صحيفة روسية : ضم موسكو للقرم سيأتى بنتيجة عكسية

الإثنين، 31 مارس 2014 09:47 م
صحيفة روسية : ضم موسكو للقرم سيأتى بنتيجة عكسية شبه جزيرة القرم - أرشيفية
موسكو (أ ش أ )

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأت صحيفة "موسكو تايمز" الروسية أن إمعان النظر فى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، يتضح أنها ستأتى بنتائج عكسية، وأنها ليست انتصارا باهرا.
وقالت الصحيفة الروسية فى تعليق نشرته على نسختها الإلكترونية اليوم الاثنين أن هناك أربع نقاط تثبت صحة رؤيتها، وهى أن أوكرانيا ستصبح عضوا فى حلف شمال الأطلسى "ناتو" ففى حقبة الرئيس الأمريكى الأسبق جورج دابليو بوش درست واشنطن قرار انضمام أوكرانيا إلى ناتو ولكن لم يتم الأمر كما خطط له لأن بوش رأى كم تعنى أوكرانيا لروسيا وأنها خط أحمر ولذا استبعد الفكرة حيث أن بوتين لن يتسامح مطلقا مع فكرة تحول القاعدة البحرية الروسية فى البحر الأسود إلى قاعدة للناتو.
وكانت قضية ضم الناتو لأوكرانيا أكثر وضوحا للرئيس الحالى الأمريكى باراك أوباما لأنه رأى أن القضية لا تستحق الصراع مع روسيا ولذا لم تكن القضية فى جدول أعماله.
ومضت الصحيفة تقول إنه لو لم تضم روسيا القرم لظلت قضية ضم الناتو لأوكرانيا طي النسيان لكن الغرب لديه سبب مقنع الآن لحماية حليفته ضد التوسع الروسي المحتمل عن طريق توسيع إطار الأمن الجماعي ليشمل أوكرانيا وسيتبعها في طبيعة الحال جورجيا ومولدوفا.
وتابعت الصحيفة أن من أكثر القضايا الذى يخشاها بوتين هو انضمام أوكرانيا لحلف الناتو ففى النهاية روسيا ستلقى اللوم على نفسها لإحياء القضية مرة أخرى فقد حول العدوان الروسى على القرم الناتو من منظمة راكدة تفتقر إلى هدف إلى كتلة دفاع لا غنى عنه له هدف واضح.
وتشير الصحيفة إلى أن النقطة الثانية هي تصنيف روسيا على أنها دولة مارقة، فعلى الرغم من إجماع الدول الغربية على أن استفتاء القرم لم يكن شرعيا، قد تزعم روسيا أنها على حق وأن هذه الدول ترغب في إضعاف الدولة الروسية، موضحة أن هذه الدعاية من الممكن أن تؤتى ثمارها لكن فى النهاية سيشعر المواطنون الروس بعدم الارتياح عندما يرون بلادهم توضع فى نفس تصنيف كوريا الشمالية والسودان وزيمبابوى وسوريا كدولة مارقة.
وتفيد الصحيفة أن النقطة الثالثة، هى أن روسيا تضيع أى فرصة لها فى استعادة إمبراطوريتها المفقودة فضم القرم، لؤلؤة الإمبراطورية الروسية السابقة، قد يكون إضافة إلى أفعالها الانتقامية ولكنه بعيد كل البعد عن تكوين إمبراطورية جديدة لأن روسيا إذا أرادت ذلك فكان يتعين عليها الاستيلاء على أوكرانيا بأكملها.
وقالت الصحيفة إنه بالإضافة إلى ذلك فإن بوتين قتل أى فرصة لتشكيل الاتحاد "الأوراسى" الذى كان يرمى إلى إعادة خلق نموذج مقتطع من الاتحاد السوفيتى السابق وكان هذا الاتحاد سيقوم على عدد من دول الاتحاد سابقا و بدون أوكرانيا فإن هذا الأمر أصبح غير ذى جدوى.
ومضت الصحيفة تقول إن النقطة الرابعة والأخيرة هى أن العقوبات الغربية والعزلة الدولية سوف تدفع روسيا إلى حافة أزمة اقتصادية لأن موسكو كانت على وشك الدخول فى حالة من الكساد حتى قبل ضم القرم والآن وكنتيجة للعقوبات الغربية والعزلة الدولية فمن المحتمل أن تواجه موسكو مشاكل اقتصادية أكثر خطورة.
وقال اليكسى كودرين وزير المالية السابق إن العقوبات ستكلف روسيا حوالى 200 مليار دولار هذا العام بسبب هروب رأس المال وقد تم بالفعل خفض التصنيف الائتمانى لروسيا ، وزادت تكاليف الاقتراض بشكل كبير إلى جانب أن الحكومة بصدد مواجهة عجز شديد فى الميزانية واحتمال انخفاض أسعار النفط وخاصة عندما ترجع إيران إلى سوق تصدير النفط الشهر المقبل.
وقالت الصحيفة إن تكلفة دعم شبه جزيرة القرم تقدر ب 5 مليار دولار سنويا وهو الأمر الذى سيضع مزيدا من الضغوط على الميزانية الاتحادية وفي الوقت الذى يمكن فيه للولايات المتحدة إصدار كميات غير محدودة من سندات الخزينة لتمويل العجز فى ميزانيتها فعلى النقيض روسيا لا تمتلك كل هذا الترف وستضطر الحكومة لخفض النفقات وهو ما سيضر الطبقتين المتوسطة والفقيرة على نحو خاص.
ومضت الصحيفة تقول إن أسعار السلع الاستهلاكية سترتفع إذا انخفضت قيمة الروبل أكثر من ذلك وهو الأمر الذي قد يحدث في خضم العقوبات ، وهروب رأس المال وثقة المستثمرين الأخذة في التراجع وسيتردى الوضع الاقتصادي الروسى من سئ إلى أسوأ إذا ما انضمت أوكرانيا وجورجيا إلى حلف الناتو حيث أن ذلك يعني أن العدو أصبح على مشارف روسيا وهو ما سيدفع الكرملين إلى زيادة الإنفاق على الدفاع وروسيا بالفعل ثالث أكبر دولة في العالم من حيث الإنفاق على الجيش.
وفى الختام أوضحت الصحيفة أنه على روسيا أن تختار بين حمل السلاح والحياة المستقرة لأن الإنفاق الدفاعى العالى يعنى عجزا أكبر فى الميزانية وتقليل الإنفاق على الرعاية الصحية والتعليم والمعاشات و مشاريع البنية التحتية والرواتب لموظفى الحكومة معيدة إلى الأذهان أن الحشد العسكرى المفرط ، لا سيما فى الثمانينيات من القرن الماضى ، كان سببا من أسباب إفلاس الاتحاد السوفيتى و انهياره فى عام 1991.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة