اهتمت الصحف الإسبانية بتطور الأوضاع فى فنزويلا وحالة عدم الاستقرار التى تشهدها البلاد منذ ما يقرب من شهر، بسبب المظاهرات المناهضة لحكومة نيكولاس مادورو والمطالبة برحيله، وقالت صحيفة إيه بى سى إن مجموعة من الخبراء الدوليين فى مجال حقوق الإنسان بفنزويلا طالبت بـ"توضيحات عاجلة" حول مزاعم بوقوع انتهاكات بحق المعارضين لحكومة كاراكاس.
وقال الخبراء إنهم يشعرون "بقلق عميق" إزاء المزاعم التى تحدثت عن اعتقالات عشوائية طالت المعارضين فى فنزويلا، وطالبوا بإيضاحات عاجلة للتقارير التى قالت إن بعض المعتقلين قد ضربوا وعذبوا، حيث إن 18 شخصا كانوا قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات بل وزاد عليهم اثنين آخرين، كما أعربوا عن قلقهم إزاء التقارير التى تحدثت عن الاعتقالات العشوائية التى طالت صحفيين وتعليق قناة ان تى ان 24 التليفزيونية".
أما صحيفة الموندو فنقلت قول الباحث المتخصص فى شئون أمريكا اللاتينية ريكاردو بينافيل، إن "مشاكل انعدام الأمن والتضخم الحالية فى فنزويلا تعانيها البلاد منذ 10 سنوات، إلا أن نقص كاريزما الرئيس مادورو هو ما أسهم فى زيادة هذه الأزمات، موضحا أن القرارات السيئة التى اتخذها مادورو لم تسهم فى إصلاح الأمور، كما أن المشاكل الموجودة حاليا متوارثة، ولكن بدلا من تغيير مسار فنزويلا، حيث قضى مادورو الأشهر العشرة الأولى من حكمه فى محاولة السيطرة على الأحزاب والفصائل المختلفة لحكومة شافيز.
ورأى بينافيل أنه من وجهة نظر مادورو فإن نصف الشعب الفنزويلى أعداء يجب التغلب عليهم بأى ثمن وقد صارت فنزويلا الآن أكثر استقطابا والأزمة الاقتصادية أكثر عمقا، وأن مادورو لا يمتلك كاريزما شافيز، لذا فإنه ليست لديه الفرصة التى كانت متاحة لسلفه بشأن اتخاذ تدابير وإجراءات غير شعبية.
وقالت صحيفة الباييس إن الرئيس الفنزويلى مادورو جدد دعوته إلى اتحاد دول أمريكا الجنوبية الأوناسور لعقد اجتماع من أجل مناقشة الأوضاع التى تعيشها فنزويلا، وجاءت هذه الدعوة خلال اللقاء الذى جمع مادورو أمس الخميس بكراكاس برئيس السورينام ديسى بوتيرس الذى تتولى بلاده الرئاسة الدورية لاتحاد دول أمريكا الجنوبية.
وقال مادورو فى أعقاب هذا اللقاء "لقد جددت طلب فنزويلا لتحديد تاريخ لعقد مجلس رئاسى لنتمكن من توضيح ظروف الهجوم العنيف الذى تقوم به مجموعة صغيرة فى محاولة لتقويض الحياة الاجتماعية وفرض وضع سياسى ستتجاوزه بلادنا بكثير من الوعى".
ويرفض الرئيس الفنزويلى أن تناقش أوضاع بلاده أمام منظمة الدول الأمريكية كما دعت إلى ذلك بنما، وعلى إثر هذه الدعوة أعلن مادورو الأربعاء الماضى عن قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع الحكومة البنمية "دفاعا على سيادة فنزويلا"، ويعتبر الرئيس الفنزويلى أن الاحتجاجات التى خلفت مصرع 20 شخصا وجرح 260 آخرين تدخل ضمن إطار مخطط تقف وراءه المعارضة بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الإطاحة به.
وأضافت أن نائب رئيس الحزب الاشتراكى الحاكم فى فنزويلا أكد أن جنديا وراكب دراجة نارية قتلا فى مواجهة مع متظاهرين معارضين أقاموا متاريس على طريق رئيسى فى العاصمة كراكاس، وبذلك يرتفع عدد القتلى إلى 20 قتيلا.
وكانت الاحتجاجات قد اندلعت فبراير الماضى فى مدينة سان كريستوبال الواقعة فى ولاية تاشيرا الغربية عندما خرج طلاب فى مظاهرة للمطالبة بمزيد من إجراءات الأمن، بعد أن ادعت طالبة بأنها تعرضت لمحاولة اغتصاب، واتسم بعض من هذه الاحتجاجات بالعنف وبعد أن قامت السلطات باعتقال عدد من الطلاب انتقلت الاحتجاجات إلى العاصمة كاراكاس، ودعا زعماء المعارضة ليوبولدو لوبيز وماريا كورينا ماشادو اتباعهما للمشاركة فى المظاهرات الطلابية، وبينما بدأت الاحتجاجات بشكل سلمى تحولت بعضها إلى العنف عندما اصطدمت عناصر ملثمة بقوات الأمن.
صحف إسبانية: خبراء دوليون يشعرون بقلق عميق تجاه الانتهاكات بحق المعارضة الفنزويلية.. وباحث يؤكد: نقص كاريزما "مادورو" أسهم فى زيادة الأزمات المستمرة منذ 10 سنوات.. وفنزويلا أصبحت الآن أكثر استقطابا
الجمعة، 07 مارس 2014 11:05 ص
الاحتجاجات فى فنزويلا – أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة