سعيد صقر يكتب : قطر وطريق اللاعودة

الأحد، 09 مارس 2014 04:20 م
سعيد صقر يكتب : قطر وطريق اللاعودة أمير قطر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد جاء قرار سحب سفراء كل من الإمارات والسعودية والبحرين متأخرا كثيرا عن موعده، وبعد نفاذ صبر وضيق صدر من ممارسات حكام قطر وتجاوزاتهم المستمرة وسياساتهم الخبيثة تجاه دول مجلس التعاون والدول العربية الأخرى، فالأمر يتلخص فى أن حكام قطر منذ اللحظة الأولى لاستيلائهم على مقاليد الحكم والانقلاب على الأب الشيخ خليفة بن حمد فى عام1995، ووضعت كل إمكاناتها تحت تصرف القائمين على المؤامرة الصهيو أمريكية فى المنطقة.

ووهبت نفسها لتبنى وتنفيذ ما يخدم سياسات إسرائيل بالمقام الأول وأمريكا بالمقام الثانى بالمنطقة، مع علمهم التام بأن من يسير فى هذا الاتجاه يسير حقا فى طريق اللاعودة، فهو يقامر بمستقبله ومستقبل شعبه المغلوب على أمره، ومستقبل من حوله؛ ليظفر بالوعود الكاذبة بتمكين حكمه لبلاده وإعلاء شأنه فى محيطه ظنا منه أنه يفعل شيئا خارقا يُذكر به فى التاريخ، وهذا مايتخيله كل من باع نفسه ووطنه لأعداء الأمة العربية التى عانت كثيرا ومازالت تعانى من مثل هؤلاء الحكّام المراهقين الذين لايعرفون قدر أنفسهم، ويظنون كل الظن أنهم قادرون على تغيير مسار التاريخ لهذه الأمة العريق’ التى حباها الله بالنعم.

ومنذ عام95 تاريخ تولى حكام قطر وتقديمهم دولة قطر على طبق من ذهب لإسرائيل وأمريكا، وافتتاح أول مركز اتصال تجارى إسرائيلى فى دولة قطر، ومنح أكبر قاعدة عسكرية للقوات الأمريكية فى الخليج، ظن البعض أن هذه التضحيات التى يقدمها حكام قطر هى عن طيب وحسن نية، وربما قد تخدم العرب فى حل قضاياهم، وعلى رأس هذه القضايا قضية العرب الأولى (قضية فلسطين).

بالرغم من يقين الجميع بأن هذا وهم لم يتحقق، ولكن خدعنا أنفسنا بأن هذا إن لم يفيد فلن يضر، ولن يتجاوز حدود حب حكام قطر للشهرة والإحساس بأهميتهم على المستوى العربى والإقليمى، والظهور بمظهر الطرف المصلح لقضايا العرب، ولكن ظهر جليا للعيان ما يدور من وراء ظهر العرب، ومن أمام أعينهم، أن كل ماتفعله الحكومة القطرية ليس حبا فى نصرة فصائل إسلامية أو لنصرة فصائل مقاومة فى مكان ما مثل حماس أوحزب الله أو جبهة النصرة وغيرها فى دارفور واليمن والعراق وليبيا وتونس، ولكن كل ما تفعله هو لصالح العدو الأول للأمه العربية إسرائيل وبسيناريو مكتوب من قبلها لخدمتها وللمساعدة فى خلق المشاكل والقلاقل بين شعوب الأمة بعضها البعض وبين الشعوب وحكامهم للمساهمة فى تفتيت الدول العربية بما يخدم مصالح ورؤى العدو الصهيونى ومن يسانده، وهذه المؤامرة التى تلعب فيها قطر دورا أساسيا ومؤثرا باتت تمس حتى أقرب الأقربين، وهى دول مجلس التعاون الخليجى وقد كشفت الحكومة القطرية برقع الحياء، عن نفسها وأصبحت لا تبالى أو تهتم بمشاعر لأخوة ولا أواصر القرابة التى يرتبط بها الشعب الخليجى وعائلاته فى دول المجلس جميعا.

ورأينا ما يظهر للجميع من إيواء حكومة قطر لكل معارضين ومحرضين على الفتن لدول مجلس التعاون والدول العربية بصفة عامة، ومنحهم حق اللجوء وتوفير الميديا اللازمة لهم (مثل قناة الجزيرة الصهيونية) لنشر أفكارهم الهدامة وحتى توفير التمويل اللازم لتنفيذ مخططاتهم فى إشاعة الفوضى والإرهاب وإشاعة عدم الاستقرار فى بلدانهم كما حدث مع معظم الدول العربية ومؤخرا رأينا استخدام منابر مساجد قطر لشيوخ الفتنة والضلال مثل الشيخ المخرف القرضاوى، ويتطاول من فوق هذه المنابر على دولة الإمارات والسعودية والبحرين؛ بحجة أنهم ضد كل حكم إسلامى، وهذا بعض من كل الجميع يعلمه.

ولكن لم يعد هناك خجلا فى الكشف عن عورة النظام القطرى العميل والوقوف صفا واحدا لدول المجلس والدول العربية ضد هذا النظام المراهق الذى فضل المقامرة واللعب بالنار، وهو أول من سيخسر، وأول من يكتوى بهذه النيران وسيصبح نظاما معـزولا من كافة الدول العربية ونظاما عميلا خائنا لأمته، وهذا سيكون بمثابة المحطة الأخيرة فى طريق اللاعودة الذى اختاره النظام القطرى لنفسه، وأبشره بسقوط مدوى ونهاية مأساوية تكون درسا وافيا لكل من يحذو حذوه؛ لأنه سيكون كارت محترق لايستطيع أن يلعب الدور الذى رسم له فى المؤامرة الذى وظف من أجلها وبلغة المخابرات ولعبة الجواسيس يجب التضحية به والتخلى عنه وبهذا لم يعد له فائدة ولن يهتم به أحدا وسيترك لشعبه ليحاكمه على مااقترفه من خطايا وذنوب فى حقه.

ولهذا فان قرار سحب السفراء ولو أنه جاء متأخرا ولكنه جاء قبل فوات الأوان ليكشف الدور التآمرى الخبيث الذى يلعبه هذا النظام و ليضع حدا لهذه المهزلة التى تمادى فيها بكل وقاحة نظام أعماه الغرور وزين له الشيطان سوء عمله من بث الفتن وإزكاء روح الكراهية والعداء بين الدول وشعوبها، وهذا أقل مما يستحقه.












مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة