تحدثت صحيفة "إيكونوميست" البريطانية عما وصفته بتشابك دبلوماسى معقد على نحو غير عادى بين أمريكا والسعودية وقطر، وقالت إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يواجه أجندة طويلة وصعبة لزيارته المقررة للسعودية أواخر هذا الشهر، فبعد تسعة وستين عاما من تأسيس فرانكلين روزفلت والملك عبد العزيز آل سعود لتحالف على متن حاملة طائرات أمريكية فى قناة السويس، فإن الرياض وواشنطن يجدا أنفسهما على خلاف ليس فقط حول القضايا المعتادة مثل إسرائيل وحقوق الإنسان، لكن حول قضايا أجدد من أمن الخليج إلى الحرب الأهلية فى سوريا ومشكلات ما بعد الثورة فى مصر.
وقد زادت هذه التعقيدات بعد قرار السعودية ومعها الإمارات والبحرين بسحب سفرائهم من قطر، التى تشبهها الصحيفة بأنها مجرد إبهام صغير فى قبضة قوية مثل السعودية، لكنها قالت إنها ليس فقط عضو بمجلس التعاون الخليجى، ولكنها تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية التى تخدم 35 ألف من القوات الأمريكية.
وتتابع الصحيفة قائلة إن هذا الشجار الدبلوماسى بين العرب ربما يمكن احتوائه؛ فالسعودية علقت علاقتها مع قطر عدة سنوات فى التسعينيات غضبا من الإطاحة بالشيخ حمد أل ثان على يد ابنه الحاكم السابق، وقد ردت قطر على هذا التوبيخ الأخير بمزيد من الأسف والدهشة، وقالت إن مبعوثيها سيبقوا فى العواصم الخليجية الشقيقة.
إلا أن الخلاف كان يختمر منذ بعض الوقت وربما يتفاقم، فالشائعات تشير إلى أن السعوديين هددوا سرا بإغلاق الحدود مع قطر، وهى الصلة البرية الوحيدة لقطر مع العالم الخارجى، وكذلك إغلاق المجال الجوى السعودى أمام الطائرات القطرية، وهو ما سيزعج الأمريكيين الذين ينسقون نشاطهم العسكرى فى الفضاء الجوى بين سوريا وأفغانستان من قاعدتهم فى قطر.
وخلصت الصحيفة إلى القول بأنه يتعين على أوباما بحذر، وأضافت إن عليه أن يقنع إيران بـأن الحلفاء الخليجيين يجب أن يظلوا أقوياء مع إقناع العرب المتشككين بأن أمريكا ترغب فى اتفاق مع إيران لم تتهاون مع ما يراه العرب تهديدا فارسيا.
إيكونوميست: أوباما يواجه تشابك دبلوماسى بين السعودية وقطر
الجمعة، 07 مارس 2014 02:04 م