أحمد أبو الغيط لـ"روسيا اليوم: قطر دفعت أموالا لإقصاء مصر ولعب دورها..والجزيرة دمرت القذافى بعد تحالفه معها..وأزمة مصر والجزائر عام 2009 أثبتت فشل الدولة وإعلامها..لم يكن هناك فريق عمل جدى لحل الأزمة

الأحد، 09 مارس 2014 05:29 ص
أحمد أبو الغيط لـ"روسيا اليوم: قطر دفعت أموالا لإقصاء مصر ولعب دورها..والجزيرة دمرت القذافى بعد تحالفه معها..وأزمة مصر والجزائر عام 2009 أثبتت فشل الدولة وإعلامها..لم يكن هناك فريق عمل جدى لحل الأزمة أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الأسبق
كتب أسامة عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية الأسبق، إن مبارة كرة القدم مصر والجزائر فى تصفيات كأس العالم عام 2009، أثبتت الأداء الفاشل للدولة المصرية ووسائلها الإعلامية إبان الأزمة، وأوضح حقيقة الصراع المصرى القطرى على ملف دارفور السودانى ومحاولة قطر لعب دور الدولة الأم فى احتواء مشكلات المنطقة من أجل إقصاء مصر من الساحة، وظهور وثيقة نشرها موقع ويكيليكس تشير إلى إصدار الأوامر من الحكومة المصرية بإجهاض أى مبادرة قطرية، حتى إن كانت تصب فى صالح مصر.

أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الأسبق خلال حواره ببرنامج "رحلة فى الذاكرة" المعروض على روسيا اليوم أمس السبت ، أن الدولة المصرية ووسائلها الإعلامية أثبتت فشلها فى أحتواء الأزمة التى وقعت أثر مبارة كرة القدم بين فريقى البلدين فى تصفيات كأس العالم عام 2009، حيث قال: "كان هناك حشد من الجانبين وكان هناك تقديرات سوف تحدث، لكن الخطأ الأساسى الذى وقعنا فيه أننا لم نشكل مجموعات عمل من جهاز الرياضة والإعلام والخارجية والدفاع والمخابرات ومن الحكومة المصرية والصحة وكافة الوزارات المصرية، لتعمل قبل المباراة لتحقيق استرخاء فى الموقف، أو تعمل على متابعة وتقييم الموقف أثناء المباراة، أو تعمل على معالجة أى خروقات ما بعد الأزمة، كل هذا لم يحدث".

واستطرد أبو الغيط: "لم يكن لدينا مجموعات العمل السياسية قبل وأثناء وبعد المباراة لاحتواء الأزمة، وعندما ظهر الإعلام المصرى فى هذه الليلة يصرخ ويقول إن هناك عمليات قتل وجرح للمصرين دون دليل، حتى وصل لمرحلة الهوس، وتوجيه الإساءات للشعب الجزائرى، وقتها كان الرئيس يتابع المباراة من بيته، وقد قام الرئيس بإجراء اتصالات بنفسه، وهو ما يشكل الخطأ الجسيم من رئيس الحكومة ورئيس المخابرات ووزير الخارجية أنهم يتركون الرئيس بفرده هكذا"، مضيفاً: "مع عودة الفريق كان ينبغى أن نكون قابضين على هذه المسألة، وأنا شخصياً كان لى الكثير من التصريحات من أجل السيطرة على الأزمة ".

وأكمل أبو الغيط أن الموقف تم استغلاله شعبياً، حيث قال: "وقت الأزمة تحدث بعض الناس قائلين إن علاء مبارك رئيساً لمصر، وهو ما يعد تعبئة شعبية وإقناعا للشعب واستغلال الأزمة بموجة شعبوية من أجل الحكم"، مكملاً: "هذه الفترة كانت حزينة جداً من العمل الإعلامى كشفت ضعف أداء الدولة المصرية وشعبوية الحكم ، وهنا يجب أن أعترف أن وزير الخارجية الجزائرى وقتها "مراد مدلسى" عمل معى بكفاءة ودقة وإنكار للذات وتفهم منطلقاتى فى هذه الظروف الصعبة".

وأشار أبو الغيط خلال حديثه عن أزمة تقسيم السودان قائلاً: سلفاكير قال لى إنهم يدفعون بنا بعيداً عنهم، مشيراً إلى شمال السودان، بالرغم من أننا نسعى للاقتراب منهم والإبقاء على العلاقة معهم، لكن هم من لا يبقون علينا".

وحمل أبو الغيط طرفى النزاع "شمال وجنوب السودان" سبب التقسيم حيث قال: "كلاهما كان سببا فى الوصول لمرحلة الانفصال فكل منم له أخطاؤه، فالشمال أهمل كثيراً فى مساعدة وتنمية الجنوب"، مضيفاً: "الدول الأوروبية تدخلت فى الأمر بشكل خطير، حيث استخدمت المحكمة الجنائية من أجل الضغط على الرئيس السودانى من أجل أن يكون مرناً ويقبل استقلال الجنوب عن الشمال، وقد سافرت قبل هذا بتكليف من الرئيس مبارك لتحذير البشير من محاولة الغرب استخدام المحكمة الجنائية للضغط على السودان، وبعدها بالفعل عزمت الدول الغربية على محاكمة البشير جنائياً".

وأوضح أبو الغيط أن حقيقة ما نشر بوثيقة ويكلكس الخاص بإعطاء مصر تعليمات بإفشال أى تدخل قطرى فى أزمة السودان، حتى لو كان سيصب فى مصلحة مصر، حيث قال:لم يستدع أدهم نجيب نائب سفير مصر بقطر وقتها من وزير الخارجية المصرى، وإنما هو من طلب اللقاء، وعند لقائى به سألنى، "أنا أعمل بقطر، وإحنا علاقتنا بقطر ليه وحشة؟، وأجبت عليه بأنهم عايزين ينحوا مصر جانباً من كل شىء ويكونوا هم المحركين لكل شىء، ولابد أن تفهم ذلك لأن المسائل بهذا الشكل لا تستقيم، بعدها سافر لقطر وتحدث مع الأمريكان، وقال ما نشر بالوثيقة وهو ما يعتبر تصرفا خاطئا، وقد حوسب بالفعل عليه حتى بعد مغادرته وزارة الخارجية.

وأضاف أبو الغيط أن قطر حاولت إقصاء مصر من الدور الإقليمى ومحاولة السيطرة عليه عن طريق الدفع بالأموال، حيث لعبت فى الحديقة الخلفية لمصر "السودان"، ودفعت الأموال من أجل عقد اتفاق بين طرفى النزاع بدارفور يسمى "اتفاق الدوحة"، فهى تدفع الأموال، من أجل شراء تاريخ لها ودور فى المنطقة، وهو ما أحزنا عندما اكتشفنا ذلك لاحقاً، وإنها تعلب من ورائنا دون التنسيق معنا، مضيفاً: "طلبنا السودان وقلنا لهم أنتم تعملون مع قطر من أجل إيجاد تسوية لحل الأزمة، لماذا تخفون هذا، هل ستعترض مصر على هذا أو ستكره استقرار السودان" .

وأكد أبو الغيط أن الدول التى سقطت وتدمرت كان حليفة لقطر، مستشهداً بالعلاقات القوية التى كانت بين الرئيس الليبى معمر القذافى وقطر قائلا: "عندما دارت الدوائر وقامت الجزيرة بدمير معمر القذافى، كنت أفكر بالكثير مفكراً بأن العقيد لو كان يعلم بما سيفعله القطريون به لما كان تحالف مع قطر، وهو ما يحدث الآن بسوريا أيضاً" .





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة