نجحت الحكومة المصرية فى فرض القرار المصرى، وأثبتت سيادته عمليا، بعد رفضها الضغوط التى قامت بها بعض السفارات الأجنبية فى مصر للسماح لرعاياها من الناشطات دخول مصر، والعبور إلى غزة عبر معبر رفح المغلق لدواع أمنية تتعلق بالأمن القومى المصرى، كما كان لرجال الأمن فى مطار القاهرة الدولى الدور الأبرز فى تفويت الفرصة على بعض الناشطات افتعال أزمة داخل المطار بعد التزامهم أقصى درجات ضبط النفس حيال الاستفزازات التى كان الغرض منها دفع رجال الأمن إلى اتخاذ الإجراءات الدفاعية والقانونية المعمول بها فى كافة مطارات دول العالم.
وشهد مطار القاهرة الدولى صباح اليوم الجمعة انتهاء أزمة اعتصام 58 ناشطة أجنبية بالمطار؛ احتجاجا على قرار السلطات المصرية بمنع دخولهن البلاد؛ لإغلاق معبر رفح المؤدى إلى قطاع غزة لدواع أمنية، حيث غادرت قبل قليل آخر 36 ناشطة أجنبية بعد إصرارهن على الاعتصام داخل صالات المطار للضغط على السلطات المصرية للسماح لهن بدخول البلاد.
البداية كانت مساء أمس الأول الأربعاء حين استقبل مطار القاهرة الدولى 58 ناشطة أجنبية من جنسيات مختلفة معظمهن من الفرنسيات؛ للذهاب إلى غزة للتضامن مع المرأة الفلسطينية فى يومها، إلا أن السلطات المصرية وفور وصولهن أخبرتهم بقرار منعهن من دخول البلاد؛ نظرا لإغلاق المعبر لدواع أمنية، فما كان من الناشطات إلا إصرارهن على عدم تسليم الجوازات الخاصة بهن للسلطات فى المطار، وافتراش أرض الصالات احتجاجا على هذا القرار.
انتقل اللواء علاء الدين على مساعد وزير الداخلية لأمن المطار إلى صالة الوصول بالمطار الجديد، وبصحبته اللواء يسرى عبد العزيز مدير إدارة البحث الجنائى واللواء محمد عبد العال مدير إدارة تأمين الركاب واللواء مدى السمان مدير إدارة الجوازات، وقام بشرح طبيعة القرار المصرى للناشطات وطلب منهن العودة إلى جهة قدومهن مرة أخرى وأمر بتجهيز صالة الترانزيت لاستقبال الناشطات، وهو الأمر الذى تم رفضه من جانبهن وأصررن على عدم الانتقال إلى صالة الترانزيت وافتراش أرض صالة الوصول.
أمر اللواء علاء الدين على باستدعاء كافة ضباط العلاقات العامة بالمطار وأصدر تعليمات بضرورة توزيع المياه والعصائر وكل ما يحتاجونه، كما أصدر تعليمات مشددة إلى ضباط وقوات التأمين بعدم التعامل مع أى استفزازات قد تقوم بها الناشطات، وهو ما تم، ليصل مباشرة القنصل الفرنسى إلى المطار حيث أجرى مقابلة سريعة مع الأمن فى المطار ليقف على طبيعة القرار المصرى، حيث حضر المقابل مندوب وزارة الخارجية فى المطار، ليؤكد له أن القرار بشأن منعهن من دخول البلاد وترحيلهن إلى جهة قدومهن قرار نهائى لا رجعة فيه، وطالبه بضرورة التوجه إلى رعايا دولته وإقناعهن بمغادرة البلاد.
انتقل القنصل الفرنسى إلى مقر اعتصام الناشطات، وناقشهن فى قرار السلطات المصرية وطالبهم بضرورة الامتثال إلى تعليمات السلطات المصرية إلا أنه فشل فى إقناعهن، ليغادر المطار دون تحقيق أى نتيجة، ثم أعلن اعتذاره للسلطات المصرية لفشله فى إقناع الناشطات بضرورة الامتثال للتعليمات.
