سيطرت قضية الإرهاب الذى يضرب أكثر من بلد عربى على أعمال الدورة الـ141 من مجلس الجامعة العربية، والتى عقدت صباح اليوم على مستوى وزراء الخارجية العرب، حيث طالب عدد من وزراء الخارجية بضرورة اتخاذ موقف عربى موحد للتصدى للظاهرة التى بدأت تنتشر بين عدد من الدول.
وبدوره، أكد وزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار رئيس الدورة الحالية للمجلس أن الإرهاب، وجد فى بعض الدول العربية، التى تشهد أزمات أمنية وسياسية مرتعا وأرضا خصبة للنشاط، بل وظهر مع انتشار الإرهاب نشاطا ورواجا غير مسبوق لتجارة السلاح والمخدرات.
وشدد الوزير المغربى على أن خطورة الإرهاب تكمن فى أنه يمثل أفكارا عابرة للحدود دون تمييز للأديان، أو الأوطان، مؤكدا على عزم بلاده من خلال رئاستها للمجلس على مواصلة التصدى للإرهاب الذى يتعارض مع سماحة الدين الإسلامى.
ومن جانبه، شكا لبنان عبر وزير الخارجية جبران باسيل للعرب من تفشى الإرهاب داخله، وقدم باسيل عرضا تفصيليا أمام الوزراء العرب حول ما تعانيه بلاده، وشدد على أمن مواجهته تتطلب فكرا عربيا مستنيرا وسياسة أمنية حازمة وصلبة، واصفا الإرهاب بأنه خطر يهدد الداخل العربى بينما تقف إسرائيل فى الخارج.
ولفت باسيل إلى أن لبنان يعيش لحظة حرجة تضعه على حافة البقاء أو الزوال وتهدد بفقدان رسالته الإنسانية الفريدة وتلاشى صيغته المتعددة القائمة على قبول الآخر، واصفا الإرهاب بأنه أحد أهم المخاطر المحدقة به، معربا عن أسفه من أن يتحول بلد التعايش مرتعا للانتحاريين الذين يسترخصون حياتهم سواء كان نتيجة تحريض أو بؤس أو احتقان سياسى ومذهبى.
وحذر من خطورة الوضع فى لبنان وانعكاساته على المحيط العربى، لافتا إلى أن هناك خطر تحول لبنان ليس فقط لتكوين بؤر فكرية إرهابية، وإنما أن يتحول لبنان إلى مركز تصدير لتلك البؤر شرقا وغربا.
وأوضح وزير خارجية لبنان أن الحكومة المؤقتة الحالية فى لبنان من أولوياتها تأمين البلاد والعمل على تمرير استحقاق الانتخابات الرئاسية، مطالبا اللبنانيين بالإتفاق على تحييد لبنان عن المشاكل الخارجية خاصة إذا كانت "عربية – عربية".
وفى السياق ذاته، أكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى أن العلاقات العربية البينية فى حاجة إلى وقفة جادة لإزالة ما يعترض العمل العربى من عقبات، وذلك لإصلاح مكامن الخلل، والقضاء على مظاهر الإرهاب المتفشية فى المنطقة واحتواء ما يشوب العلاقات العربية من سُحُبٍ لتنقية الأجواء ولم الشمل، وإشاعة جو من الثقة بين أعضاء الأسرة العربية الواحدة.
وطالب بضرورة الآخذ فى الإعتبار تأمين المصالح العربية العليا المشتركة، والحفاظ على التضامن العربى الذى يشكل صمام الأمان وحجر الزاوية لاستعادة وحدة الموقف العربى فى هذه المرحلة ازاء التحديات الراهنة التى توسعت فى المنطقة والمحافظة على أمن واستقرار المنطقة على اتساعها، وعلينا جميعا مصلحة مشتركة لتحقيق ما نصت عليه المادة الثانية من ميثاق الجامعة بتوثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها، وتنسيق خططها السياسية تحقيقا للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها، والنظر بصفة عامة فى شئون البلاد العربية ومصالحها".
وفى المقابل، طالب أحمد الجربا رئيس الائتلاف السورى المعارض بإدراج حزب الله اللبنانى ومنظمة أبو الفضل العباسى العراقية و"داعش" وما على شاكلتها كمنظمات ارهابية ووصفها ككيانات غازية لدولة عضو مؤسس فى جامعة الدول العربية، مطالبا بدعم المعارضة السورية بالسلاح لمواجهة ماوصفه بالإرهاب ضد الشعب السورى.
توحد عربى حول ضرورة مكافحة الإرهاب خلال الدورة 141 لمجلس الجامعة العربية.. لبنان يحذر من تحوله لبؤرة تصدير الفكر المتطرف.. ورئيس الدورة يؤكد: المنطقة أصبحت مرتعا للإرهابيين ويجب مواصلة التصدى لجرائمهم
الأحد، 09 مارس 2014 03:05 م
جانب من جلسات الجامعة العربية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة