تلك الجملة مقتبسة من تعددت الأسباب والموت واحد، مع الاختلاف فى المضمون، فإن كانت الجملة الأصلية تعنى وجود أسباب كثيره للموت، ولكن عنوان المقال أعلاه يعنى أن سبب الموت معروف ألا وهو الحكومات.
ونعلم يقينًا بأن الموت بيد الله، ولكننا نأخذ بالأسباب، فقد رحلت حكومة الببلاوى فى ظروف غامضه مثلما أتت فى ظروف استثنائيه ومن قبلها حكومة قنديل وقبلها الجنزورى وغيرهم.
ترحل واحده وتأتى الأخرى وما بينها هو كلمة " زيادة" توضع قبل كل جملة، وفى جميع المجالات زيادة الأسعار والظلام والفقر والمرض والجوع والإضرابات والشهداء.. إلخ.
ثم ترحل الحكومة وتأتى التالية لتأخذ نصيبها ولتطبق على الشعب المصرى نظرية التجربة والخطأ، وكأننا أصبحنا فئران تجارب بل ومع الأسف فئران التجارب تعامل بآدمية أكثر مما نعامل به، ففئران التجارب يجرى عليها اختبار واحد أو اثنين على الأكثر وترتاح بعدها, لكننا قابلين للتجربة والخطأ إلى ما شاء الله, ومع العلم أننا نعلم نتيجتها مقدمًا بأنها تجربة فاشلة وخاسرة، ولكن ليس باليد حيلة، فقد كتب علينا الصبر والتحمل حتى يقضى الله أمرًا كان مفعولا.
أسألكم بالله, ماهو المطلوب من الشعب المصرى ليفعله؟ فقد فعل كل ما بوسعه ولم يتبق شىء واحد إلا أنه يعمل فترتين أن يكون فى الفتره الصباحية هو الحكومة والوزراء ويصدر القوانين ويحضر الجنازات ويصدر بيانات الاستنكار من العمليات الإجرامية، وفى الفتره المسائية يعود إلى مكانه الطبيعى كمواطن لتطبق عليه القرارات وليجوع ويمرض أو ليُقتل.
ثم تأتى الأم المصرية الأصيلة التى ذاقت الأمَرين فى تربية ابنها لتصنع منه رجلا، فتشرب المُر مرة أخرى حينما يأتيها الخبر بأن ابنها قد قتل على يد مجهولين أو حتى معلومين، فلن يعنى الكثير لقلب الأم إذا كان القاتل معلوم أم مجهول فالفراق واحد.
فلا تحرم الأم من ابنها فحسب بل تحرم أيضًا من توديعه وإلقاء النظره الأخيره عليه أو تقبيله القبلة الأخيرة، فقد يأتيها ابنها أشلاءً أو مشوهً بسبب العمليات الإرهابية فلا تستطيع حتى فعل ذلك. كم أنتى عظيمه أيتها الأم المصرية.. ارحموها يرحمكم الله.
الدكتور حازم الببلاوى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة