قافلة الأزهر والأوقاف فى احتفائها بالشهداء: مصر الدرع الحصين للعروبة والذود عن حماها واجب شرعى.. والعلماء: لنقف صفا واحدا دفاعا عن ديننا.. والعمليات الانتحارية والتفجيرية لا علاقة لها بالشهادة

الجمعة، 07 مارس 2014 03:55 م
قافلة الأزهر والأوقاف فى احتفائها بالشهداء: مصر الدرع الحصين للعروبة والذود عن حماها واجب شرعى.. والعلماء: لنقف صفا واحدا دفاعا عن ديننا.. والعمليات الانتحارية والتفجيرية لا علاقة لها بالشهادة خطبة الجمعة أرشيفية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتفت قافلة علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم، بالشهداء، فى خطبة الجمعة، بالمساجد الكبرى فى محافظتى القاهرة والجيزة.

وقال العلماء، إن بلوغ الأهداف الكبرى ونَيلَ الغاياتِ العظمى فى هذه الحياة يستلزم تضحياتٍ جِساماً, ولا ريب أن سُمُوَّ الأهدافِ وشرفَ المقاصد ونُبلَ الغايات يقتضى سُمُوَّ التضحيات وشرَفها ورقى منازلها، ويأتى فى الذروة منها التضحيةُ بالنفس, وبذلُ الروح، التى هى أعز ما يُملَكُ، رخيصةً فى سبيل الله نصرةً لدينه، ورغبة فى عزة البلاد وكرامة العباد.


وقال الدكتور محمد أبو زيد الأمير، فى خطبة الجمعة من مسجد النور، إنَّ الشهيد أرفعُ الناس درجةً بعد الأنبياء والصديقين؛ فالشهادة اصطفاءٌ من الله واجتباء، وهى مِنحةٌ يمنحها الله لأحب خلقه إليه بعد الأنبياء والصديقين، وكيف لا، وقد استعلى الشهيد على محبوباته، وتغلب على شهواته، وانتصر على رغباته، واسترخص الحياة فى نَيل شرف الشهادة فى سبيل الله؟! واستطرد الأمير :"أننا إذ نُحْيى يومَ
الشهيد إنما نعنى شهيد الدارين الدنيا والآخرة. ونُذكِّر أنفسنا والجميع بهؤلاء الذين ارتَقَوا بأرواحِهم إلى الله عزوجل وفازُوا برِضوانه، ونستنهض هِمَمَاً تثاقلت إلى الأرض ورضيت بالحياة الدنيا من الآخرة، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إلى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِى الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) [ سورة التوبة: 38 ] ونَغبِط أقواما على ما أكرمهم الله به من نَعِيمٍ أيقنوا بصدق وعد الله لهم به فنالوه، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ) [ سورة البقرة: 154]، ونُرجِّى أنفسنا
بشهادة فى سبيله، وبجزاءٍ كريم أكرمهم الله به، ولمَ لا، وقد قال النبى (ص):"من سأل الله الشهادة بصدق بلَّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)".

وقال الدكتور محيى الدين عفيفى، عميد كلية الدعوة الإسلامية، فى خطبة الجمعة من مسجد عمرو بن العاص، إن الخوف من ألم القتل، وحبَّ الحياة، والخشيةَ من الموت أكثرُ ما يُقعد الناسَ عن خَوض غمار المعارك فداءً للدين وللوطن، ومن أجل ذلك أكرم الله الشهيد بأعظم الكرامات ومنها أن صفقته مع الله مضمونةُ الربح بمجرد الوفاءِ منه ببذلِ النفس، والثمن المبذول من الله هو الجنة؛ وأخبر الله سبحانه وتعالى أن الشهداءَ أحياءٌ وليسوا أمواتاً، نعم إنهم أحياء وليسوا أمواتًا، إنهم يُرزَقون ورزقُهم من الله، الذى جعل أرواحهم فى جوف طير خضر لها قناديلُ معلقةٌ بالعرش تسرح من الجنة، حيث شاءت ثم تأوى إلى تلك القناديل، ومن ثَمَّ فهم فرِحُون بما أَعطاهم الله؛ حيث جنَّة الخلد التى فيها ما لا عين رأتْ، ولا أذن سمعتْ، ولا خطَر على قلب بشَر، ويستَبشِرون بإخوانهم القادِمين عليهم؛ وذلك لحبِّهم إنزالَهم هذه المنزلة التى أنزَلَهم الله إياها، فلا حُزن ولا غم ولا هم، بل استِبشارٌ وفضلٌ ونعيم؛ والله إنها لْحياة بحق، وإنه لَلْرزق بحق والله يخفف الألم الذى يجده الشهيد عند القتل إلى الحد الذى قال عنه (صلى الله عليه وسلم ): "ما يجد الشهيد من مَسِّ القتل إلا كما يجدُ أحدكم من مَسِّ القَرْصة"، فلِمَ الخوفُ إذاً وقد ضمن الله للشهيد إحدى الحسنيين: النصر والغنيمة، أو الشهادة والجنة,وميُّزهم يوم يقوم الناس لرب العالمين بهيئة خاصة، وبريح طيبة تنبعث من أجسادهم تتطاول لها الأعناق، وتنحنى لها الهامات إجلالا واحتراما. إلى جانب النجاة من فتنة القبر (أى من سؤال الملكين).


وقال الدكتور محمد سالم أبو عاصى، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، فى خطبة الجمعة من مسجد عمر بن عبد العزيز بالاتحادية، إن الله يشرِّف ُ الشهداءَ يوم الحساب بأن يكونوا أولَ من يُقضى بينهم مع النبيين؛ وقد أكرمهم الله بمِنَحٍ عظيمة، وبشفاعة مخصوصة له فى أهل بيته؛ يقول (صلى الله عليه وسلم) مبشراً الشهيد:

"للشهيد عند الله ستُّ خصال يغفر له فى أول دُفعة (أى فى أول دَفقة دمٍ) ويرى مقعده من الجنة ويُجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ويُزوَّج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويُشفَّع فى سبعين من أقاربه".

وقال الدكتور محمد عبد العاطى، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بجامعة الأزهر، فى خطبة الجمعة من مسجد الصديق بشيراتون، إن النبى (صلى الله عليه وسلم) كان يتمنى أن لا يتخلف عن سرية تغزو فى سبيل الله، وما منعه من الخروج فى كل سرية إلا خشية أن يشق على أصحابه، وكان (صلى الله عليه وسلم) يتمنى أن يُقتل شهيدا فى سبيل الله مرات متعددة؛ يقول (صلى الله عليه وسلم ):(والذى نفسى بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسُهم أن يتخلفوا عنى ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو فى سبيل الله والذى نفسى بيده لوددت أنى أُقتل فى سبيل الله ثم أحيا ثم أُقتل ثم أحيا ثم أُقتل ثم أحيا ثم أُقتل).

وأوضح الدكتور سعيد عامر، الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية من مسجد أسد بن الفرات معنى الشهيد كما بيَّن النبى الكريم، أن الشهيد هو من اعتنق الحق، وأخلص له، وضحى فى سبيله، وبذل دمه ليروىَ شجرة الحق به، وفى شأنه وقال (صلى الله عليه وسلم ): "من قاتل لتكون كلمةُ الله هى العليا فهو فى سبيل الله ".وهو الذى يأبى الدَّنِيَّة، ويرفضُ المذلة والهوان، ويقاوم من يحاول أن يستولىَ على ماله أو متاعه، وقد جاء رجل إلى النبى (صلى الله عليه وسلم) فقال: "يا رسول الله أرأيتَ إن جاء رجل يريد أخذ مالى قال فلا تعطه مالك قال أرأيت إن قاتلنى قال قاتلْه قال أرأيت إن قتلنى قال فأنت شهيد قال أرأيت إن قتلتُه قال هو فى النار).

وهو الذى يذود عن أرضه وعِرضه ووطنه: فليس الوطن والعِرض أقلَّ خطرا ومكانة عند المسلم من نفسه ودينه وماله ومتاعه، وقد قال (صلى الله عليه وسلم ): "من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد).

وفى مسجد الاستقامة، قال الشيخ صلاح نصار، إنه ما طمِع فينا طامعٌ، ولا تجرَّأ علينا متجرئ، ولا تطاول علينا متطاول إلا لأننا ثشبثنا بالدنيا الفانية، وأخلدنا إلى الهوى الذى يُعمى ويُصم، وتقاتلنا على الحطام الفانى، وتنافسنا فيما لا وزن له عند الله، وآثرنا الفانية على الباقية، وقد حذرنا نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) من ذلكم حين قال: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ؟ ! قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله فى قلوبكم الوهْن فقال قائل يا رسول الله وما الوهْن قال حب الدنيا وكراهية الموت"، فلنكن أوفياء لدماء من سبقنا على درب الشهادة، ولنضع نصب أعيننا دائما قول الحق سبحانه: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ
الْمُؤْمِنُونَ) (سورة التوبة:51)


وشدد الدكتور حسن خليل، الباحث الشرعى بمشيخة الأزهر، على أن قتل الأبرياء غدراً وخيانة حتى لو كانوا مخالفين فى الدين أو العقيدة أمر لا يقره دين ولا عقل سليم وإنسانية سوية، وأن الإسلام يرفض كل مظاهر الفساد والإفساد والتخريب والتدمير، ونؤكد أن العمليات الانتحارية والتفجيرية محض إفساد لا علاقة له بالشهادة فى سبيل الله من قريب أو بعيد، وأن المفجر لنفسه منتحر يعجل بنفسه
إلى نار جهنم، وأن مصر هى الدرع الحصين للعروبة، والقلب النابض للإسلام، وأن الذود عن حماها واجب شرعى ووطنى، وأن محاولة النيل منها هى محاولة لضرب الأمة الإسلامية كلها فى قلبها النابض لصالح عدوها الصهيونى وكل من يعنيه إضعاف أمتنا للاستيلاء على خيراتها ومقدراتها، فلنقف صفا واحدا فى سبيل الذود عن ديننا ووطننا ابتغاء مرضاة الله تعالى، ووفاء لحق هذا الوطن الذى منحنا الكثير، وقد آن أوان رد الجميل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة