دوام الحال من المحال.. السعودية والإخوان تاريخ يبدأ بتقبيل البنا ليد الملك وينتهى بالحظر والإرهاب.. مؤسس الجماعة يزور الرياض 1936.. وعهد فيصل الأفضل للتنظيم.. والإرهابية خططت للسيطرة على مفاصل المملكة

الأحد، 09 مارس 2014 06:20 ص
دوام الحال من المحال.. السعودية والإخوان تاريخ يبدأ بتقبيل البنا ليد الملك وينتهى بالحظر والإرهاب.. مؤسس الجماعة يزور الرياض 1936.. وعهد فيصل الأفضل للتنظيم.. والإرهابية خططت للسيطرة على مفاصل المملكة حسن البنا
كتب محمد حجاج وأحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن جماعة الإخوان تعتقد أن يصدر قرارا من المملكة العربية السعودية يدرجها ضمن المنظمات الإرهابية، وهو ما ظهر جليا فى بيانها الذى رد على هذا القرار، الذى قالت فيه إنها فوجئت به ولم تكن تتوقعه، خاصة أن نظرنا إلى تاريخ العلاقة بين الجماعة والسعودية فى العقود السابقة، لاسيما فى عهد الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة، يعود الفضل إلى السعودية فى انتشار جماعة الإخوان فى الخليج العربى، لا أحد ينسى الصورة التاريخية لحسن البنا مؤسس الجماعة وهو يقبل يد الملك عبد العزيز.

بحسب تحليلات البعض، الذين أكدوا أن السعودية كان لها فضل كبير على الإخوان إلى أن قامت الإخوان بإنكار الجميل، وهو ما استدعى إلى الخوض فى بحر علاقة الطرفان خلال العقود الماضية، تاريخ جماعة الإخوان مع السعودية منذ عهد البنا والتحول التاريخى بإدراج السعودية جماعة الإخوان منظمة إرهابية يجب فيه العودة إلى عدد من المحطات يجب الوقوف فيها.

يرجع أول اتصال بين جماعة الإخوان والسعودية إلى اليوم الذى اتصل فيه محب الدين الخطيب بالإمام حسن البنا وعرض عليه السفر للعمل كمدرس فى المعاهد السعودية، وكان ذلك فى نوفمبر 1928 إلا أن الموضوع لم يتم بسبب عدم اعتراف الحكومة المصرية بحكومة السعودية فى ذلك الوقت تحت ضغط من إنجلترا، وبعد نشأة الجماعة وانتقالها للقاهرة وضعت الجماعة لائحة الحج لتنظم هذه الزيارات والهدف منها، والتى اعتمدها مجلس الشورى العام للإخوان المنعقد فى القاهرة فى 17 مارس 1935، وقد حرص الإمام البنا على أداء فريضة الحج، ودعا الإخوان لأدائها سنة 1354هـ/1936 فلبى دعوته على الفور مائة من الإخوان كان منهم ثمانى عشرة امرأة.

وفى رحلة الحج التى كانت فى نوفمبر عام 1946، أقام الملك عبد العزيز آل سعود الاحتفالات ومآدب الطعام لكبار الحجاج ودعا فيها الإخوان ومرشدهم بدعوة خاصة، وتحدث الملك مع الإمام البنا حول قضية فلسطين وكيفية حلها، فقال له الإمام البنا: إنه لا يفضل تدخل الدول العربية بجيوش منظمة، بل يجب مساعدة القبائل الفلسطينية فى حرب العصابات وإمدادهم بالسلاح، كما أقام شقيق الملك مأدبة عشاء للإخوان، وقد لبت البعثة الدعوة.

ولم تقتصر العلاقة على ذلك بل ساهم قسم الطلبة فى مصر فى ذلك فقد عقد مؤتمرا جامعا للطلبة الشرقيين بمختلف الكليات والمعاهد يوم 1947، وزاد نشاط الإخوان فى السعودية بشكل واضح فى فترة حكم الملك فيصل بن عبد العزيز ملك السعودية فى الفترة بين «1964 - 1975»، خاصة حينما حكم عبد الناصر على سيد قطب ورفاقه بالإعدام شنقا، حيث حاول الملك فيصل التدخل لدى عبد الناصر لتخفيف الحكم غير أن عبد الناصر تجاهل ذلك وأعدم سيد قطب ورفاقه، وبعد خروج الإخوان من السجون سافر كثير منهم للعمل بالسعودية.