مصدر مسئول بالمطار أكد أن العديد من السفارات تواصلت مع السلطات المصرية للسماح للناشطات بدخول مصر، والتوجه إلى معبر رفح، وحينها سيعدن مرة أخرى، إلا أن السلطات المصرية رفضت ذلك الاقتراح لأسباب تتعلق بأمن الناشطات وهو ما أبرزته وكالة الأنباء الفرنسية فى تقرير لها نشرته يوم أمس الخميس حيث أكدت فى التقرير أن قرار السلطات المصرية منعهن من دخول البلاد كان لأسباب تتعلق بأمنهن الشخصى.
قضى ضباط العلاقات العامة وقوات تأمين المطار ليلة عصيبة فى مواجهة الناشطات حيث حاولت البعض منهن استفزاز رجال الأمن عبر الهتافات المنددة بالقرار المصرى، وهو ما قابله الضباط بضبط النفس وتقديم مزيد من الرعاية بعد طلب عدد منهن الحقائب الخاصة بهن لتناول العلاج وهو ما تم رغم عدم قانونيته حيث أن راكب الترانزيت لا يحق له استدعاء حقيبته مرة أخرى بعد نزولها من الطائرة.
صباح أمس الخميس أعلنت عدد من الناشطات موافقتهن على مغادرة البلاد حيث تم مغادرة 22 ناشطة إلى دولهن بعد المقابلة الثانية التى قام بها اللواء علاء الدين على مدير أمن المطار وعدد آخر من الدبلوماسيين فى السفارات الأجنبية التابعين لها، لتعلن 36 ناشطة الدخول فى اعتصام مفتوح لحين تحقيق رغبتهن فى دخول البلاد، وفى هذه الأثناء قامت عدد من الناشطات اللاتى تمكن من دخول البلاد بمقابلة السفير الفرنسى فى القاهرة للضغط عليه والتدخل لدى الحكومة المصرية للسماح لهن بدخول البلاد إلا أن القرار المصرى كان مؤكدا لما سبق بضرورة العودة إلى بلادهن والامتثال للتعليمات.
قضت المعتصمات عدة ساعات أخرى مفترشين أرض صالة الوصول، وبعد التأكد من وعى رجال الأمن فى المطار وتفويت الفرصة تلو الأخرى لافتعال الأزمة، فقامت مجموعة منهن بالدخول فى مفاوضات مع السلطات المصرية المعنية لاسترداد قيمة الفيزا وتذكرة السفر، إلا أن القرار المصرى كان مفاجئا لهن برفضه والتأكيد على ضرورة مغادرة البلاد واحترام سيادة الدولة وتفعيل القانون بها، ومن هنا كان الانقسام بين المعتصمات إذ أعلنت مجموعة منهن الموافقة على مغادرة البلاد بينما أعلنت عدد منهن الدخول فى اعتصام مفتوح داخل المطار.
انتقلت قيادات الأمن إلى الصالة مرة أخرى وقدمت الشكر للمعتصمات اللاتى أعلن موافقتهن على مغادرة البلاد، وقامت باستلام الجوازات الخاصة بهن للانتهاء من الإجراءات بينما كانت التعليمات واضحة للمجموعة المعتصمة بضرورة الانتقال إلى مكان آخر فى صالة الترانزيت لعدم تعطيل العمل داخل الصالة، وإلا فستتخذ السلطات الإجراءات القانونية حيالهن فى حضور مندوبى السفارات الخاصة بهن، حيث حضر مجموعة من الدبلوماسيين الأمريكيين والفرنسيين وأخبروا المعتصمات أنه من حق السلطات المصرية اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، وهو ما تم الإذعان له لتعلن آخر 36 ناشطة معظمهن فرنسيات الموافقة على مغادرة البلاد وهو ما تم صباح اليوم الجمعة، حيث غادرت 22 ناشطة إلى باريس، و8 إلى اسطنبول، و6 إلى لندن، لتنتهى الأزمة فى انتصار حقيقى للدبلوماسية المصرية.
انتهاء أزمة الناشطات الفرنسيات بعد سفر آخر 14 ناشطة لإسطنبول ولندن
22 ناشطة فرنسية يغادرن القاهرة بعد يوم من الاعتصام داخل المطار
الحكومة تنجح فى إثبات سيادة القرار المصرى بعد رفض ضغوط السفارات الأجنبية للسماح بدخول ناشطات غزة إلى البلاد..وأمن المطار تعامل بدبلوماسية وفوت الفرصة على الإعلام الغربى للمتاجرة بقضية المعتصمات
الجمعة، 07 مارس 2014 10:32 ص