حب الأبناء فطرة خلقها الله داخل كل أب وأم، فهما يعطيان دون توقف، وبلا انتظار للمقابل، وتتجسد أولويات الوالدين فى كيفية توفير أفضل حياة لأبنائهما، ولكن طريقة التعبير عن هذا الحب تختلف من شخص إلى آخر، لأن كل شخص يعطى لأبنائه ما يفتقده هو أو ما يراه فى صالحه، بغض النظر عما يحتاجه الابن.
وفى هذا الأمر قال الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسى، كثير ما يتردد فى العيادات النفسية أطفال لديهم اضطرابات ومشاكل نفسية، وبعد الاستماع لشكوى الأبوين يتبين أنهما قد ترددا بابنهم على الكثير من المتخصصين النفسيين، وسمعوا كثيراً عن خطورة تشخيص ابنهم النفسى وصعوبة علاجه.
وأضاف هارون، أن إصرار الأبوين على البحث وراء العلاج وإنفاق الكثير من النفقات والقلق الواضح عليهم من حالة الابن يدل كثيرا عن مدى حبهما لهذا الابن، لكنها لا يدركان أنهما بشكل أو بآخر كانا سبباً فى حدوث هذه المشكلة النفسية لدى الطفل بسلوكياتهم معه، أو سبب فى زيادة لاضطراب شديد بجهلهما بالتعامل الصحيح معها من البداية، كذلك فإن علاج الصغير لن يتم بالتردد أكثر على العيادة بل عندما يستطيعان تفهم صغيرهما هذا ويكونان قادرين على احتوائه.
وتابع هارون، الواقع يقول إن البرامج العلاجية التى تأتى بنتائج طيبة هى التى يتعاون فيها الأبوان مع المعالج فى علاج طفلهما، فأغلب البرامج التى أعدها أو يتم تنفيذها مترجمة عن آخرين يكون لها مريض واحد وثلاثة معالجين، هم المعالج والأب والأم، لكل منهم دور محدد من البداية وأهداف مرجو تحقيقها فى النهاية.
كما ينصح هارون بإخبار الطفل دائماً بأنك تحبه واحتضانه، فذلك يزرع فيه الثقة فى النفس، كذلك مدح أعماله وإنجازاته، وتعليمه كيف يدونها، وتعليمه كيف يتحمل مسئولية ونتيجة تصرفاته، إلى جانب اعتذارك له عن أى خطأ واضح يصدر منك، وتجربة شئ جديد له، ولك معا فقط، وأخيرا يجب إخبار الطفل بمعلومات شخصية عنه تجعله قادرا على العودة فى حالة أنه ضل العودة إلى المنزل، بالإضافة إلى ضرورة تلبية احتياجات الطفل المالية، فيجب أن يعلم معلومات مبسطة حول قدرة المنزل المالية، وأن مصروفه يتناسب مع تلك الميزانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة