أشرف عبد العزيز أمام يكتب: وللقلوب أقنعة

الإثنين، 31 مارس 2014 11:20 ص
أشرف عبد العزيز أمام يكتب: وللقلوب أقنعة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحب هو أن تهرب مع شخص واحد من تفاهة الآخرين، وأن تستمتع برؤيته وحديثه بكل إدراك الحواس وبكل الطرق الممكنة.. ولكن ماذا لو تغير هذا الحبيب فجأة وأصبح يتهرب منك ماذا لو ارتدى قناعًا آخر غير الذى تعودت عليه ماذا لو اتخذ موقفًا تجاهك عجيبًا وغريبًا غير متوقع وتسللت إليك سيول الأسئلة وكلما حاولت أن تعرف منه الإجابة تهرب وراوغ فى ردوده وبدلاً من يريحك بجواب مقنع وشافٍ اتهمك بالشكوك والظنون.

فأنت على ثقة تامة بهروبه من الإجابة وتتمنى أن يرد بكلمة واحدة مقنعة أو تحاول أن تقنع نفسك بها ولكن دون فائدة ويحاول هزيمتك بالصمت والهروب ليضعك فى طريق آخر وهو الرجاء وتصبح مشتتَا ما بين الحقيقة وما بين عودته.

تلون المشاعر وكثرة الأقنعة فى هذا الزمان الظاهرة الأكثر انتشارًا فى زماننا هذا لطالما استحوذت الأقنعة على اهتمام الناس منذ القدم.. خاصة الشعوب التى كانت تسيطر عليها فكرة الأرواح والآلهة والسحر والشعوذة والدجل وانتقلت عدوى هذا الهوس إلى الفن.. وهناك العديد من الأعمال التى تتناول فكرة الأقنعة ولكن فى زماننا لم يعد هناك الحاجة إلى أعمال درامية لتجسد لنا الفكرة لأنها موجودة فى واقعنا وانتشرت لحد القلوب التى لا تحيا بدونها أصبح الزمان أشبه بغابة والكل فيها يسعى للكذب والمراوغة ليحقق مآربه ولا يفكر بمشاعر الآخرين وغير عابئ بما يصبهم بعد ذلك من جراء كذبه وتلونه وبلا أدنى تفكير يسعى دومًا لأن يكون ملاكًا بجناحين ويخفى مخالبه الشيطانية حتى يحقق أهدافه.. أصبحت الأقنعة أكثر رواجًا من أى سلعة أخرى وباتت القلوب المخدوعة والمغدورة بلا حدود وملقاة على أرصفة الزمن تنتظر لحظه الشفاء من غدر وكذب الحبيب.. مضى هذا الزمن عاريًا من الصدق والإخلاص والوفاء ومشوهًا بلا ملامح.. ربما الزمان الذى نعيشه أشبه بزمن الكذب والرياء والخداع.

فقد نقابل يومًا وجهًا يسحرنا بطيب كلماته وروعة حديثه وعذب صفاته فننساق معه فى تياراته الزائفة والمتلونة دون أن ندرى لتكتشف أخيرًا أننا كنا نتأمل لوحة خالية من الألوان.. لا تحتوى إلا على اللون الأسود ونشعر بالأسى والحزن كلما تأملنا ونظرنا إلى هذه اللوحة القاتمة شخص يكذب ويلعب بالقلوب وكأنه يتفنن بلعب الأوراق أشخاص كبار فى السن ويكذبون ويخدعون؟ وآخر يواصل الكذب من أجل كسب حبيبه وأخرى تتعمد الكذب من أجل كسب حبيب ولم يعد هناك حبيبة خالصة لا تعرف الكذب ولا حبيب صادق فى وعودة.

أصبح الكل يبدل أقنعتهم كما يحلو لهم ومضت المشاعر كالثياب والأحذية نبدلها وقتما نشاء ومتى أردنا.. كثيرة هى الجراح التى تدمى المشاعر، لكن جرح الكذب أو الغدر أو الخيانة دائمًا ما يكون جرحهم مؤلمًا ومتعبًا وغائرًا فى ذات الوقت، ذلك أنه يأتى مباغتًا ومن أشخاص لاتتوقع منهم ذلك، يأتى فجأة دون سابق إنذار ودون أن نتوقعه، وهنا يكمن العذاب والألم بل الحسرة والمرارة خصوصًا عندما نمنح الحب والإخلاص والوفاء بلا حدود لمن كان ارتباطنا بهم وجدانيًا وروحانيًا ومختلفًا عن غيرهم، وبدرجة عميقة وتتخطى الحدود من الصدق والعطاء معهم.. فإذا أردت أن تعرف يومًا عمق الجراح فتلمس قلبًا تعرض لطعنة من يد إنسان أحبه وأخلص له فى حبه؟





مشاركة




التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

مروه

أصبح الكل يبدل أقنعتهم كما يحلو لهم ومضت المشاعر كالثياب والأحذية نبدلها وقتما نشاء ومتى أ

عدد الردود 0

بواسطة:

أشرف عبدالعزيز

ارد على تعليق لآستاذة مروة

عدد الردود 0

بواسطة:

أشرف عبدالعزيز

رد على الآستاذة ياسمين

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبدالعزيز

روووووووووووووعه

ما اروع ابداعك استاذنا الفاضل وما اجمل ابداعك

عدد الردود 0

بواسطة:

أشرف عبدالعزيز

رد على تعليق انسانة محطمة بسبب الغدر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة