إن ما حدث ومازال يحدث فى الدول العربية، عندما سقطت العراق تحت قبضة الإدارة الأمريكية؛ ومنذ قيام الثورات العربية من يناير 2011 حتى اللحظة الراهنة ليس بربيع عربى ولكنه ربيع دموى.
لاشك أن الثورات العربية قامت من أجل القضاء على ظلم وفساد طال لأعوام كثيرة، وخصوصاً على ظلم الصفوة المقربة للسلطة الحاكمة الذين استولوا على خيرات وثروات الشعوب والغالبية العظمى من هذه الشعوب ضاعت أقل أمانيهم فى وسط جشع وحب المال والسلطة؛ بغض النظر عن احتياجات ومتطلبات هذه الطبقة العريضة من هذه الأمة العربية.
لكن فى ثنايا وطيات الزحام، أعطت الفرصة لأنظمة دولية صاحبة مصالح أن تصطاد فى الماء العكر، لتسيطر وتستولى على خيرات الأمة العربية؛ إلا أن هذه الأنظمة لقت حتفها ومصرعها من أول عام فى مصر، وذلك إن دل على شىء فإنه يدل على فطنه ووعى الشعب المصرى بما تسعى إليه هذه المنظمات والإدارات الأوروبية والأمريكية والصهيونية.
فقد أثبتت الإدارة الصهيونية والأمريكية لبعض الوقت جدارتها فى اللعب بمقدرات ومصائر الشعوب العربية، ونجحت فى عمل اضطرابات وصراعات داخل الشعوب العربية، وأصبحت كل دولة مقسمة إلى فريقين متصارعين للاستيلاء على السلطة حتى فلسطين نفسها مقسمة إلى عدة حركات ؛ وذلك بالتأكيد لحكمة قامت بها الإدارة الإسرائيلية والأمريكية وكان مخطط لها من عدة سنوات وهى لإبعاد نظر العرب عن القضية الحقيقية وهى القضية الفلسطينية .
بدأت اللعُبة مع العراق عندما وقف العرب مكتوفين الأيدى وسلموا العراق ورئيسها للإدارة الأمريكية والصهيونية. لاشك أن الرئيس الراحل صدام حسين قد أخطأ عندما وثق فى الإدارة الأمريكية حين اعطوه الضوء الأخضر لغزو دولة الكويت الشقيقة ، لكنه نسى أنهم لا عهد لهم؛ ثم بعد ذلك دارت الدائرة على بقية الدول العربية الواحدة تلو الأخرى.
ألم تسأل الشعوب العربية نفسها لماذا هذا التوتر فى شعوبها فقط وبقية الدول الأخرى هادئة؟ شىء مضحك جدًا حينما نسمع عن وجود مظاهرات فى الدول الأوروبية فتيات عاريات يتظاهرن من أجل حقوق المرأة العربية، هل المرأة العربية لم تستطع أن تأخذ حقها بنفسها؟ ومن فوض هؤلاء من أجل حقوق المرأة العربية؟
لماذا فى الآونة الأخيرة لم نسمع عن القضية الفلسطينية فى المؤتمرات والمحافل الدولية؟ الآن إسرائيل تتوسع فى بناء مستوطناتها دون خوف ودون عمل أى اعتبار للمنظمات العربية والدولية وذلك بالتأكيد ليقينها بأن الدول العربية ليس لديها وقت للنظر للقضية الفلسطينية، لأنها مشغولة فى مشاكلها وصراعاتها الداخلية وبكل تأكيد المنظمات الدولية تدعمها وتؤيدها .
أصبح الازدراء هو السمة المميزة التى يغلب على الطابع العربى متناسيين وليس ناسين أخلاقنا وقيمنا الإسلامية، التى نهجها لنا القرآن الكريم والسنة النبوية.
حقاً يا فرحة إسرائيل فينا ويا بختها بينا الشعوب العربية الإسلامية تضرب فى نفسها من أجل سلطة زائلة لم تَدُم لأحد لاغين عقولهم من أجل التفكير جلياً فى مصلحة ونهضة أمتهم العربية.
متى ستتوحد الأمة العربية وينضج فكرها وتعلم علم اليقين أن عدوها الحقيقى ليس أخيه العربى شريكه فى الوطن ؛ وإنما هو المستعمر الإسرائيلى؟ متى ستقول لبيك يا بيت المقدس– لبيك فلسطين؟ متى ستستيقظ الضمائر العربية والعالمية؟ هل أصبح الاحتلال الإسرائيلى الآن أمر واقع بالنسبة للشعوب العربية حتى بالنسبة لأهل فلسطين؟ لك الله يا فلسطين ؛ اللهم احفظ واحمى بيت المقدس، كما حميت بيتك الحرام من جيش الطاغية أبرهة.
شادية خليل تكتب : القدس بين الأطماع الصهيونية والصمت العربى
الإثنين، 31 مارس 2014 08:31 م