ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن عملية تفريغ الحاويات من ظهر السفينة الإيرانية المزعومة التى تم اعتراضها قبالة شواطئ السودان يوم الأربعاء الماضى، فى ميناء إيلات قد انتهت صباح اليوم.
وأضافت الصحيفة العبرية أنه من المنتظر أن يعقد الجيش الإسرائيلى بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، غدا الاثنين، مؤتمرا صحفيا فى ميناء إيلات، وأنه سيتم تحويله إلى مهرجان لتبرير الحملة الإعلامية والدعائية ضد إيران، من خلال استغلال الاستيلاء على سفينة "كلوز سى" فى البحر الأحمر.
وكانت السفينة قد وصلت إلى ميناء إيلات، أمس، وبدأ الجيش الإسرائيلى بتفريغ حمولتها والتفتيش عن الأسلحة، حيث ادعى جيش الاحتلال عثوره خلال التفتيش الأولى فى قعر السفينة، على صواريخ M-302، التى يصل مداها إلى 90 كم.
وكان الجيش الإسرائيلى قد قرر وقف تفتيش السفينة فى عرض البحر، خوفا من أن تكون مفخخة، ومع وصولها إلى إيلات بدأت وحدات التخلص من الألغام بتمشيطها.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية، إن طاقم السفينة سيبقى على متنها ولن يتم نقله إلى التحقيق داخل إسرائيل، ومن المتوقع بعد الانتهاء من تفتيش السفينة أن تواصل طريقها المخطط مسبقا.
يأتى ذلك بعد أن تبين للجيش الإسرائيلى من خلال التحقيق مع الطاقم أنه لا يعلم شيئا عن فحوى الحاويات التى شحنتها السفينة.
وحسب بيان سابق لجيش الاحتلال فقد تم تصنيع الصواريخ التى ضبطت على السفينة، فى سوريا، ونقلت جوا إلى إيران، ومن ثم تم شحنها على متن السفينة من ميناء بدر عباس.
وفى السياق نفسه، قال الكاتب الصحفى الإسرائيلى جدعون ليفى، فى مقال مطول له بالصحيفة العبرية من التهليل الإعلامى والسياسى للسفينة، قائلا: "إن هذا الاحتفال يعتبر خداعا ذاتيا وتضليلا، فالأسمنت الإيرانى هدف إلى إخفاء الصواريخ، والطين الإسرائيلى هدف إلى إخفاء مخاطر أكبر بكثير من أى صاروخ إيرانى، أو سورى".
وأضاف ليفى أن إسرائيل التى باعت وتبيع الأسلحة لكل نظام مظلم ومجذوم، تشرح للعالم كيف يعمل نظام الشر إيران، وإسرائيل التى تملك كل أنواع الأسلحة، تقريبا، لا تسمح للآخرين بالتسلح ولو بجزء طفيف مما تملكه.
وتساءل الكاتب الإسرائيلى: "ما الذى كان سيحدث لو أن أحدا استولى على سفينة أسلحة كانت فى طريقها إلى إسرائيل؟"، مضيفا "أن الدولة التى تفاخر وتثرثر إلى هذا الحد بإنجاز عسكرى مهما كان، ليست دولة سوية، فبعد أن توجوا بكل ما يمكن رؤوس قادة الجيش والمحاربين وعرضوا المرة تلو الأخرى صور العملية ورئيس هيئة الأركان ووزير الدفاع فى غرفة العمليات، يحق التساؤل عن المقصود".
وأكد ليفى أن هذه العملية ليست إلا عملية استعراضية هدفها خدمة أهداف إعلامية ودعائية وتمويه وإخفاء الواقع، مضيفا: "كم كان جميلا لو ان إسرائيل كانت تفاخر بعمليات أخرى، كاستيعاب طالبى اللجوء، أو إنقاذ لاجئى مخيم اليرموك مثلا، وتخيلوا مثلا لو أن المراسلين العسكريين وجنرالات المحللين وجيش الإعلاميين المتلون الذى تجند بكل قواه ونسى ما هى وظيفة الصحافة، كان قد طرح عدة أسئلة، منها مثلا: ما هى الفائدة من زيارة نتانياهو إلى أمريكا باستثناء التقاط صورة مع ليوناردو دى كابريو، وما هى وجهة إسرائيل بعد انتهاء المهرجان، والأهم من ذلك كله، متى سنفعل شيئا يعقم محفزات مهربى الصواريخ؟ لكن فى اسبارطة كما فى اسبارطة، الإنجاز العسكرى فوق كل شىء، وفى بومبى كما فى بومبى: كل واشرب واختطف سفناً، وتهرب من المواضيع المصيرية".
إسرائيل تفرغ حمولة السفينة الإيرانية المزعومة بإيلات المستولى عليها أمام شواطئ السودان.. وحكومة نتانياهو تحضر لمهرجان "سفينة الأسلحة" وتبدأ حملة دعائية جديدة ضد طهران
الأحد، 09 مارس 2014 12:21 م