وسيطر المنتمون للإخوان على المناحى التعليمية فى الجامعات تحديدا فى عقدى السبعينيات والثمانينيات، وكذلك على المنابر الإعلامية، خاصة فى فترة حكم الملك فيصل فى السعودية، إلا أن بعض المحللين حملهم موجة العنف الذى شهدته العربية السعودية فى الأعوام الأخيرة بالنسبة لهذه الفترة.

وتوترت العلاقات بين النظام السعودى والإخوان فى أثناء حرب الخليج الثانية وموقفهم المتوافق مع أغلب مواقف الجماعات الإسلامية فى المملكة العربية السعودية والتى تحفظت على مشاركة قوات أجنبية "غير مسلمة" فى قتال العراق.

يقول جمعة أمين نائب مرشد الإخوان: ومع ذلك لم يكن للإخوان شعبة، ولا يعنى هذا عدم وجود أفراد تنتمى إلى الدعوة، فقد كان من السعوديين أفراد ينتمون لدعوة الإخوان من أمثال الشاعر أحمد محمد جمال الذى أوكل إليه الإخوان كتابة رسالة الحجاز، وهى صفحة من مجلة الإخوان فى الأربعينيات خصصت للحديث عن الأرض المقدسة وما يأمله الإخوان تجاهها، وكان يوقع عليها باسمه فى أول الأمر، ثم أصبح يوقع بعد ذلك بكنيته "ابن محمد"، وقد كان بعض الحجازيين يتحمسون لما يقوم به الإخوان من أعمال، ويعلنون انتسابهم لدعوتهم، كما حدث من السيد عبد الرحمن المدنى مدير مدرسة التهذيب بالمدينة المنورة، وكان الإخوان يرحبون به على صفحات جرائدهم، لكنه بقى شعورًا فياضًا، وعاطفة متدفقة وحسب.

وجاء قرار السعودية يوم الجمعة 7 مارس بإدراج جماعة الإخوان منظمة إرهابية، لتبدأ مرحلة التحول التاريخى فى العلاقة بين الإخوان والسعودية، حيث تعانى الجماعة فى الوقت الحالى لأكبر أزمة منذ تاريخ نشأتها.

وقال أحمد بان الخبير فى شئون الحركات الإسلامية إن العلاقة بين جماعة الإخوان والسعودية تحولت كثيرا من الرعاية الكاملة إلى حالة الصدام ثم إدراج السعودية الجماعة منظمة إرهابية.

وأضاف فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن العلاقة تمتد منذ عهد مؤسس الجماعة حسن البنا، وعهد الملك عبد العزيز، فى الأربعينيات، حيث كانت نقطة انطلاق مشروعه الحركى، وكان البنا يريد تأسيس فرع لجماعة الإخوان فى السعودية.

وأوضح بان أن علاقة الإخوان والسعودية تحولت إلى رعاية كاملة فى عهد الخمسينات بعد مطاردة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للجماعة وهروب عدد كبير منهم فى السعودية، فأكرمت السعودية رعايتهم وإيواءهم، وعملوا بها فى مجالات الصحة والتعليم والمقاولات، ووفرت لهم السعودية رءوس الأموال.

وأوضح أن علاقة الصدام بدأت عندما رفضت السعودية أن يكون هناك صناعة للإخوان داخل السعودية، وتطورت إلى حالة الصدام الحرجة عندما أيقنت السعودية أن هناك مخططا للتقسيم يستهدف السعودية، وإعطاء جزء من السعودية لقطر ومنها بدأ التحول حتى ثورة 30 يونيو، وعقبها أدرجت السعودية الإخوان كمنظمة إرهابية.


المهندس إبراهيم صلاح، القيادى الإسلامى مسئول الإخوان فى أوروبا، قال إن قرار المملكة العربية السعودية بإدراج جماعة الإخوان منظمة إرهابية لن يكون له تأثير على الجماعة، مشيرا على أنه لا يوجد أحزاب سياسية فى السعودية، وبالتالى لن يكون لهذا القرار تأثير على الإخوان.

وأضاف صلاح فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من سويسرا أن علاقة جماعة الإخوان مع السعودية كانت جيدة فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لأن السعودية فى هذا التوقيت كانت تحتاج إلى موظفين وعمال، مشيرا إلى أن الظروف اختلفت عن الآن، موضحا: مسئول الإخوان فى أوروبا: اعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية هو قرار يخص السعودية وليس لنا رد عليه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة