تعد الحملة الانتخابية للمشير عبد الفتاح السيسى واحدة من أبرز الحملات الانتخابية فى تاريخ مصر، ليس فقط للظرف الذى تمر بها البلاد فى الوقت الحالى، إنما لما تضمه من شخصيات لها باع طويل فى العمل السياسى، فى الوقت الذى تضم عددا كبيرا من الشباب.
ولعل أبرز الشخصيات التى تضمها حملة السيسى هما عمرو موسى، والكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، فموسى صاحب تاريخ طويل فى العمل السياسى، إذ إنه عمل وزيرا للخارجية، ثم أمينا عاما لجامعة الدول العربية، وبعدها مرشحا رئاسيا خلال انتخابات 2012، ثم رئيسا للجنة الخمسين التى أعدت الدستور الحالى.
فيما يعد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل واحدا من أهم الكتاب البارزين على مر التاريخ، إذ أنه كان قريبا من معظم دوائر السلطة فى حقب زمنية مختلفة، بداية من عصر ما قبل ثورة 1952، ومرورا بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ثم محمد أنور السادات.
وتشبه الحملة الانتخابية للمشير إلى حد كبر حملات أخرى لزعماء ورؤساء عالميين، إذ إنها ضمت عددا كبيرا من السياسيين البارزين منهم عمرو موسى ومحمد حسنين هيكل، مثلما كانت تضم حملة الرئيس الأمريكى بارك أوباما الانتخابية، كما ضمت حملة السيسى الانتخابية مخرجا سينمائيا هو "خالد يوسف"، مثلما كان يدير الحملة الانتخابية للرئيس الروسى فلاديمير بوتين مخرجا سينمائيا شهيرا هو ستانيسلاف جوفوروخين.
ويتكون المكتب السياسى من منسق عام للحملة، هو السفير محمود كارم، ويضم باقى المكتب كلا من "محمود بدر، ومحمد بدران، وتامر وجيه، ومروان يونس"، ويقع مقر الحملة الرئيسى بالتجمع الخامس فى فيلا تم تجهيزها أمنيا على أعلى مستوى، ويتواجد فيها المشير عبد الفتاح السيسى، وبعض المقربين له، منهم منسق الحملة سفير سابق لمصر لدى الاتحاد الأوروبى هو السفير محمود كارم، على أن يعاونه مكتب سياسى مكون من حوالى 15 عضوا، مهمتهم الرئيسية وضع الشكل النهائى لتحركات الحملة، فيما تضم الحملة مكتبا إعلاميا يضع الإستراتيجيات والخط السياسى للمشير خلال الفترة المقبلة، فيما لم يتم اختيار المتحدث الرسمى للحملة حتى الآن.
وتعد حركتا تمرد ومستقبل وطن من ضمن أبرز الوجوه الشبابية فى الحملة الانتخابية للمشير السيسى، وتم اختيار عدد من الأعضاء منهم، كما تضم كل الاتجاهات السياسية، وتم وضع خطة شاملة ومنظمة بهدف التعامل مع كل الأحداث والأمور الطارئة، ورفعت شعار الفوز من الجولة الأولى وبنتيجة غير مسبوقة، فيما تم رصد مجموعات لمخاطبة صحف العالم ومنها الصحافة الروسية والأمريكية والأوروبية، بهدف توضيح برنامج المرشح وطبيعة المرحلة القادمة.
وبالنبش فى صفحات التاريخ الحديث وبالتحديد فى عام 2008 نجد أن فريق أوباما الانتخابى هو العامل الرئيسى فى فوزه، فقد كان فريقه على درجة عالية من الكفاءة والتنظيم، واتبع قواعد جديدة فى اللعبة الانتخابية، منها جمع التبرعات ذات القيمة الصغيرة، والاعتماد بشكل أكبر على الشباب ووسائل التواصل الاجتماعى مثل «فيس بوك» و«تويتر»، وتنظيم حملات ترويجية للذهاب إلى الناخبين فى بيوتهم.
وكان مرشح الحزب الديمقراطى يحظى بقائمة طويلة من المستشارين وكتاب الخطب الانتخابية ومنسقى الحملات والمستشارين الإستراتيجيين، كما كان يحظى المرشح الجمهورى ميت رومنى بقائمة طويلة أيضا من الناصحين والمستشارين والخبراء السياسيين المؤثرين فى آرائه واتجاهاته، ولعل أبرز أعضاء فريق أوباما الانتخابى هم ديفيد أكسلرود وجيم ميسينا وديفيد بلوف.
وكان ديفيد أكسلرود مسئولا عن الإعلام، وعمل مع أوباما فى البيت الأبيض فى منصب كبير مستشارى الرئيس فى الفترة من 2009 إلى 2011، ثم عاد إلى شيكاغو للترتيب لحملة إعادة انتخاب أوباما ككبير مسئولى الاتصالات، فيما يحتل جيم ميسينا، الدور الرئيسى فى الحملة الانتخابية، فهو مدير حملة أوباما، وقد عمل فى البيت الأبيض نائبا لرئيس طاقم الموظفين للعمليات من عام 2009 إلى عام 2011، وكان الشخص الأكثر نفوذا فى واشنطن الذى لا أحد يعرف عنه شيئا.
أما ديفيد بلوف فهو خبير سياسى استراتيجى، وقد أدار حملة أوباما عام 2008، وينسب إليه الفضل فى نجاح إستراتيجياته فى فوز أوباما بترشيح الحزب الديمقراطى، ويوجد عدة نواب لمدير حملة أوباما، منهم جنيفر أومالى دايلون وهى نائب، مدير الحملة وعملت مديرا تنفيذيا فى لجنة الحزب الديمقراطى، وجوليانا سموت التى عملت فى الحملة الانتخابية الأولى لأوباما مديرا للجوانب المالية، وعملت فى البيت الأبيض سكرتيرة اجتماعية. وبين لابولت وهو السكرتير الصحفى لحملة أوباما 2012، الذى عمل مع أوباما فى مكتبه الصحفى عندما كان سيناتورا بالكونجرس، وعمل بحملته فى عام 2008، وعمل نائبا للمتحدث الصحفى للبيت الأبيض، وماثيو بارزن وعمل فى حملة أوباما مسئولا عن الجوانب المالية، وكان يشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى السويد.
أما فاليرى جاريت بومان فكانت من أهم الشخصيات وهى كبير مستشارى الرئيس أوباما ومساعدته للشئون الحكومية، وهى أقدم المستشارين لدى أوباما وموضع ثقة الرئيس، والصديقة المقربة لأوباما وزوجته "ميشيل" منذ أكثر من عشرين عاما، وهى سيدة أعمال ومحامية معروفة فى شيكاغو.
وتعد جاريت واحدة من أقرب ثلاثة مستشارين للرئيس أوباما، وتحتل منصب مساعد الرئيس للشئون الحكومية وإدارة مكتب البيت الأبيض للمشاركة الشعبية ومجلس البيت الأبيض للنساء والفتيات، ومكتب أولمبياد المعاقين والشباب والرياضة، إضافة إلى صداقتها الوثيقة مع ميشيل أوباما.
أما الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فكان له حملة انتخابية من طراز خاص، لعل أبرز أعضائها هما ديمترى كوزاك نيكولايفيتش نائب رئيس وزراء الاتحاد الروسى سابقا، والمخرج السينمائى المعروف ستانيسلاف جوفوروخين.
ديمترى كوزاك نيكولايفيتش (ولد فى 7 نوفمبر 1958 فى كيروفوهراد، جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية)، وهو سياسى روسى، وتقلد منصب نائب رئيس الوزراء للاتحاد الروسى، وشغل منصب وزير التنمية الإقليمية سابقا فى مجلس الوزراء الروسى، ومن المعروف أن ديمترى كوزاك هو الحليف المقرب من فلاديمير بوتين، بعد أن عمل معه فى إدارة مدينة سان بطرسبرج خلال 1990، وأصبح فى وقت لاحق واحدا من الشخصيات الرئيسية فى فريق بوتين الرئاسى، وخلال الانتخابات الرئاسية الروسية عام 2004، وكان رئيسا لفريق الحملة الانتخابية لبوتين كان كوزاك أحد أهم أعضاء من دائرة بوتين.
ومن المفارقات الغريبة أن واحدا من أبرز أعضاء الحملة الانتخابية للرئيس الروسى فلاديمير بوتين المخرج السينمائى الروسى المعروف، والمرشح الأسبق للرئاسة ستانيسلاف جوفوروخين، وتولى مهمة إدارة الحملة الانتخابية لبوتين، وكان لستانيسلاف دور بارز فى حملة بوتين، إذ كان المدير الفعلى للحملة، وكان قريبا جدا للرئيس الروسى فلاديمير.
موضوعات متعلقة..
ننشر خطة حملة "السيسى"..مؤتمرات جماهيرية مكثفة بحضور شخصيات عامة ورموز سياسية وفنية.. ولقاءات مع القبائل والفلاحين وطلاب الجامعات وشباب الثورة.. والتركيز على مخاطبة الفئات المهمشة وأهالى النوبة وسيناء
بالصور والفيديو.. السيسى يفوز بالنصيب الأكبر فى تحرير التوكيلات بخمس مكاتب شهر عقارى بالبحر الأحمر.. ومسن أثناء توقيع التوكيل: نهنئ السيسى بالرئاسة مقدماً.. وجميعنا وراءه
ننفرد بنشر بطاقة الرقم القومى الجديدة للمشير عبد الفتاح السيسى
"السيسى" يستعين بـتجربتى "أوباما" و"بوتين" فى حملته الانتخابية.. المشير يضم سياسيين بارزين على درب الرئيس الأمريكى.. ومخرج شهير على طريقة الزعيم الروسى
الإثنين، 31 مارس 2014 06:08 م