اختتم أعمال المؤتمر الوزارى الثانى لدعم ليبيا الذى عُقد بمقر الخارجية الإيطالية بمشاركة وزراء خارجية أكثر من 30 دولة من الدول العربية والإفريقية والأوروبية وأمريكا، بالإضافة إلى ممثلى الاتحاد الإفريقى، واتحاد المغرب العربى، والاتحاد الأوروبى، ومجلس التعاون الخليجى، وجامعة الدول العربية وحلف الشمال الأطلسى، والأمم المتحدة من أجل حشد المزيد من الدعم الدولى لمساندة ليبيا فى الانتقال الديمقراطى، ودعم الجهود المبذولة فيما يتعلق بالحوار الوطنى، وتحقيق العدالة الانتقالية، وصولا للمصالحة الانتقالية، ودعم بناء القدرات للمؤسسات الوطنية، وصياغة الدستور، ودعم الحكم المحلى، وتوزيع الصلاحيات، ومتابعة تنفيذ توصيات المؤتمر الوزارى الأول، ومبادرة الدول الثمانى لتدريب الجيش والشرطة، ومتابعة وضع وتنفيذ آليات خطة طرابلس لإدارة وأمن الحدود ووضع اليات لمكافحة الفساد.
وفى السياق ذاته، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة فى ليبيا طارق مترى، إن مؤتمر روما الدولى حول ليبيا "ليس لفرض أولويات على الليبيّين، فالخيار حق لليبيّين وحدهم".
ونفى مترى للصحفيّين فى أعقاب ختام المؤتمر الدولى الذى عُقد بمقر الخارجية الإيطالية وجود نموذج وحيد يصلح لأية مرحلة انتقالية، وقال: "علينا ابتكار النموذج يومًا بعد يوم، فهناك حاجة إلى المرونة".
وشدّد مترى على أهمية "الحوار الوطنى" بين الليبيّين باعتبار أن ذلك "يوفر للسياسة فرصة التلاقى لوضع حد للعنف".
وأضاف رئيس البعثة الأممية: "الحوار يصلح للبحث عن الحلول الوسط، فنحن إلى الساعة لم نتمكن من الوصول إلى نتائج رائعة، ولكنّنا لسنا فى نهاية الطريق بل فى أوله".
واعترف مترى بوجود "مشاكل صعبة فى ليبيا الجديدة، ولكنها ليست مستحيلة على الحل طالما أن هناك تشجيع على الحوار الوطني".
وبدوره دعا وزير الخارجية نبيل فهمى، لإنشاء صندوق دولى يُعنى بجمع وتخزين الأسلحة فى ليبيا بالتنسيق بين منظمة الأمم المتحدة والدولة الليبية، مشيراً إلى أن الهدف من هذه المبادرة هو منع الحوادث التى تهدد أمن ليبيا وتؤدى إلى مقتل مدنيين، ومن بينها حادث أودى بحياة سبعة مواطنين مصريين مقيمين فى ليبيا مؤخراً.
وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية إن القاهرة ستستضيف منتصف العام الجارى المؤتمر الوزارى الدولى حول ضبط الحدود الليبية، "مؤكداً على أهمية مساعدة ليبيا على مواجهة التحدى الكبير لضبط حدودها والتى تمتد على مساحة كبيرة والتى تستغلها بعض الجماعات الإرهابية، وعصابات الجريمة المنظمة".
وأشار إلى أن مصر ستتعاون مع ليبيا فى مجال ضبط الحدود من خلال تقديم برامج تدريبية للمعنيين بهذا الشأن.
ومن جانبها، قالت وزيرة الخارجية الإيطالية "فيدريكا موغيرينى" إن المجتمع الدولى يوجه من خلال مؤتمر روما إشارة قوية إلى القوى السياسية الليبية والرأى العام الليبى إلى أنه بإمكانهما تحقيق المساعدة الدولية فقط فى حالة هيأ الليبيون الظروف السياسية التى تسمح باستيعابها، وعبرت الوزيرة "فيدريكا موغيرينى "عن الأمل فى أن يكون مؤتمر روما فرصة الدفع فى سبيل أن يعجل الليبيين على اختلافهم بوضع اتفاق بشأن ميعاد الانتخابات المقبلة".
وأكدت وزيرة الخارجية الإيطالية على أن ليبيا تستحق مستقبلا أفضل، وأن المجتمع الدولى مستعد لعمل كل ما بوسعه من أجل تحقيق نهضتها، وأن الحكم من قبل البعض على أن ليبيا دولة فاشلة هو حكم غير مناسب لأنها لم تصبح دولة بعد".
وبدورها دعت روسيا المجتمع الدولى إلى ضمان دعم مشترك لجهود الدولة الليبية من أجل تحقيق استقرار الوضع الداخلى فى هذا البلد، وقالت الخارجية الروسية فى بيان لها، "إن موسكو تعتبر من الضرورى ضمان دعم مشترك من قبل المجتمع الدولى لجهود السلطات الليبية الهادفة إلى إحلال الاستقرار فى البلاد وضمان الأمن والنظام بالدعوة إلى حوار شعبى واسع بمشاركة ممثلين عن جميع فئات الشعب الليبى.
ولفت البيان إلى أن روسيا ستواصل بالإضافة إلى مشاركتها فى الجهود الدولية تقديم مساعدة حقيقية لليبيا فى إنعاش اقتصادها الوطني, وتدريب الكوادر للجيش والشرطة, فضلا عن المجالات الأخرى.
وفى السياق ذاته بحث رئيس الحكومة المؤقتة " على زيدان " بالعاصمة الايطالية روما ظهر اليوم الخميس مع وزير خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية "فرانك فالتر شتاينماير" مسيرة التعاون بين البلدين الصديقين.
وأكد وزير الخارجية الألمانى خلال هذا اللقاء الذى عقد على هامش مؤتمر أصدقاء ليبيا المنعقد بروما استعداد بلاده لدعم ليبيا فى هذه المرحلة الانتقالية والمساهمة فى بناء الكوادر الليبية سواء الأمنية أو العسكرية.. مبدئيا موافقته على طلب رئيس الحكومة المؤقتة مساهمة ألمانيا فى تدريب كوادر مؤسسات الدولة الليبية.
وتطرق الجانبان كذلك إلى جدول أعمال مؤتمر أصدقاء ليبيا، حيث أعربا عن حرصهم على إنجاحه لكى يساهم فى تحول ليبيا من الثورة إلى الدولة.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس أن الوضع فى ليبيا "مقلق جدا"، متحدثا عن مشاكل أمنية ووضع سياسى "غير مستقر"، وصرح فابيوس على هامش مؤتمر دولى حول ليبيا أن "الوضع مقلق جدا بسبب ضعف ضمان الأمن والأعمال والمخاطر الإرهابية لا سيما فى الجنوب".
كما شدد على أهمية اللقاء المنعقد فى روما، بعد عام على لقاء أول فى باريس، وقال: "للمرة الأولى اجتمع عدد هائل من البلدان، من بينها الصين وروسيا اللتان لم تحضرا من قبل "هذا المؤتمر "المفيد" و"المشجع".
وأضاف الوزير الفرنسى أن المطلوب من السلطات الليبية هو "أولا، على الصعيد السياسى، يطلب إلى الليبيين التحاور فى ما بينهم والتوصل إلى حل مستقر" بالعمل مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص حول هذا النزاع.
المؤتمر الوزارى الثانى لدعم ليبيا يختتم أعماله بالعاصمة الإيطالية روما
الجمعة، 07 مارس 2014 02:26 ص