الواشنطن بوست، أنه أراد الانتظار بضعة أيام قبل الكتابة عن فيلم "12 عامًا من العبودية" الحائز على جائزة أوسكار أحسن فيلم، للتأكيد على أن الفيلم يمثل بالفعل نقطة تحول مهمة.. وهو ما تأكد بالفعل.
ورأى روبنسون، أن منح جائزة أوسكار لفيلم جيد لا يعنى تعويضًا عن قرن بأكمله من التظاهر بأن العبودية لم يكن لها أبدا وجود، إلا أن الفوز بالجائزة قد يعطى حافزا لجهود الفنانين والباحثين ممن شرعوا فى مواجهة الخطيئة الأمريكية الأساسية - تجارة العبيد.
وأكد صاحب المقال، أن نجاح فيلم "12عاما من العبودية" قد يكون بمثابة خطوة مهمة على طريق الحرية الجماعية فى أمريكا.
ومضى الكاتب الأمريكى يقول: "إننا نحدث أنفسنا عن معرفتنا بكل شيء حول العبودية، وما تعبر عنه من تاريخ ماض.. إلا أننا لم نحاول أبدا الوقوف على فظائع هذا التاريخ، لم نحاول التعويض عما وقع فيه من انتهاكات على نحو يؤهلنا لطى صفحته وتجاوزه.. وهكذا فنحن سجناء فى مقولة أديب نوبل وليم فوكنر "إن الماضى لا يموت.. إنه حتى لم يصبح ماضيا".
وأشار روبنسون إلى أن الكثيرين كانوا يعتقدون أن العبودية كانت ظاهرة قاصرة على جنوب الولايات المتحدة، لكن الواقع أن عددا من أكبر تجار العبيد فى أمريكا كان يقطن ولاية "رود أيلاند" شمالى شرق البلاد.. كما أن تجارة القطن، الذى يضطلع العبيد بجمع لوزه، كانت أمرا ضروريا لنمو نيويورك كمركز تجاري..وعندما اشتعلت الحرب، انتهز العبيد فى غرب أمريكا فرصة الفوضى وهربوا.
واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن السجلات التجارية والعائلية بها من الحقائق والقصص الكثير الذى يؤكد على أن تقدير هوليود لفيلم "12 عاما من العبودية" إنما يعلن حقيقة غير مريحة؛ وهى أن قصة العبودية هى ذاتها قصة أمريكا.
و"12 عاما من العبودية" هو فيلم دراما تاريخى بريطاني-أمريكى 2013، مبنى على السيرة الذاتية "اثنى عشر عاما من العبودية" لسليمان نورثوب، وهو شخص أسود حر يتم اختطافه فى واشنطن العاصمة فى سنة 1841 ويتم بيعه كعبد.. ويظل سليمان يعمل كعبد لمدة 12 سنة فى إحدى المزاع بولاية لويزيانا قبل أن يطلق سراحه.. صدر الفيلم فى 18 أكتوبر فى الولايات المتحدة وتلقى إشادة هائلة من النقاد وحصل على جائزة الجولدن جلوب لأفضل فيلم دراما، وتلقى 9 ترشيحات لجائزة الأوسكار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة